مدونة المعارف

26‏/12‏/2012

عاما مضى لم يبقى منه الا النذر اليسير :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على على أشرف الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
                                               ثم أما بعد :
أحبتي في الله أخاطبكم من هذا المنبر ومن هذه المدونة التي أسميتها ( المعارف )
     كما ختمنا عامنا الهجري ها نحن نختتم هذا العام الميلادي  عام 2012م لكن السؤال الذي يطرح نفسه الى متى نحن في غفلة من أمرنا ؟
كلما مضى عام إقتربت أعمارنا الى النهاية فهل من متعظ ؟
    ووالله حين ما ترى الناس وهم في لهو وعبث لتشعر بأن الناس ويأتيك الشك بأنهم لا يموتون
ولكن ما قاله ربنا في مطلع سورة الانبياء حيث قال رب العزة الجلال :( إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون )
والايات القرءانية واضحة والاحاديث النبوية تدلالة واحدة قرب الساعة فقد قال عليه الصلاة والسلام ( بعثت أنا والساعة كهاتين وأشاربالسبابة والوسطى )
فاللهم  كن  لنا معينا وناصرا ومؤيدا ووفقنا لما تحب وترضى .

02‏/12‏/2012

ليس من سمِع كمن لُسِع

هل تخيلت يوماً وأنت تضع رأسك على الوسادة لتنام، أن بيتك قد يُقصف في أي لحظة؟ ماذا اعتراك حينها، إن كان خطر لك هذا الخاطر أصلاً؟ وهل الخاطر سينقل لك إحساس التجرِبة؟ إذا أردت أن تعرف، فاسأل من عاش أو يُعايش هذا الفزع، ولكن اعلم أنه ليس من سمِع كمن لُسع.

هل تعرف ماذا يعني أن تقضي عشرين أو خمسة وعشرين عاماً في الأسر؟ هل تعرف العذابات التي يعانيها الأسير؟ وحتى لو عرفت، فهل سيسري إليك الإحساس ـ إن كان عندك شعور أو إحساس ـ الذي يحس به من قضى عمره في الأسر؟ لو أُسِرت فستعرف، وستعرف ماذا كان ينتظر منك الأسرى عندما كنت طليقاً.


هل نظرت مرة إلى الفقراء الذين يعيشون في العراء هم وأطفالهم، وأجسادهم وثيابهم ملطخة بالوحل والأوساخ؟ هل تعرف بماذا يفكر هؤلاء وبماذا يشعرون؟ هل تعرف كيف ينظرون إليك يا من تلبَس الثياب النظيفة، وتأكل الطعام النظيف، وتنام على الفراش الوثير؟ وتنعم ببيت يسترك ويقيك حر الصيف وبرد الشتاء؟ هل تخيلت مرة أنك قد تكون مكانهم أنت وأطفالك؟ هل خالجك مثل هذا الشعور يوماً؟ حاول أن تضع نفسك مكانهم، وأن تحس بإحساسهم، وما أظنك تفلح؛ فليس من رأى أو سمع كمن لُسع.


قيل: «قد يرى الناس الجرح الذي في رأسك، لكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه»، فأن ترى أو تسمع، هذا شيء، ولكن أن يسري إليك إحساس المُبتلى بالفقر أو الجوع أو الألم أو الفزع أو القهر أو الظلم، فهذا ما لن تستطيعه ـ حتى لو كنت مُرهَف الحِس ـ إلا إذا مررت بنفس التجربة، عندها فقط ستعرف بماذا يشعر الفقير والمظلوم والمقهور والأسير.


تماماً كما لو أن امرأة جلست تحكي لامرأة أخرى عن متاعب الحمل وآلام المخاض، فلن تحس المرأة الأخرى بأي من تلك الإحساسات التي مرت بها تلك التي حملت ووضعت، إلا عندما تمر هي أيضاً بهذه التجربة.

المصدر/http://www.saaid.net/daeyat/lubna/104.htm