مدونة المعارف

27‏/05‏/2011

حركة النهضة الارتريا تحاور الشيخ المجاهد المناضل ابوسهيل

احمد ابو سهيل الامين العام لحركة الاصلاح الاسلامى الارترى رئيس جبهة التضامن دعما لمرحلة التغيير الديمقراطى التى تقودها المعارضة الوطنية الارترية وقواها الحية ، وتسليطا للضوء على عمل المقاومة الصامدة والمصابرة والصعاب التى تواجهها وهى تقوم بواجباتها النضالية ، رأينا فى مجلة النهضة القيام بسلسلة حوارات مع قيادات المعارضة الارترية وأيضا الفعاليات الوطنية الداعمة للتغيير الديمقراطى .

وكفاتحة لهذه الحوارات ، ولمكانة أهمية الفصيل المقاوم ، القابض على الزناد ، والمتصدى للدفاع الاول عن شعبنا الصامد والمثابر ، أجرينا حواراً شاملاً ومعمقاً مع الشيخ / أبو سهيل محمد احمد صالح / الامين العام لحركة الاصلاح الاسلامي الارتري ورئيس جبهة التضامن . والنهضة إذ تقدّر له تفهمه لدقة المرحلة وتجاوبه مع مقترحنا هذا ، نعبر عن شكرنا لترحيبه بنا والإجابة على أسئلتنا بكل صدق وشفافية . الشيخ ابو سهيل غنى عن التعريف .

النهضة - حوارات -6/2/2011 م

النهضة : - الشيخ ابو سهيل مرحب بك فى مجلة النهضة ونشكرك لقبول دعوتنا لاجراء الحوار معكم واعطائنا هذه السانحه رغم مشاغلكم والمهمات الكثيره الملقاة على عاتقكم .
الشيخ ابو سهيل
في البدء أزجي الشكر والتقدير لموقع النهضة الإرتري الرائد ، ولا سيما رئيس التحرير الأستاذ شية ، لما يبذله من جهود مقدرة في كشف الحقائق ، وتغطية أخبار إرتريا ، ليطلع المواطن عليها ، ومن ثم ليكون على بينة من الأمر .
المحور الأول : حول حركة الإصلاح.
1 / النهضة :- كل تنظيمات وأحزاب المعارضة تتطلع لإحداث التنوع في قياداتها وقواعدها فتنجح في إحداث التنوع في القيادة إلى حد ما وتفشل في إحداث التنوع على مستوى القواعد وأنتم لم تشذوا عن ذلك ، فتنوعكم لم يتجاوز التشكيل القيادي ، لماذا فشل تنظيمكم في إحداث التنوع في قواعده ، خاصة وأنكم أصحاب تجربة طويلة تمكنكم من تفادي الأخطاء وتصحيحها إن وقعت ؟
ج1 الحركة تنظيم ذو قاعدة معتبرة يتكون من كل أرجاء في إرتريا ، يضم بين جنباته تنوعا ، وثراء اجتماعيا ، من حيث الجنس والأعمار ، ومن حيث التعليم والخبرات المختلفة ، ما يجعل كوادر التنظيم في مختلف المواقع تمارس مهامها باقتدار ، وهي على جاهزية تامة لأن تتحمل مسئولياتها تحت أي ظرف بإذن الله تعالى .
