مدونة المعارف

25‏/04‏/2016

إرجع فصل فإنك لم تصل :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الصلاة هي عماد الدين، وهي صلة بين العبد وربه الكريم، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وفيها من الفضائل والأجور العظيمة التي تحفز المسلم على إدراك أهميتها، وللتحصل على هذه الخيرات فلابد للمسلم من الوفاء بكيفية أداء الصلاة كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، والإخلال بهذه الكيفية أمر يتغافل البعض عن إدراك عواقبه؛ فيهدر أجر الصلاة ولا يحقق شروط صحتها؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ، وَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، ثَلَاثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا» (البخاري ومسلم واللفظ للبخاري) .

ومعرفة كيفية الوضوء شرط من شروط الصلاة؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]، وعن أبي هُرَيرَةَ رضي الله  تعالى عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «لا تُقبَلُ صلاةُ مَن أَحدَثَ حتَّى يَتوضَّأَ» (مسلم)
 وفي صحة الوضوء أجر لا ينبغي فواته؛ فعن عثمانَ بن عفَّان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «مَن توضَّأ فأحسن الوضوءَ، خرجتْ خطاياه من جسده، حتَّى تخرُجَ من تحت أظفاره» (مسلم)، وبعض المسلمين يجهل أركان الوضوء فلا يوفيها حقها ويكون ذلك سببا في بطلان صلاته وضياع الثواب.

معرفة كيفية الصلاة والوضوء كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أمور في غاية الأهمية، ويجب على كل مسلم أن يساهم بدور فعال في تعليم المسلمين هذه الأمور، والبدء بالأهل والمعارف ونشر المواد الشرعية التي تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء والصلاة،  وذلك حتى تستقيم الحياة، وحتى يحافظ المسلم على زاده من الأجر يوم القيامة.

مراحل بناء فريق العمل الفعال | خالد جميل