2 / النهضة :- حركة الإصلاح الإرتري الإسلامي من التنظيمات التي لها جناح عسكري وربما أكثرها نشاطاً عسكرياً ، لهذا هي متهمة مع غيرها من التنظيمات المسلحة من قبل دعاة النضال السلمي والمقاومة اللاعنيفة بأنها تستهدف مجندي الخدمة الوطنية الذين لا حول لهم ولا قوة ، ويقولون كذلك كلما حققت التنظيمات التي لها أجنحة عسكرية إنجازات عسكرية كبيرة كلما اقتربت ارتريا من الحرب الأهلية ، ومن الحكم الأكثر دكتاتورية ، ما ردكم على من يقول ذلك ؟
ج2 تأسف الحركة لحال مجندي ما يسمى بالخدمة الإلزامية التي لا تنتهي لأجل مسمى ، ولما يتعرضون له من أعمال السخرة ، وانتهاك الكرامة الآدمية , وهم غير مستهدفين بالطبع من قبل الحركة ، وكثيرا ما يقابلهم المجاهدون في الريف أثناء الإجازات ، ولم يتعرضوا لهم بشيء، اللهم إلا في ساحة المواجهة ، ومن هنا أتمنى عليهم ألا يكونوا أداة طيعة في يد النظام لضرب شعبهم ، ويجب أن يتمنعوا عند الأوامر القمعية ضد شعبهم بل يجب أن يسهموا في التخلص من النظام بأي شكل من الأشكال ، وإلا يغادروا ساحة الخدمة . والحركة في الأساس تهدف إلى تفكيك النظام ، واستئصال شأفته ، وقلعه من جذوره ، لذا توجه ضرباتها إلى البنيات والمرتكزات الأساسية لمفاصل حزب الشعبية ، حسب الإمكان ، سواء كانت بشرية أو مادية ، ولا تستهدف المجندين في الخدمة ابتداء وقصدا. أما التخويف بالحرب الأهلية فهذه شنشنة نعرفها من أخزم وتتردد بكثرة مؤخرا عندما تداعى وتهالك نظام الجبهة الشعبية والحركة مع معركة حامية الوطيس مع النظام منذ عام 1989ه ليس هناك في ارتريا حرب أهلية وإنما حرب استرداد لحقوق ومقارعة لطغيان وعدوان وحماية أرض وعرض وقيم ، ولامانع عقلا وواقعا بأعمال جميع الخيارات ، نحن بحاجة الى رص الصفوف وتجاور الخيارات وتكامل الخبرات نحن ضد الوعي المتأخر الحاصر لأساليب استرداد الحقوق في خيار واحد ويستهجن خيارات الآخرين . علما بأن التنظيمات السياسية كلها تؤكد قبولها بحق الآخر الديني والسياسي والثقافي ، والاجتماعي ، بعيدا عن ممارسة الاستبداد والاستئثار وإلغاء الآخر .
3 / النهضة :- قرر مؤتمركم الرابع أن الأرض في إرتريا ملك لأهلها وليس لأي جهة أيا كانت - قديما وحديثاً - الحق في انتزاعها ، كما أدنتم سياسات التوطين ، في تصوركم كيف يمكن مقاومة سياسات التوطين في الوقت الحاضر؟ وكيف يمكن معالجة المشكلات التي ستنجم عنها مستقبلاً ؟
ج3 سياسات التوطين من أخطر السياسات ، إذ هي تعني إحلال وإبدال ، و تستبطن التطهير الديني العرقي والثقافي ، ولما ذا يمنع ( أفورقي ) من أن يبني الناس في أسمرا ؟ ، حتى قيادات الحزب من أبناء المسلمين قد منعت من أن تبني مساكنها , كما يمارس ضغوطات رهيبة على سكانها الأصليين لمغادرتها ، حتى تكون قلعة خالصة لأناس معينين في المستقبل ، وهنا لابد وأن يرفض أصحب الأرض ويقاوموا هذا الاستيطان القسري . كما أن الشعب المهجر يجب ألا يمالئ النظام في عملية الاستيطان حتى لا يكون له شريكا في الجريمة . كما عليهم المهجرين قسرا أيضا أن يقاوموا ضد الخروج من أوطان أجدادهم حتى لا يحل عليها قوم آخرون .
أما المعالجات المستقبلية ، فتحتاج لمعالجات حكيمة ، أولاها إزالة الغبن والمظالم عن أصحاب الأرض المغتصبة ، وإعادة المهجرين قسريا إلى قراهم الأصلية ، دون الإضرار بهم وبممتلكاتهم ، ونترك حركة التنقلات للشعب على صورتها العفوية التلقائية ، من غير تدخل ولا تآمر ، إذ كثيرا ما كانت تحدثت هجرات داخلية وما كانت تتسبب في أي مشكلة بين المواطنين . حيث كان التعايش والسلم الاجتماعي .
4 /النهضة :- تتميز التنظيمات الإسلامية في كل أنحاء العالم بدعمها اللامحدود للمجتمع مع التركيز على الفئات الضعيفة الشئ الذي يمكنها من غرس جذورها داخل بنيات المجتمع ، ألا توافقنا الرأي أن هذه السمة تفتقدها التنظيمات الإسلامية الإرترية ؟
ج4 لا أوافق على ذلك ، لأن الإمكانات المادية مختلفة ، ولأن النظام لا يسمح بالعمل في الداخل ، لا للمنظمات الأهلية ، ولا للمنظمات الخيرية الأجنبية ، والتنظيمات الإسلامية وكذا الوطنية الأخرى في الجملة قدمت ما بوسعها حسب إمكاناتها المتواضعة في المهجر ، وبخاصة في التعليم ، وإن كان لا يلبي حاجة كل الناس ، ولا يغطي كل المناطق .
النهضة :5 / العمل الخيري ركيزة أساسية من ركائز أي عمل إسلامي ، والمجتمع الإرتري المسلم أكثر المجتمعات احتياجا للدعم على جميع الأصعدة، ماذا تقدم حركة الإصلاح لدعم هذا المجتمع ؟
ج5 الحركة ولدت من رحم معاناة الشعب ، لذا تدرك تماما حجم معاناته وضروراته المختلفة ، فتشاطره الهموم والآلام والمحن ، فسعت كثيرا للتخفيف عنه ، وفي هذا الصدد فقد قامت الحركة ببعض الجهود حسب ما وسعها ، ومن ذلك : بناء خمس مؤسسات تعليمية ، وإيجاد بعض الداخليات للطلاب ، وبناء بعض المراكز الصحية ، وحفر بعض الآبار ، ومساجد كثيرة تقارب المائة وخمسين مسجدا ، وخلاوى ومراكز تحفيظ القرآن الكريم ، ومراكز نسوية لأغراض متعددة كمحو الأمية وإقامة دورات مختلفة لهن : تربوية وشرعية وحرفية وإدارية .كما أوجدت الحركة كفالة قرابة الستة آلاف يتيم وعد د من الأسر الفقيرة ، كما قدمت منائح أبقارا وغنما ، وكاروهات ماء وطواحين يضاف إلى ذلك المساهمة في المواسم من أضاحي وإفطار صائم وكذا الإغاثات (آخرها جنوب طوكر جراء تعرضهم لفيضانات في الخريف المنصرم ، حيث قدمت لهم مساعدات مقدرة مع تجاهل الكثير من المنظمات لمأساتهم ) .
6 / النهضة :- القطاعات الجماهيرية (عمال ـ شباب ـ طلاب ـ فلاحين ـ مرأة .. الخ) في أي تنظيم سياسي يعمل في العمل العام يجب أن تكون واضحة المعالم وتكون نشطة ترفد الاتجاه العام للتنظيم ، هل هناك قطاعات جماهيرية واضحة المعالم في التقسيمات التنظيمية لحركة الإصلاح ؟ وإذا كانت موجودة لماذا هي مختفية إعلامياً ؟
ج6 للحركة قطاعات مختلفة لكن ربما بمسميات أخري ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، فللحركة ما يزيد عن عشر مؤسسات رديفة ، تؤدي واجباتها ومهامها دون ضجيج .
7
/ النهضة :- مازالت قضية تمكين المرأة سياسياً ، وتعزيز مشاركتها في كل الأصعدة منقوصة بشكل ملحوظ ، فهي لا تحظى بمكانة لائقة داخل الأطر الرسمية لتنظيمات المعارضة الإرترية بصفة عامة ، ما هو موقف حركة الإصلاح من مشاركة المرأة الإرترية في العمل العام ؟ وماذا قدمت الحركة لها ؟
ج7 تؤمن الحركة بأن النساء شقائق الرجال كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمرأة نصف المجتمع ، ولها من العطاء ما يتجاوز هذا النصف ، فمساحة عملها ربما تزيد عن الرجل في بعض القضايا . والحركة أولتها مزيدا من الاهتمام تعليما وتدريبا وتربية ، ما يؤهلها لأن تؤدي رسالتها على أتم وجه , ولها في الحركة إسهامات مقدرة ربما تفوق عطاء الرجال في بعض المهام , والحركة تتدرج في إشراكها في العمل العام بما يتناسب وطبيعتها التكوينية , وفق مقتضيات الشرع والأخلاق وأعراف المجتمع .
وجملة القول في شأن المرأة أن النظرة إليها تنبع من زاوية إنسانية رحبة بعيدة عن جد لية الذكورة والأنوثة كمفاهيم متضادة بل ثنائية مؤتلفة وفي سياق وظيفي متكامل المهام ومتساند الأدوار .
المحور الثاني : التضامن
8 / النهضة :- الكثير من مسلمي إرتريا وقواعد التنظيمات الأربعة المكونة لجبهة التضامن استبشروا خيراً بجبهة التضامن ، وكثيراً ما وعدت الهيئة القيادية لجبهة التضامن بتفعيل المشتركات وصولاً لمؤتمر الجبهة ، إلا أننا لم نر شيئا من ذلك ، هل يمكن أن تحدثنا عن ذلك ؟
ج 8 لاشك أن الجماهير استبشرت وتفاعلت مع ميلاد جبهة التضامن ، نسبة لما تحمله من مشروع طموح يلبي أشواق الأمة على الأقل في حده الأدني ، ولقد كانت هيئة القيادة حريصة كل الحرص في أن تحدث نقلة نوعية تتناسب مع المرحلة وذلك من خلال عقد مؤتمر جامع يجمع كل الفعاليات الغيورة لتلتف من خلفهم الجماهير الغفيرة المتطلعة للتغيير المنشود ، وبدأنا ببعض الترتيبات الأولية لذلك ، بيد أنه واجهتنا عقبات : سواء من حيث المناخ السياسي المواتي ، أو من حيث التمويل اللازم . ولازالت الهيئة القيادية تسعى لتذليل هذه العقبات .
9 / النهضة :- جبهة التضامن بمجرد إعلان بيانها التأسيسي الأولى الكل استبشر خير وتفاعل معا واليوم عمرها عامين تقريبا ، ما هو واقع التضامن اليوم ؟
ج9 لا ندعي أن التضامن حققت انجازات ، فالانجازات يمكن أن تتحدث عن نفسها ، وهي لا يمكن أن تحدث طفرة ، في مثل ظروفنا ، ولابد من استصحاب عامل الزمن وأهميته ، فما يصعب تحقيقه بالطفرة يمكن أن يحدث تحقيقه بالتراكم ، وحسبنا أننا ألقينا بالفكرة على الحادبين على مصلحة الوطن ، فهذا يأتي بالبذرة الصالحة ، وذاك يغرسها في تربة صالحة ، وثالث يتعهد سقيها ، ورابع يحميها من الآفات ، حتى تكون دوحة يستظل بظلالها من لفحتهم شمس النظام المحرقة ، ويجني الجميع قطافها ، ولا شك أن المسؤولية تضامنية ، والهم واحد ، والثقة بفضل الله تتعاظم بيننا والقناعة تترسخ بأهمية المشروع يوما بعد يوم ، والرؤى الاستراتيجية تتوافق ، لهذا أن واقع التضامن يعطي مؤشرات إيجابية . والله غالب على أمره .
10 / النهضة :- بين بحين وآخر يصدر بيان في المناسبات الوطنية يحمل توقيع جبهة التضامن ، أما أنشطة التنظيمات الأربعة إن كانت سياسية أو عسكرية أو إعلامية ، كل تنظيم يديرها على حده ، لماذا لا ترقى العلاقات بين فصائل التضامن إلى مرحلة العمل المشترك والوحدة وفق لجان عمل مشتركة وخطة عمل واضح ؟ هل هذا يعني ضعف ايمان أطراف التضامن بجبهتهم؟
ج10 لم تندمج تنظيمات التضامن حتى نطالبها بوحدة كل ما يصدر عنها ، فهناك عمل مشترك ولجان مشتركة تؤدي واجباتها وفق خطة عمل مدروسة ، وهناك أعمال مستقلة يقوم بها كل تنظيم على حدة لاعتبارات وظروف تستدعي ذلك ــ مع مباركة الجميع لها ــ ، لأن مناخ البيئة المحيطة بنا غير مواتي من كل الوجوه فبعض الأعمال ربما يصعب أن تؤدى بشكل جماعي ، ونحن في الجملة نتحرك وفق الممكن والمتاح . ) لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجل الله بعد عسر يسرا )
11 / النهضة :- لاحظنا في بعض المناسبات – اجتماعات التحالف وكذلك الملتقى – إن حركة جبهة التضامن غير منسقة ،وأن الالتزام بها أضعف من الالتزام بالتحالف والمفوضية فلماذا إذن جبهة التضامن؟
ج11 إن جبهة التضامن ليست خصما على التحالف ، بل هي مقوية ومعززة له ، لهذا دائما تسخر كل إمكاناتها لإنجاح التحالف ، وربما أجلت بعض أولوياتها من أجل التحالف ، ونحن كتضامن بشكل عام لا نختلف في القضايا الاستراتيجية داخل التحالف ولا خارجه ، والتنسيق بيننا وبين بقية مكونات التحالف جار على الدوام ، ونعطي كذلك مساحة للتعبير عن الرأي الخاص في أمر لا يعدو أن يكون وجهة نظر ، والعمل السياسي لا يتطلب التطابق في وجهات النظر على الدوام ، ولا نضيق ذرعا بالرأي المغاير في موقف معين لتقديرات يرتئيها طرف .
12 / النهضة :- بصراحة وعلى ما تلمسون من استعداد لمكوناتها هل ترشح جبهة التضامن لمزيد من القوة أم التفكك كما ينتظر ذلك بعض خصومها ؟

ج12 إن جبهة التضامن مرشحة بإذن الله لأن يتعاظم دورها ، وتكون قوة لا يمكن تجاوزها ولا تجاهلها في الساحة الارترية ، وذلك لما لها من ثقل جماهيري وسياسي وتنظيمي وعسكري وكادر بشري ، غير أن الأمر يتطلب نية صادقة وعملا دؤوبا لا يعرف الكلل ، ورؤى استراتيجة واضحة يحتشد الناس حولها ، . ونحن على أية حال نحس بنبض الجماهير التي تستبطئ حركة التضامن، وكأن لسان حالها يقول :
ما للجمال مشيها وئيدا أجندلا يحملن أم حديدا
أم صرفانا ( نحاس) باردا شديدا أم الرجال جثما قعودا
المحور الثالث : التحالف .
13 / النهضة :- هناك نشطاء سياسيون إرتريون يرون أن المؤتمر الوطني سينهي دور التحالف الديمقراطي ، والسؤال هو بعد انعقاد المؤتمر الوطني وانتخاب مجلس وطني انتقالي ، إلى أي المآلات ستؤول تجربة التحالف الديمقراطي الإرتري كوعاء جامع لمقاومة النظام الدكتاتوري ؟
ج13 يجب أن يكون المؤتمر داعما وساندا ومعززا لدور التحالف وليس ملغيا له ويمكن أن يسير متواليا ومتكاملا معه ، لأن التحالف ( وهو قد جمع أهم مكونات المعارضة بأوزانها المختلفة ) قد حقق مكتسبات مقدرة ، لابد من المحافظة عليها ، وأنه أوجد مناخا ملائما للتعاطي السياسي في قضايا الوطن : اتفاقا واختلافا ، كما اكتسب دربة على إدارة الخلاف ، وإيجاد الحلول للتناقضات وقدرة على تجاوزها في الغالب الأعم ، لذا يجب أن يبقى لحين يتم التأكد من صلاحية البديل الأصلح ، وأي خطوة متسرعة للإلغاء ، تعد مغامرة غير محسوبة النتائج .
14 / النهضة :- في الوقت الذي كان فيه التحالف مجتمعاً للبت في طلب العضوية الذي تقدم به حزب الشعب الديمقراطي جناح السيد / أدحنوم و كانت الآراء منقسمة بين منحهم العضوية بدلاً عن جناح السيد/ ولدي يسوس أو منحهم العضوية مع احتفاظ جناح السيد / ولدي يسوس بعضويته ، إلى أن باغت حزب الشعب جناح السيد/ ولدي يسوس الجميع بانسحابه من التحالف ، هل لكم أن توضحوا لنا ما حدث ؟ وكيف ترون العلاقة بعد هذا الانسحاب؟ وهل الأمور تسير باتجاه وجود معسكرين في المعارضة الارترية في المعارضة ؟
ج14 مهما يشعر أي عضو في التحالف بمرارة تجاه سيرورة الأمور في التحالف ، يجب ألا يفكر أو يقدم على الانسحاب ، والعمل الدائب للإصلاح ، والاستمرارية في الحوار أفضل بكثير ، من انتهاج أي أسلوب آخر . ومهما يكن من ملاحظات على البعض ، فإن مفردات بعينها يجب أن تختفي من قاموس المعارضة ، كالإقصاء والإلغاء وتصفية الحسابات وأساليب الكيد السياسي ، أو بالمقابل مفردات الاستفراد والاستئثار وروح الهيمنة والتعالي . والاستبداد بالرأي والفعل ، ويجب أن يسود بين الجميع روح الشراكة والقبول بالحق السياسي للآخر ، والتعاون معه فيما يخدم المصلحة العليا للبلد ، والوصول معه لحل ما لإدارة الخلاف . وكل ما نخشاه أن يكون هناك معسكران يستقطب كل منهما لمعسكره ويسود بين الأطراف لغة التراشقات الإعلامية والمماحكاة السياسية . وليترك الجميع مساحة للتحاور والاتفاق . والفرقة الحالية ليست نهاية التاريخ .
15/ النهضة : بعد بروز بعض الانتقادات والتحفظات على نتائجه في أي الخانات يسجل الشيخ أبو سهيل ملتقى الحوار الوطني ؟ وهل جبهة التضامن موحدة حول موقفها من مخرجات الملتقى؟
ج15 لا أحد يدعي أن كل مخرجات الملتقى بالنسبة له كانت مرضية ، لكن كل من زاويته ، والرضا من عدمه أمر نسبي في كل شيئ ولاسيما في السياسة ، وأحسن ما في الملتقى ، التعارف بين النخب من مثقفين وسياسيين ، وأنه رسخ قناعة للجميع بأن الحوار ركيزة أساسية في العمل السياسي ، كما أضفي على الجميع روحا وفاقية ما جعلت الكثيرين يتفاءلون بالمستقبل ، وأحسن شيء فيه أيضا أنه لم يكن المحطة النهائية . وأن أسوأ ما فيه ، إقحام فقرة تقرير المصير البالغة الحساسية ، وكان يمكن أن يستعاض عنها بإقرار الظلم الواقع على القوميات وضرورة رفعه عنها ، وإعطاءها شيئا من التمييز الإيجابي ما يساعدها على التطوير الذاتي . كما أن تحديد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني سلفا ، لم يكن مناسبا ، و كان سابقا لأوانه ولم يأت بعد الظرف الذي يتطلب ذلك .
16 / النهضة :- ما هي في رأيكم أهم الشروط المطلوب توفرها حتى ينجح المؤتمر الوطني القادم ؟ وما هو المتوقع منه ؟ وهل هو الآن مكان مناسب لطرح جميع المشكلات التي يواجهها الارتريون ؟ وهل يمكن أن يقدم حلا لتلك المشكلات ؟ وما هي في تقديركم القضايا العالقة التي تحاشاها وهي ضرورية ؟
ج16 أهم الشروط في اعتقادي ، النية الصادقة ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ) بعيدا عن الأنانية والمزايدات السياسية ، والانتهازية المتسلقة والسارقة ،لانجازات الآخرين ، و يجب أن يتحلى الجميع بالإرادة الحرة ، والتعاطي للأمور من منطلق المصلحة الوطنية ، والشفافية والجرأة في طرح القضايا والمشكلات ، الاهتمام بالقضايا الاستراتيجية والبعد عن الانصرافية منها ، وأن تسود روح الشراكة الوطنية واستحقاقاتها السياسية .
والمتوقع من المؤتمر أن يكون محطة هامة من محطات الحوار والتلاقي ، يمكن أن تحسم فيها قضايا مهمة تختصر المشوار على الجميع . وليس من خوف أن تطرح كل المشكلات ، من وجهة نظري ، ولكن ليس بالضرورة أن تجد كل المشكلات الحلول المناسبة لها ، فقد تتأجل بعض الحلول حتى لو شخصت المشكلات ، لأن بعض الحلول يحتاج لمناخات مواتية ، ومعطيات وعوامل مساعدة ربما لا تتوفر في الوقت الحاضر .
والقضايا التي تطرق كثيرة ، والتي يتحاشاها الناس دائما ، وإن ذكرت فعلى استحياء ، من بينها : مصير المستوطنين الجدد ، والأراضي المغتصبة ، وكيفية رد المظالم ، وعودة اللاجئين كيف وإلى أين يعودون .
المحور الرابع : علاقات المعارضة .
17 / النهضة :- ما هي العوامل التي حالت دون استفادة المعارضة من القرارات الدولية والإقليمية المفروضة على النظام الارتري ، والحصار المفروض على تحركاته ؟
ج17 رغم تقديرنا لجهود التحالف ، ورغم علمنا بالظروف السياسية الصعبة التي يعيشها التحالف وخياراته المحدودة ، ومساحات تحركه الضيقة ، فإنه لم يبذل كل ما بوسعه لاستغلال القرارات الدولية والإقليمية لمحاصرة النظام بها ، وذلك لانشغال التحالف بخلافاته الداخلية وسعيه للترميمات البينية ، وضعف إعلامه وقلة صلاته الخارجية وعلاقاته الدولية ، ودوامة الملتقيات والمؤتمرات الكثيرة .
18 / النهضة :- العلاقة مع إثيوبيا كانت مادة دائمة لأجهزة الدكتاتوري وأبواقه ولكن مؤخرا أخذ حتى بعض المحسوبين على ساحة المعارضة يشيرون إلى تدخل الحكومة الأثيوبية في بعض شئون المعارضة الارترية نسأل عن مدى صحة ذلك ؟
ج18 إذا ما كان التحالف قويا ومتماسكا ، لا تستطيع أن تملي عليه أي جهة مهما كانت مؤثرة . أما إثيوبيا فقد أكدت مرارا وتكرارا للتحالف بأن إسقاط النظام الإرتري مهمة إرترية ، وأن إثيوبيا ما هي إلا داعمة لحق الشعب الإرتري فقط . وحتى لو افترضنا أنها لا تدعم مجانا ، ( لأن منطق العصر أن لا دعم إلا بالمقابل ) ، فإن إثيوبيا حدت للتحالف في جلسة قيادية وبأعلى المستويات من الطرفين ما تريده من إرتريا مستقبلا : حددت أنها تريد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ، حتى تتفرغ لتنمية بلدها ، فهي محتاجة للأمن الإقليمي ، ويجب ألا تكون إرتريا اليوم أ وغد مهددة للأمن القومي الإثيوبي ولا اقتصادها الوطني ، وأنها تحتاج لاستخدام الموانئ الإرترية ، ضمن خيارات أخرى لها ، وفق الاتفاقات الدولية المعمول بها بين الدول الحبيسة والمطلة على البحر، تبادلا للمصالح ، مع التأكيد على الحق السيادي لإرتريا على كل ذرة من ترابها ، برا وبحرا وحتى جوا ، وأن إثيوبيا ( بقيادة الإهودق) هي التي اعترفت بدولة إرتريا المستقلة ذات السيادة الكاملة على أراضيها ، ولا سيما بحرها ، وذلك أمام الرأي العام الدولي ،. وعلى هذه الخلفية تتعامل المعارضة وهذا هو الظاهر لها.
وليس سرا أن إثيوبيا عندما تتأزم الأمور في التحالف كانت تستأذنهم لأن تكون وسيطة بين الأطراف ، فإذا ما قبلت وساطتها ، كانت تستمع من الأطراف ، ثم تتقدم ببعض المقترحات التوفيقة . فإذا ما قبلت فبها وإلا فلا . وفي مرات عديدة كانت ترفض مقترحاتها ، حتى لو أدى إلى الانشقاق .
19 /النهضة :- هنالك أحداث سياسية وتاريخية ترسم مرحلة سياسية جديدة في السودان ، ما بعد انتهاء استفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان ، ما هو تعليقكم لهذه الأحداث ، وما مدى تأثيره على مستقبل المعارضة الارترية ؟
ج19 لم تكن نتيجة الاستفتاء في جنوب السودان ( الانفصال ) مفاجئة لا للسودان و لا العالم ، طالما أعطي الجنوب حق تقرير المصير في 2005م ، إذ ما من شعب أعطي حق تقرير المصير إلا واختار الانفصال ، ولولا هذا الحق لما أخذ السودان استقلاله من الحكم الثنائي ( الانجليزي والمصري ) وهذا درس بليغ لنا . أما من حيث انعكاساته السالبة علي المعارضة الإرترية فليس هناك من تأثير مباشر عليها ، اللهم إلا من باب انتقال العدوى والمحاكاة السياسية ، وقد يعطي حافزا وتشجيعا لمن يرى هذا الرأي . بل إن النظام الارتري يعتبر قد فقد كرت ضغط ( وهو مساندة الحركة الشعبية لأسياس ) بالضغط على الحكومة السودانية لاتخاذ إجراءات ضد المعارضة الإرترية ، علما بأن المعارضة الإرترية من سنوات لا تنطلق من الأراضي السودانية . اللهم إلا إذا استصحبنا بعض التكهنات وهي أن الشرق عبارة عن قنبلة موقوتة ، بتدبير غربي لكن صمام أمانها النظام الارتري حسب زعم بعض الساسة في السودان قديما وحديثا ، وهو زعم كاذب لا يسنده الواقع ، وتعاطيا مع هذا الوهم ربما يأتي دعم نظام أسياس المتهالك حتى لا يفتح جبهة جديدة علما بأن كل معارضات السودان تسرح وتمرح في إرتريا
( دارفورية وبجة وخلافها )
20 / النهضة :- النظام يسارع الزمن لاستخراج الذهب وتصديره حتى يخرج من الخانقة الاقتصادية ويستخدم هذه الأموال لقمع المعارضة الوطنية ، ما هي دور المعارضة لتفويت هذه الفرص على النظام ؟
ج20 المعارضة يجب أن تستجمع كل إمكاناتها لتسديد ضربات قاضية على النظام حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة وقبل ترميم جسمه المتداعي .كما عليهم إخطار الشركات الأجنبية بأن أي استثمار في إرتريا يترتب عليه مزيد من معاناة الشعب ، ويعد عونا للنظام الذي يستغله لقمع شعبه .بالإضافة إلى ذلك أن الشركات ربما تتعرض لمخاطر أمنية من غير قصد ، ذلك لأن إرتريا منذ عشرين عاما ، فيها مقاومات مسلحة ، وحرب مستعرة بين النظام والمعارضة .
21/ النهضة : كلمة أخيرة يمكن أن يقولها الشيخ أبو سهيل ؟
ج21 أقول ختاما للشعب الإرتري ، كنت ولا زلت تقوم بأدوار عظيمة تجاه وطنك , واليوم أيضا يتعاظم دورك بأن تقوم بثورة شعبية في داخل أرتريا ، تقتلع جذور النظام من الداخل ، أسوة بثورة شعبي تونس ومصر العظيمين . كما أهيب بالقوى الإرترية أن تستشعر روح المسؤولية الجماعية , وتتكامل في جهودها ، وتقدم البذل والعطاء والتضحية ، إذ إن إرتريا محتاجة لجميع أبنائها ، وأن الطغاة بدأت تتهاوى كواكبهم وأن عهد الدكتاتوريات أوشك إلى النفاذ وأن رياح التغيير بدأت تهب على الشعوب المقهورة وعبير الحريات والانعتاق بدأ يفوح عبقا وأريجا ذكيا .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ।))

المصدر موقع الحركة http://www.islaher.org/details.php?rsnType=1&id=1053

ليست هناك تعليقات: