مدونة المعارف

‏إظهار الرسائل ذات التسميات دينية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دينية. إظهار كافة الرسائل

25‏/04‏/2016

إرجع فصل فإنك لم تصل :

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الصلاة هي عماد الدين، وهي صلة بين العبد وربه الكريم، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وفيها من الفضائل والأجور العظيمة التي تحفز المسلم على إدراك أهميتها، وللتحصل على هذه الخيرات فلابد للمسلم من الوفاء بكيفية أداء الصلاة كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم، والإخلال بهذه الكيفية أمر يتغافل البعض عن إدراك عواقبه؛ فيهدر أجر الصلاة ولا يحقق شروط صحتها؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ، وَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، ثَلَاثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا» (البخاري ومسلم واللفظ للبخاري) .

ومعرفة كيفية الوضوء شرط من شروط الصلاة؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]، وعن أبي هُرَيرَةَ رضي الله  تعالى عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «لا تُقبَلُ صلاةُ مَن أَحدَثَ حتَّى يَتوضَّأَ» (مسلم)
 وفي صحة الوضوء أجر لا ينبغي فواته؛ فعن عثمانَ بن عفَّان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ: «مَن توضَّأ فأحسن الوضوءَ، خرجتْ خطاياه من جسده، حتَّى تخرُجَ من تحت أظفاره» (مسلم)، وبعض المسلمين يجهل أركان الوضوء فلا يوفيها حقها ويكون ذلك سببا في بطلان صلاته وضياع الثواب.

معرفة كيفية الصلاة والوضوء كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أمور في غاية الأهمية، ويجب على كل مسلم أن يساهم بدور فعال في تعليم المسلمين هذه الأمور، والبدء بالأهل والمعارف ونشر المواد الشرعية التي تبين هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء والصلاة،  وذلك حتى تستقيم الحياة، وحتى يحافظ المسلم على زاده من الأجر يوم القيامة.

23‏/06‏/2014

أهلاً رمضان ... شهر الخير والتغيير

بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً بشهر الخير، شهر أختصه الله بفضائل عظيمة ومكارم جليلة، فهو كنز المتقيين، ومطية السالكين، قال المولى عز وجل: (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )).
شهر أختصه الله بتنزل الرحمات والبركات من رب الأرض والسماوات، يقول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )).
فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد والفضل.
فرحنا برؤية هلاله، فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وبركة، عم ببركته أرجاء العالم، ونشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله عند رؤية الهلال: (( اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ )).
ما أشبه الليلية بالبارحة، وما أسرع مرور الأيام والليالي، كنا نعتصر ألماً لوداع أيامه ولياليه، وها هي الأيام والليالي قد مرت بنا ونحن في استقباله من جديد؛ بفرحة العازمين على نيل أجره وفضله.
فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه، لاغتنام فرصه وجني ثماره، وليرى الله فينا خيرا في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا، ولنتسابق للخيرات من أول أيامه، فالنفوس مهيأة لذلك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وينادَى مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ )).
ومن بين أسمى الغايات التي يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها في هذا الشهر الكريم إصلاح النفس وتغيرها نحو الأفضل، فرمضان فرصة عظيمة للتغيير، فكل ما في رمضان يتغير، سلوك وعبادة وخلق، فهو يمضي بنا وتتغير فيه بعض أحوالنا، ونسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا، وما أن نودع آخر لياليه إلا ونرجع إلى ما كنا عليه قبل رمضان " إلا من رحم الله "، ندخل رمضان بعزم وجد على تغيير أنفسنا وأحوالنا وعلاقاتنا، ولكننا نفشل في الاستمرار بعد رمضان.
فلكي نُبقي صلتنا بخالقنا ممتدة، غير محصورة بزمان ولا مكان، فلابد من وسائل وطرق لحصوله، فالتغيير لا يحصل بالتمني، فلابد من أن يتحرك دافع التغيير الكامن في النفس من خلال الإرادة والعزيمة والعمل الجاد على التغيير، ليس للتغيير فحسب، بل لتكون نتيجته هي الباقية حتى بعد رمضان، وهذا هو التغيير الحقيقي.
فلنغتنم شهر التغيير من أول أيامه، ولنستغل ساعاته ولحظاته، لننعم برضا خالقنا، ولنفوز بخيري الدنيا والآخرة.
 
راشد عبدالرحمن العسيري
مملكة البحرين 
al.aseeri@hotmail.com

30‏/03‏/2014

ما أجمل التفاؤل وما أروع الأمل بالله سبحانه في كل ما يختص بأمور حياتنا !!!


كم من الأزمات التى تمر بالإنسان ومع التفاؤل ، والرضا بقضاء الله يصبح كل شيئ سهلا وبسيطا، و بالتسلح بقوة الإرادة و التفاؤل و الأمل ، وحث النفس على النشاط و العمل والتقدم الى الأمام ، فإن هذه الأمور مجتمعة تدفع الى النجاح ، وتجعل الحياة أجمل ، فالمتفائل ينظر لجميع الأشياء من حوله ، نظرة إيجابية سواء للحاضر أو المستقبل ،وحتى الماضي ، يجعل منه فقط دروسا وعبرا ليس إلاّ ،

21‏/03‏/2014

ما هي السبع الموبقات، وهل صاحبها يدخل النار؟

السبع الموبقات بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (اجتنبوا السبع الموبقات - يعني المهلكات - قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) أعظمها الشرك وهو المهلك الذي ليس معه رجاء، إذا مات عليه الإنسان فله النار مخلداً فيها أبد الآباد قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) والسحر من الشرك؛ لأنه عبادة للجن واستعانة بالجن في إضلال الناس، والساحر هو الذي يتعاطى ما يضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله فتارة، يتعاطى ما يضرهم من أقوال وأعمال ونفث في العقد وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير ما هو عليه كما قال في حق سحرة فرعون يقول سبحانه: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)، وقال في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله من أقوال وأعمال ونفث في العقد كما قال تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)، وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير ما هي عليه فيرى الحبل حية ويرى العصا حية ويرى الحجر بيضة، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه، وما أشبه ذلك فهو من جملة الكفرة والواجب على ولي الأمر ولي أمر المسلمين وأمير المسلمين متى ثبت السحر عند الحاكم وجب قتله، متى ثبت السحر عند المحكمة وجب قتل الساحر ولا يستتاب بل يقتل لأن شره عظيم، وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - عن أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أمرائه في الشام وغيره أن يقتلوا كل ساحر وكل ساحرة لعظم شرهم وخطرهم، أما قتل النفس التي حرم الله فذلك جريمة عظيمة يقول الله فيها: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) قتل النفوس من أعظم الجرائم؛ لكنها كبيرة دون الشرك، من جنس المعاصي التي هي كبيرة كالزنا والسرقة ونحو ذلك، ليس بكافر إلا أن يستحل ذلك ولهذا قال في حقه سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) خالداً فيها إن استحل ذلك، وإن لم يستحل فهو خلود مؤقت له نهاية خلود أهل المعاصي خلود مؤقت له نهاية أما خلود الكفار فليس له نهاية يقول - صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) القتل بالحق زاني محصن يرجم، إنسان قتل نفساً بغير حق وهو مكافئ له يقتل، وجد ما يوجب قتله يقتل كقطع الطريق الذي يقطع الطريق، يعني يتعرض للناس بأخذ أموالهم في الطرقات أو ضربهم أو قتلهم يقتل لشره وعظم شره. الرابع: أكل الربا، يتعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله وقال فيه جل وعلا: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ) فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه، والربا أنواع: ربا نسيئة وربا فضل ربا، فضل مثل بيع الدرهم بالدرهمين، صاع من الحنطة بصاعين من الحنطة، هذا ربا فضل، صاع من الرز بصاعين من الرز، يعني من جنسه هذا ربا فضل لا يجوز، ربا النسيئة: مثل يبيع صاع من الحنطة بصاعين من الشعير مؤقت بعد يوم بعد يومين يعني ما يقبض إلا بعد المجلس هذا ربا نسيئة يبيع مائة دولار بمائة جنيه أو بعشرة جنيهات في غير المجلس ما تقبض في المجلس هذا يسمى ربا النسيئة، يبيع مثلاً صاع بر بصاعين شعير من غير تقابض، فهذا يسمى ربا نسيئة أو يبيع مثلاً عشرة دولارات بعشرين دولار إلى أجل هذا ربا نسيئة......أيضاً هذا ربا وهو من أكبر الكبائر. والخامس: أكل مال اليتيم وهو الذي مات أبوه وهو صغير دون البلوغ يسمى يتيم الواجب الإحسان إليه وحفظ ماله وتنميته، والإصلاح فيه فالذي يفسد مال اليتيم ويأكل ماله بغير حق في هذا وعيد شديد؛ لأنه ضعيف يتعدى عليه ويأكل ماله هذا متوعد بهذا الوعيد الشديد وليس بكافر لكنه عاصي إذا لم يستحل ذلك. السادس: التولي يوم الزحف عندما يلتقي المسلمون بالكفار ينهزم يخلي إخوانه يوم الزحف يوم زحف الكفار على المسلمين أو زحف المسلمين على الكفار الذي ينهزم ويترك إخوانه متوعد بهذا الوعيد الشديد:(إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ) إلا إذا تأخر ليستعد وليحضر سلاحه يلبس درعه الاستعداد للقتال، يعني هذا لا يضر أو منتقل من فئة إلى فئة ينتقل من صف إلى صف أو من جماعة إلى جماعة لمكيدة العدو. السابع: قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، الذي يقذف بالمحصنات وهو من أطلق بالزنا يقول فلانة زانية فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب هذا من السبع الموبقات، يستحق جلد ثمانين جلدة كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) قذف المحصنات كبيرة من الكبائر، وهكذا المحصن من الرجال لكن لما كان الغالب قذف النساء جاء الحديث للنساء، وإلا إذا قذف المحصن من الرجال قال أنه يزني فعليه أن يأتي بأربعة شهداء، وإلا يجلد بثمانين جلدة، هذه السبع الموبقات يعني المهلكات لشدة خبثها نسأل الله العافية.

17‏/01‏/2014

إنَّ السَّعيدَ لَمَن جُنِّب الفِتَنَ


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلَّى الله وسلَّمَ وباركَ على عبدهِ ورسولهِ ، نبيبنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين ، أما بعد :
فَلَقَد حَلَّ بالأُمَّةِ الإسلاميّة رَزيّة عَظيمة ، وفِتنَة عَمياء ، أَقضَّت مَضاجِعَ الدُعاة الصالحين والمُجاهدين الصادقين ، وأفرَحَت أعداء الأُمَّة مِن الكُفَّار والمُنافقين ، ألا وهي : ما حَلَّ بإخواننا المُجاهدين في بلاد الشام مِن تَفَرُّق وتَحَزُّب تَحوَّلَ فيهِ الأمر مِن حَربٍ بارِدةٍ بالبيانِ إلى حَربٍ ساخنة بالسنان ، والله غالِبٌ على أمرهِ وهو العَليمُ الحَكيم { وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } ، نسأل الله عزَّ وجَلَّ أن يرحمَ الأُمَّة ويكشف الغُمَّة ، ويجعل فيما أرادهُ الخيرَ وحُسن العاقبة لعِبادهِ الصادقين المُتَّقين .

ولَقَد وقع في هذهِ الفِتنةِ مَن وقع ، فَمِنهم مَن شارَك فيها بِلسانهِ ، ومِنهم بقَلَمِهِ ، وِمنهم بِسنانهِ :{ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } ، و ( إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ) [ أبو داود 4263 ، وصححه الألباني ] ، ولَقَد حَذَّرَنا الله عَزَّ وَجلَّ في كِتابهِ الكَريم مِن هذهِ الفِتَن ، فقالَ سٌبحانه : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }، وقالَ سُبحانَه : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .
كَما حذَّرنا مِن هذه الفِتَن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلَّم حيث قال : ( ستكونُ فِتَنٌ ، القاعِدُ فيها خيرٌ مِنَ القائِمِ ، والقائمُ فيها خيرٌ منَ الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، ومَنْ يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ ، ومَنْ وجد مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ )[ البُخاري 3601 ، مسلم 2886 ] ، وعن أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفْسِي بيدِهِ لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يأتيَ على الناسِ يومٌ ، لا يَدري القاتلُ فِيمَا قَتلَ ولا المقتولُ فيمَ قُتلَ ، فقيلَ : كيفَ يكونُ ذلكَ ؟ قال : الهرْجُ ! القاتلُ والمقتولُ في النارِ ) [ مسلم 2908 ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ويل للعرب من شر قد اقترب ، أفلح من كف يده ! ) [ أبو داود 4249 ، وصححه الألباني ] ، والأحاديث في ذلك كثيرة .

أمَّا خَوف السَلَف مِن الفِتَن ، وهروبهم منها ، ومواقفهم منها ، فكثيرة جدًا ، مِنها :

أنَّ عبدالله بن عُمَر رضي الله عنها قال : ( إِنَّمَا كَانَ مَثَلُنَا فِي الْفِتْنَةِ كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا يَسِيرُونَ عَلَى جَادَّةٍ يَعْرِفُونَهَا ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ وَظُلْمَةٌ ، فَأَخَذَ بَعْضُهُمْ يَمِينًا وَشِمَالا فَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ ، وَأَقَمْنَا حَيْثُ أَدْرَكَنَا ذَلِكَ حَتَّى جَلَّى اللَّهُ ذَلِكَ عَنَّا ، فَأَبْصَرْنَا طَرِيقَنَا الأَوَّلَ فَعَرَفْنَاهُ وَأَخَذْنَا فِيهِ ، وَإِنَّمَا هَؤُلاءِ فِتْيَانُ قُرَيْشٍ يَقْتَتِلُونَ عَلَى السُّلْطَانِ وَعَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا ، مَا أُبَالِي أَنْ يَكُونَ لِي مَا يُفَتِّلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ الْجَرْدَاوَيْنِ ) . [ سير أعلام النُبلاء : 3 / 237 ] .
وعن ابن سيرين قال : لَمَّا قيلَ لسعد بن أبي وَقَّاص رضي الله عنهُ : " ألا تُقاتِل ؟ ، إنَّكَ مِن أهل الشُورى ، وأنتَ أحق بهذا الأمر مِن غيرك " ، قال : ( لا أُقاتِل ! حتى يأتوني بسيفٍ لهُ عَينان ولِسان وشَفَتان ، يعرف المؤمن مِن الكافِر ، فَقَد جاهدتُ وأنا أعرِف الجِهاد ! ) . [ مجمع الزوائد : 7 / 584 ] .
وقالَ علي بن أبي طالب رضي الله عنهُ وهو يثني على موقف سعد بن أبي وقاص وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما في اعتزالهما الفتنة ويغبطهما : ( .. للهِ منزِلٌ نزلَهُ سعْدُ بنُ مالِكٍ وعبدُ اللهِ بنُ عمرَ واللهِ لئِنْ كان ذنبًا إنه لصغيرٌ مغفورٌ ولئن كان حسَنًا إنه لعظيمٌ مشكورٌ ) . [ الطبراني : 1 / 106 ] وفي ضوءِ كلام ربنا سٌبحانه ، وأحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومواقف سلفنا الصالح ، أُوجِّه هذه الوصايا لأبنائي وإخواني المُسلمين ، ولا سيما الدُعاة منهم والمجاهدين ، وذلك بعدَ أن انشرح صَدري لاعتزال جميع أطراف الفتنة ، وعَقَدتُ العَزمَ إن شاء الله تعالى على إمساك اللسان ، وعَدم استقبال أي طرح أو نقاش فيها ، فلم يبق من العمر فسحة في أن يضيع في القيل والقال ، فلقد استحصدَ الزَرع ، ومالَت شمس العُمر للغروب ، ودخلتُ عشر السبعين ، معترك المنايا ، فأرجو من الإخوان المُحبين أن يلتمسوا لي العُذر في عدم التجاوب معهم في الحَديث عن هذه الفتنة حتى تنجلي ، وأرى حَقًّا عليَّ نَحو نَفسي وإخواني أن أَتوجَّه إليهم وأمواج الفِتَن تتلاطم بالوصايا التالية :

الوَصيّة الأولى : أَمسِك عليكَ لِسانك .

عن عُقبة بن عامر رضي الله عنهُ قال : قلتُ : " يا رسولَ اللهِ ، ما النَّجاةُ ؟ " ، قال : ( أمسِكْ عليكَ لسانَكَ ، وليسعْكَ بيتُك ، وابكِ على خطيئتِكَ ) . [ حديث حسن الترمذي 2406 ، وصححه الألباني ] .
هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجاة من الفتن ، ولا يَندَم مَن أمَسَكَ لسانَهُ أيام الفِتَن ، وإذا كانَ لا بُد متكلّمًا فليكن رائدهُ الإخلاص ، لا حَظَّ نفسه ، والحَذّر من الكَلام بلا علم ولا تثبّت ، فما أكثرَ الكلام اليوم بلا عِلم ، بل بالظنون السيئة والافتراءات الكاذبة وترديد كلام مَن يميل إليه ويحبه دونَ تثبّت وتوثق ، وليتحرَّ العَدل والإنصاف مَعَ مَن يُحبُّهُ ومَن يَكرههُ ، قال الله عز وجل :{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } ، وقالَ سُبحانه : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } ، ولأنَّ هذه الضوابط عَزيزة ، وقليلٌ مَن ينضبط بها ، فلا سَلامَة ولا عَافية أفضَل مِن إِمساك اللسان والقَلَم ، وقَد عَدَّ كثيرٌ من السَلَف فِتنَة اللسان في أيام الفِتَن كفتنة السيف أو أشد ، وهذا حَق ؛ لأنَّ السيف إذا ضُرِبَ به أحدٌ أَثَّر فيهِ وَحدَهُ ، وأما اللسان فيُمكِن أن تُضرَب بهِ ألف نسمة بمُجرد كَلمة يٌتَفَوَّهُ بِها ! ، بل قَد عَدُّوا المَيل القَلبي مَع فئة مِن المُسلمين ضِدَ فئة مِن الوقوع في الفِتَن .

الوَصية الثانية : التؤدة التؤدة ، والرفق الرفق .

قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأشجُّ عبْدِالقيسِ : ( إن فيكَ خصلتينِ يحبهُما اللهُ : الحلمُ والأناةُ ) [ مسلم 17 ] ، ومَدَحَ صلى الله عليه وسلم التؤدَة والأناة بقوله : ( التُّؤدةُ في كلِّ شيءٍ خيرٌ إلَّا في عملِ الآخرةِ ) [ أبو داود 4810 ، وصححه الألباني ] ، وقال صلى الله عليه وسلَّم : ( إنَّ الرِفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانهُ ، ولا يُنزَعُ مِن شيءٍ إلا شَانَهُ ) [ مسلم 2594 ] ، وإذا كَانَت التؤدَة والحلم والرِفق مَحمودة في كل وقت ، فإنها في أيام الفِتَن تَكون الحاجة إليها أشد ، وآثارها الحَميدة تَكون أكثر ، وقَد مَرَّ بِنا موقف ابن عمر رضي الله عنهُ مِن الفِتنة ، وتشبيهُهُ لها بقومٍ غَشيتهم سَحابَة وظُلمَة ، حيث لم ينجُ مِنها إلا المتريَثون على الجَادة الأولى ، وهَلَكَ من عجل ، وذهبَ ذاتَ اليمين وذات الشِمال . ويقول مطرّف بن الشخَير رحمه الله تعالى : ( لأن آخذ بالثقة في القعود أحب إليَّ مِن أن ألتمِسَ فضل الجِهاد بالتغرير ) . [ سير أعلام النبلاء : 4 / 191 ] .

وإنَّ مما يُعين على التؤدَة والأناة : كَثرَة المشاورة لأهل العِلم الراسخين الربَّانيين وأهل العقل والتجربة ، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وهوَ مَن هُوَ دينًا وعِلمًا وعَقلًا ويُنزل عليه الوحي ، يقول عنهُ أبو هريرة رضي الله عنهُ : ( ما رأيت أحدًا أكثر مُشاورةً لأصحابه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . [ صحيح ابن حبان : 11 / 217 ] ، وينبغي الحَذَر من مشاورة المُسارعين إلى الفِتَن ممن قلَّ عِلمهُ وتَقواهُ .
ومما يُعين على السَداد وموافقة الَحق وتجنّب الفِتَن كَثرة استخارة الله عزَّ وَجلَّ ؛ لأنهُ الذي يَعلم ولا نَعلم ، ويقدِر ولا نَقدر ، وهو عَلّام الغيوب .
والتؤدة اليوم تتحتَّم في نقل الكَلام والتثبّت مِن صحتهِ ،وعدم نشره بلا بينة توثقه كَما تجب في الحُكم على الناس بالكفر والتبديع والتفسيق ، وتكون في اتخاذ المواقف في الحب والنُصرة والمُوالاة ، وفي البغض والهجر والمُعاداة ، كما تَنبغي التؤدة في الحكم على الوقائع والنوازل .

الوصيّة الثالثة : اعتزل جَميع أطراف الفِتنة ، كلهم !

هكذا كانَ عمل أكثر السَلَف رحمهم الله تعالى ، ففيه السَلامة والعافية ، فمَن أراد لنفسهِ النجاة من الفِتنة ، فليعتزل أطرافها ، بقلبهِ ولسانهِ ويده ، وهَذا ما وَجَّهَ إليه النبي صلى الله عليه وسلم .
ومما يتَعلَّق بالعُزلَة في زماننا اليوم : اعتزال مواقع الشبكة العنكبوتية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، وهجر الكتابة فيها ، ومتابعة الشائعات والمهاترات التي تدور فيها ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ومَن استقرأ أحوال الفِتَن التي تجري بين المسلمين ، تَبيَّنَ لهُ أن ما دَخَلَ فيها أحد فحَمِدَ عاقبة دخوله ، لما يحصل من الضرر في دينه ودنياه ، ولهذا كانت من باب المنهي عنه ، والإمساك عنها مِن المأمور به " . [ منهاج السنة 4/ 410 ].
ولا يُنجي العَبد المتورِّط في الفِتَن أن يُقَلِّد في ذلكَ أحدًا مِن المَتبوعين المُحرِّضين عليها بتأويل أو غير تأويل ، فلا ينفعهُ ذلك عندَ الله عز وجل : { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، ولا ينفعهُ ما يُقال لهُ من وُجوب طاعة الأمير ؛ فإنَّهُ لا طاعَة في معصية الله تعالى ، والمُسلم لم يترك أهله ووطنه إلا لقتال الكفار يبتغي بذلك رضى الله عز وجل وجَنَّتَهُ ، فإذا تَحوَّلَ هذا الجِهاد إلى قِتالٍ بين المسلمين ، فليعتزل لئلا يدخل بمشاركتهِ في ذلك نار جهنم بقتل نفس مسلمة .

الوَصية الرابعة : الإكثار من العمل الصالح .

إنَّ للعمل الصالِح وكَثرة العِبادة وكثرة ذكر الله عز وجل واستغفارهِ أثرًا عظيمًا في الوقايةِ من الفِتَن والكُروب ، قبل وقوعها والنجاة منها إذا وَقَعتَ ، قال تعالى عَن نَبيّه يونس عليه الصلاة والسلام : { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} ، قال السعدي رحمه الله تعالى أي : " في وقته السابق بكثرة عبادته لربه ، وتسبيحه ، وتحميده ، وفي بطن الحوت حيث قال‏:‏ ‏{ ‏لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‏}‏ " .
ومِن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( بادِروا بالأعمالِ فتنًا كقطعِ الليلِ المظلمِ ، يصبحُ الرجلُ مؤمنًا ويمسي كافرًا ، أو يمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا ، يبيعُ دينَه بعرضٍ من الدنيا ) . [ مسلم 118 ] ، وفي هذا حَثٌّ على الأعمال الصالِحة قبل تعذّرها والانشغال عنها بما يحدث مِن الفِتَن الشائكة المُتكاثِرة .
ومِن الآثار الواردة أيضًا في فضل العمل الصالح والعبادة أيام الفِتَن ما رَواه مَعقل بن يسار رضي الله عنهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٌ إليَّ ) . [ مسلم 2948 ] ، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى : " وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين ؛ فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ، ويتبع مراضيه ، ويجتنب مساخِطه ، كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مؤمنا به ، متبعا لأوامره ، مجتنبا لنواهيه " .[ إتحاف الجماعة للشيخ حمود التويجري : 1 / 93 ].

الوصية الخامسة : الدعاء ، الدعاء !

دُعاء الله عَزَّ وَجل ، والتضرّع إليه ، والاستعانة به ، والتبرؤ من الحَول والقوّة ، مِن أنجع الوسائل وأنفعها في الوقاية مِن الفتن والنجاة منها ، وفي الِهداية إلى الحق والثَبات عليه ، لا سيما عند التباسهِ بالباطل واختلاف الناس فيه ، وذلكَ لأنَّ مالِكَ القلوب ومُقلّبها هو الله عز وجل ، لا يهدي إلى الحق ، ولا يثبّت العَبد عليه إلا هو : ( من يَهدِهِ اللَّهُ فلاَ مضلَّ لَهُ ، ومن يضلل فلاَ هاديَ لَهُ ) ، قال الله عز وجل : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء } ، وقال سبحانه عن نبيّه نوح عليه الصلاة والسلام مع ابنه : { قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ } ، وقال عز وجل عن دعاء كليمه موسى عليه الصلاة والسلام بعد ما أخذت قومه الصاعقة : { إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ } ، ومِن أنفع الأدعية في ذلك ما كانَ يدعو به صلى الله عليه وسلم ويحافظ عليه كل ليلة في الاستفتاح به في قيام الليل : ( اللهمَّ ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ ، فاطرَ السماواتِ والأرضِ ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ ، أنت تحكم بين عبادِك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدِني لما اختُلفَ فيه من الحقِّ بإذنِك إنك تهدي من تشاءُ إلى صراطٍ مستقيم ) . [ مسلم 770 ] ، ومِن ذلك ما رواه زيد بن ثابت رضي الله عنهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تعوَّذوا باللهِ من الفتنِ ، ما ظهر منها وما بطن ) ، قالوا : " نعوذُ باللهِ من الفتنِ ، ما ظهر منها وما بطن " . [ مسلم 2867 ] .
وكذلك ما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُ ربِّي في أحسَنِ صورةٍ ) – يعني في المنام - .. إلى أن قال :( إذا صلَّيتَ قل اللَّهمَّ إني أسألُكَ فعلَ الخيراتِ وتركَ المنكراتِ وحبَّ المساكينِ وإذا أردتَ بعبادِكَ فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مفتونٍ ) . [ الترمذي 3231 ، وصححه الألباني ] .

وهكذا كاَن دأب السَلَف عند الفِتَن ، حيث يلجأون إلى الله عز وجل ، ويَدعون بأن يُنجّيهم من الفِتَن ، فعَن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال : " لما طعنوا على عثمان رضي الله عنه ، صلى أبي في الليل ، ودعا ، فقال : " اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك " ، فما أخرج ولا أصبح ، إلا بجنازته . [ سير أعلام النبلاء 2 / 335 ] .

ومما ينبغي الإلحاح عليه والدُعاء به : سؤال الله عز وجل أن يجمع كلمة المجاهدين ، وأن يوحِّد صفوفهم ، ويؤلِّف بين قلوبهم وأن يُعيدهم من الفرقة والإختلاف وأن يرفع ما حل بهم من الفتنة .

أسأل الله عز وجل أن يقيني والمسلمين من الفِتَن ما وقى به الصالحين من عباده ، كما أسأله سبحانه أن يوحِّد صفوف الدعاة والمجاهدين وأن يؤلِّف بين قلوبهم ، وأن يقيهم شرور أنفسهم وسيئات أعمالهم وأن ينصرهم على القوم الكافرين ، والحمد لله رب العالمين .

عبدالعزيز بن ناصر الجليّل

16‏/09‏/2013

الابتهال والتضرع من سمات المؤمن بالله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا 
ثم أما بعد :                                                  
رب اشرح لي صدري ، ويسرلي أمري ،  واحلل عقدة من لساني  يفقهوا قولي . 
من صفاة المؤمن  الخالص إرتباطه بالله تعالى وتعلقه بربه جل وعلا في كل نازلة تنزل به يشكو همومه وأموره كلها اليه الله .
ولقد حث المولى جل وعلا على ذلك فقال تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء أإله مع الله )؟؟؟؟ 
وقال تعالى :( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ...)


25‏/08‏/2013

أهم أحداث شهر شـــــــــــــــــــــــوال


1-بدء أشهر الحج وهى شوال و ذو القعدة و ذوالحجة :

2- سرية بطن رابغ بقيادة عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ؛ على رأس ثمانية أشهر من الهجرة وكان فيها سعد بن ابى وقاص ؛ وهو أول من رمى بسهم فى سبيل الله
3- مولد عبد الله بن الزبير (رضي الله عنه) " السنة الأولى للهجرة " وهو أول من ولد للمسلمين المهاجرين بعد الهجرة
4- زواجه (ص) بأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
5- غزوة بنى سليم بالكدر (سنة 2 هج ) وذلك بعد فراغه من شأن بدر والأسرى بسبعة أيام
6- غزوة بنى قينقاع (سنة 2هج ) وبنوا قينقاع هم أول من حاربوا رسول الله من يهود المدينة (بنوا النضير وبنوا قريظة ) الذين قد صالحهم جميعاً ووادعهم بعد الهجرة وكتب بينه وبينهم كتاب أمن ، وبنوا قينقاع أول من نبذوا العهد
7- كما نقض بنوا النضير العهد أيضاً ؛ وكان ذلك بعد أُحد بستة أشهر
8- أما بنوا قريظة ؛ وقد كانوا الأشد عداوة لرسول الله حين خانوا العهد ؛وتواطؤا مع الأحزاب ؛فقد خرج إليهم رسول الله بعد غزوة الخندق وحاصرهم 25 ليلة وحكم فيهم سعد بن معاذ بأن يقتل الرجال وتسبي النساء وتقسم الأموال
9- غزوة أُحد : كانت فى النصف من الشهر (سنة 3هج) وفيها هُزم المسلمون
10- غزوة حمراء الأسد (بعد أُحد مباشرة )
11- غزوة الخندق (سنة 5هج) وفيها أشار سلمان الفارسى بحفر الخندق
12- غزوة حنين (سنة 8هج) بعد فتح مكة
13- غزوة الطائف (سنة 8هج) بعد حنين
وفى السنة العاشرة وفى شوال
1-تتابع وفود القبائل إلى المدينة وإعلان إسلامهم (عام الوفود)
2- حجة الوداع
3- بدايات فتنة الردة
4- فيه ولد الإمام البخارى سنة (194هج ) ووفاته أيضاً سنة (256هج )

21‏/01‏/2013

كلمة إلى أهل العلم والدعوة حذار من الإشعاعات الإعلاميَّة السَّامة


  نلحظ أنَّ وسائل الإعلام تقتنص تلك الفرصَ الذهبيَّة الثمينة، حين يقوم بعض الرموز العلميَّة، سواء أكان شيخًا، أم عالمًا، أم مفكرًا إسلاميًّا، بالظهور في وسائل الإعلام، ويدلي برأيه عبر مقابلة صحفية سريعة، أو إثر حديث له على هامش ندوة أو مؤتمر، يقابله أحدُ الإعلاميين أو الصحفيين، فيسأل ذلك الرمزَ بعضَ الأسئلة، فيقوم ذلك الإعلامي والصحفي بنشر هذه المقابلة، ثمَّ تنشط وسائل الإعلام لنشر ما قاله ذلك الشيخ من: (فرقعة فقهيَّة غريبة)، أو (رأي فقهي شاذ)، أو زيغة من حكيم، أو زلَّة من عالم، أو فُتيا لشيخ لم تُفهَم على الوجه الصحيح، فتنشر مبتورةً، دون مراعاةِ سياقها العام والتام لشرح هذه الفكرة.

وكثيرًا ما تفاجئنا وسائلُ الإعلام بشيء من هذا القبيل، فهذا دكتور يفتي بجواز رضاع المرأة الموظفة لزميلها في العمل؛ حتَّى لا يكون جلوسهما في العمل نفسه خلوةً محرَّمة؛ بشرط توثيق ذلك الإرضاع رسميًّا، أو ذلك الذي أفتى بجواز أن تضرب المرأة زوجَها حين تتأذَّى منه، ويتابعه آخر فيقول بجواز ضرب المرأة لزوجها، فضلاً عن تعلم أنواع ومهارات الكراتيه والتايكوندو؛ للدفاع عن نفسها، وهذا الذي يفتي بجواز التبرُّك ببول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنَّ بوله طاهر، وهو أول العارفين بأنَّه لا يوجد أثر لبوله - صلى الله عليه وسلم - فلا ندري ما فائدة مثل هذه الفتيا، وآخر يفتي بجواز سباحة الفتيات مع الشباب في الحصص الدراسيَّة الرياضيَّة؛ بحجَّة الضرورة؛ شرط ألاَّ ينظر ذلك الشابُّ لتلك الفتاةِ، ولو كانت لابسةً لباسًا عاريًا.

بالطبع كثير ممَّن له إسهامات في مثل هذه الفتاوى الشاذة أو الغريبة، لديهم عدَّة شطحات في مجال الآراء التي تخرج عنهم مرَّة بعد أخرى، وهم الذين نجد أنَّ وسائل الإعلام تصدِّرهم، وتحاول أن تخرجهم كثيرًا عبر أثيرها؛ لكي يَظهروا بمظهر الشيخ، أو الداعية، أو المفتي، وقلَّ أن نجد وسائل الإعلام - إلاَّ ما رحم الله - تستضيف الثقاتِ العدولَ، وأهلَ التوازن في فقههم ورأيهم الشرعي.

وإني بهذا السياق لا أعمِّم هذا الكلام على جميع العلماء أو الدعاة الفضلاء، أو المفكرين الأثبات، فهنالك طائفة بعينها تحتاج لنوع من التذكير في هذا الموضوع؛ لغريب ما يصدر عنها من آراء شاذة، أو فتاوى غريبة.

ولن أطيل في نقل بعض الفتاوى الشاذة أو الغريبة التي تخرج من بعض الأشياخ أو الدعاة، ولن أناقش هنا مَن هو العالم الذي يُؤخذ بقوله؟ ومَن هو الشيخ الذي ينبغي أن نأخذ عنه دينَنا وشرعنا؟ أوعن فقهاء التساهل والمتساقطين تحت ضغط الواقع.


فكلُّ هذا يحتاج لنقاش شرعي، وإن كنتُ قد كتبت مقالاً سابقًا بعنوان: "انظروا عمَّن تأخذون دينكم"، وأوضحتُ فيه صفاتِ العلماء الذين ينبغي أن يُؤخذَ عنهم العلمُ، وقد نُشر في عدَّة مواقع على الشبكة العنكبوتيَّة[1].

بودِّي في هذا المقال أن أناقش قضيةً حسَّاسة، أرى أنَّ مِن مقتضيات فقه العصرِ الوقوفَ عندها، وأنَّ واجب الوقت الحديث عنها؛ وذلك لأهميَّتها؛ فإنَّ حديث ذلك الرمز - سواء أكان شيخًا أم داعية أم مفتيًا - ينبغي أن يسترعي في حديثه عدَّة مهمَّات؛ لكي لا تزلَّ قدمٌ بعد ثبوتها، وحتَّى يكون الحديث لدى وسائل الإعلام مدروسًا، خصوصًا إن كان طلبًا لحوار صحفي، فلا يكون عبر موافقة مباشرة، دون معرفة ما الأسئلة التي ستقال، والاستفسارات التي ستلقى على مرأى ومسمع ذلك الرمز، أو على الأقل أن يكون لدى هذا الرمز إجابات مسبقة ومعروفة ومعهودة عنه في بعض القضايا التي يحبُّ أن يثيرها بعضُ الإعلاميين؛ لكشف رأيه عنها، وقد يكون لديه رأي معين، أو مسألة يدرسها؛ ولكنَّه لم ينتهِ من دراستها، أو لم تتحرَّر لديه، أو أن يكون بعض تلك القضايا ليس من الحِكمة أن تُثار وتُقال عَبرَ وسائل الإعلام، فيكون الجواب عن ذلك على الأقل: الله أعلم، أو بدون تعليق؛ ليحمي نفسه من إثارة زوبعة إعلامية كبرى، قد تُذاع في كبرى المحطات الفضائيَّة، أو تُنشَر على أضخم الصحائف المحليَّة، وقد لا يشعر أنَّ رأيه ذاك، أو فتواه تلك قد كان لها ذلك الزخم الإعلامي، الذي لم يكن يحسب له حسابًا واحدًا، فضلاً عن ألف حساب!

* خطورة ابتلاع الـ(طعم) الإعلامي: 
لأهل العلم والدعوة في دين الإسلام مزيَّةٌ عن غيرهم، ودرجة عالية، ومرتبة سامقة، ويكفي أنَّ الله - عزَّ وجل - قال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، ويقول: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وقال – تعالى -: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} [فصلت: 33]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فضلُ العالمِ على العابد كفضلي على أدناكم))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن دعا إلى هدًى، كان له مِن الأجر مثلُ أجور مَن تَبِعه، غير أنَّه لا ينقص من أجورهم شيئًا))، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على منزلة العلم، وفضل الدعوة إلى الله.
لكنَّ المشكلة الكبيرة أنَّ بعض أهل العلم والدعوة، قلَّما يكون لديهم خارطة واضحة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المرئية، والمقروءة، والمسموعة، وعن كيفية الجواب على سؤال ذلك الإعلامي، الذي قد يكون همُّه الوصولَ إلى التشويش أو التشويه لأهل العلم والفضل، فحين يعثر على بُغيته، تجده ينشر ذلك الرأيَ عبر وسائل الإعلام؛ لكي يحصل بذلك التندر بأقوالهم، والتحدث عنهم، وتشويه صورتهم، وقد تكون هذه الفتوى مبتورة، أو ذلك الرأي ناقصًا، أو يكون هو بعينه رأي ذلك الشيخ أو الداعية، ولكنَّها تُعدُّ زلةً أو زيغة من حكيم، وما أشبه ذلك.

مع أنَّه في الواقع يجدر بمن يعمل في هذه الوسائل الإعلاميَّة أن يتقي الله - عزَّ وجل - في نقله، ويَحذَر من إلقاء التُّهمة على ذلك الرمز العلمي، إلاَّ بعد التأكُّد والتريُّث، فضلاً عن دراسة نشر ما نُسٍبَ لذلك الرمز، وما أحسَنَ كلامَ الإمامِ ابن حجر العسقلاني حين قال: "إنَّ الذي يتصدَّى لضبط الوقائع من الأقوال، والأفعال، والرجال - يلزمه التحري في النقل، فلا يجزم إلاَّ بما يتحقَّقه، ولا يكتفي بالقول الشائع، ولا سيَّما إن ترتَّب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحدٍ مِن أهل العلم والصلاح"[2].

نعم، قد تحصل مزالقُ فقهيَّةٌ، أو زلاَّت من بعض المنتسبين للعلم والدعوة، ولا شك أنَّ كل بني آدم خطَّاء، وأنَّ العالم أو الداعية يجوز عليه الخطأ كما يجوز على غيره، وأنَّ العلماء أو الدعاة ليسوا معصومين من الوقوع في الخطأ؛ لكنِّي لا أستغرب أو أتعجب أن تكون هنالك خطة مبرمجة؛ لتشويه الرموز العلمية والدينية في بلدان المسلمين، (وليس ذلك تأثُّرًا بما قد يظنُّه الظانُّ بنظرية المؤامرة)؛ وذلك أنَّنا نلاحظ من بعض الوسائل الإعلاميَّة التركيزَ في أخبارها على بعض السقطات والزلاَّت التي تَخرج من بعض العلماء والدعاة، فحين يعلم ذلك الصحفي أو الإعلامي، أو يتنامى إليه قولٌ غريب، يقول به ذلك الشيخُ أو العالم، يهرع إليه طالبًا منه مقابلةً صحفية عبر صحيفة أو فضائيَّة؛ ليستفتيه في بعض الآراء، أو يأخذ رأيه في بعض المسائل المهمة، ويكون المقصدُ هو الولوجَ لتلك المسألة؛ ليقول الشيخ أو الداعية قولتَه، فيطير بها ذلك الإعلاميُّ مشيعًا لها في وسائل الإعلام، ويتم المراد من تشويه الرموز الإسلامية واحدًا بعد الآخر.

من اليقين أنَّ هنالك بعضَ الرموز العلميَّة الذين وعوا أهميَّة وسائل الإعلام، وضرورتها لجميع الناس، بَيْدَ أنَّهم قبل اتصال أيَّة جهة إعلامية بهم، يطلبون منها التريثَ قبل الموافقة المباشرة، ويتحرون عنها، وعن الذي سيحاوره أو يطلب منه اللقاء، ويدرس ذلك الرمز منهجيَّةَ البرنامج، ولو بحلقتين أو ثلاث حلقات سابقة؛ لكي تكون لديه دُربة ودراية بالمحيط الإعلامي الذي سيرتاده؛ حتى لا توقعه المطبَّاتُ الإعلاميَّة في حرجٍ بالِغ، ويكون لديها ما تريد، والرسالة التي كان يسعى هذا الرمزُ العلمي لتوصيلها تضيع بين سؤالات المذيع؛ بل هنالك بعض الفضلاء من أهل العلم والفكر، يقومون بأخذ دورات مهنيَّة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، سواء في دروس، أو محاضرات، أو تصريحات، أو لقاءات، وما شاكل.

* عالجوا أنفسكم قبل معالجة الناس:
أذكِّر نفسي وإخواني من أهل العلم والفكر والدعوة، وأنا تلميذ محبٌّ لهم، ومتطفل على موائدهم، أذكِّرهم بهذه النصيحة التي ائتمننا عليها الشارعُ الحكيم بنصح أئمة المسلمين، بأن يجدِّد أهل العلم والدعوة محاسبتَهم لأنفسهم في صلاح النيَّة، ومداومة تذكُّر الإخلاص لله ربِّ العالمين؛ فالنيات مطايا، مع ملازمة دعاء الله، والتوجه إليه بقلب صادق، ودعاء المضطر أن يهديهم سواء السبيل، وأن يربط على قلوبهم، ويثبِّت أفئدتهم، ويكفيَهم شرَّ كل ذي شر.
ومن الضروري بمكان أن يضع ذلك الرمزُ العلمي في مخيِّلته عدَّةَ نقاط، سائلاً نفسه: ماذا أريد من خروجي الإعلامي؟ هل حبَّ الثناء من الناس ومحمدتهم؟ أو حبَّ الظهور الذي يقصم الظهور؟ أو لحب الرياسة التي سمَّاها العلماء (الشهوة الخفيَّة)؟ أو النجوميَّة والشهرة التي تكون في كثير منها محرقة لا مشرقة؟ فيبدأ الشيخ أو ذلك الرمز واعظًا صادقًا، ثم ينتهي إلى نجم فضائي، يدردش مع المتبرجات، ويمازح الشقراوات الحسان، ويجلس معهنَّ جنبًا إلى جنب؛ بحجَّة مصلحة الدعوة، ويضيع الدِّين والورع والتقوى، ويسقط حجاب الهيبة الذي يضعه الله - تعالى - لهم؛ بسبب تصرفاتهم التي لا ترضي اللهَ - عزَّ وجل.

لقد شعر الإمام ابن المبارك أنَّ أحد القضاة الذي كان يعرفه، بميوله للدنيا وأهلها، فأرسل له رسالة شعرية قائلاً:
يَا  جَاعِلَ  العِلْمِ   لَهُ   بَازِيًا        يَصْطَادُ   أَمْوالَ    المَسَاكِينِ
احْتَلْتَ    لِلدُّنْيَا     وَلَذَّاتِهَا        بِحِيلَةٍ     تَذْهَبُ      بِالدِّينِ
فَصِرْتَ  مَجْنُونًا  بِهَا  بَعْدَمَا        كُنْتَ     دَوَاءً     لِلمَجَانِينِ
أَيْنَ  رِوَايَاتُكَ  فِي   سَرْدِهَا        عَنِ ابْنِ  عَوْنٍ  وَابْنِ  سِيرِينِ
إِنْ قُلْتَ أُكْرِهْتُ فَمَاذَا كَذَا        زَلَّ حِمَارُ العِلْمِ  فِي  الطِّينِ
وهذه الأبيات تنم في الحقيقة عن عمق فكري، ونظر مستقبلي من الإمام ابن المبارك، وتتناسب طردًا مع ما يقوم به بعضُ الدعاة والعلماء، الذين - وللأسف - صاروا يتطايرون لوسائل الإعلام أيًّا كانت، كما تتطاير الفراش على الضوء اللاهب، وقد يذهب هذا الفراش لحتفه، ظانًّا أنَّ عند هذا الضوءِ سبيلَ نجاة أو مصلحةً له، فيكون محرقة له.
* حتى لا يكون في حديث أهل العلم فتنة:
إنَّ الحديث لوسائل الإعلام - سواء أكان هذا الحديث عبر برنامج (فتوى)، أم برنامج (حوار)، أم مؤتمر، أم ندوة - ينبغي أن يَأخذ ذلك المتحدِّثُ في اعتباره عدَّةَ أمور؛ لكي يكون حصيفًا ذكيًّا، ولكي لا يستغل أي شخص يرغب في ترويج شيء ما إلى أذهان الناس من خلال تلك الخرجات الفضائيَّة، وقد يستغفل بعضهم أولي العلم؛ بسبب قلَّة خبرتهم في التعامل مع وسائل الإعلام، فيقول الشيخ كلمةً أو رأيًا فقهيًّا لم يدقِّق في صحته، ثمَّ حين يشتهر هذا الرأي عنه، يقوم ذلك الشيخ بذكر رأيه مرَّة أخرى بكتابة بيان أو فتوى، أو أن يتراجع ذلك الشيخ أمام الناس - وتراجعه حسن جميل إن كان تراجعًا صحيحًا - وكأنَّه لا تحق المراجعات إلا للشيوخ والعلماء والدعاة، وهي التي تُنشر، وأمَّا غيرهم فهم على ثبات دائم، وقول مطَّرد، منذ أن خرجوا من بطون أمَّهاتهم وإلى الآن!

ومصدر الخلل أنَّ ذلك الشيخ أو الرمز لم يتحرَّ الصوابَ والصحَّة، وبحث المسألة بشكلها الصحيح قبل أن يعرض رأيه وهو مقتنع به.

ولعل مِن أهمِّ هذه القضايا الحسَّاسة، والتي من المهم أن تُقال، ما يلي ذكره: 
1- ليس كل ما يُعلَم يقال: سواء على ملأ الناس وحضورهم، أو في وسائل الإعلام، وقد كانت هذه سُنَّة لأهل العلم والفضل، وعند مسلم في مقدمة "صحيحه": أنَّ الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود قال: "ما أنت بمحدِّثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولُهم إلا كان لبعضهم فتنةً"، وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "حدِّثوا الناسَ بما يعقلون؛ أتحبُّون أن يُكذَّب الله ورسوله؟!"؛ ولهذا بوب الإمام البخاري في "صحيحه" بابًا بعنوان: "باب مَن خصَّ بالعلم قومًا دون قوم؛ كراهية ألاَّ يفهموا".
فليتَّقِ اللهَ أولئك المتحدِّثون في كل وقت وزمن، وحال ومكان، بكل ما لديهم، فإنَّ مما يعلمه الناس - جميع الناس - أنَّه: "ليس كل ما يُعلَم يقال، ولا كل ما يُقال حضر أهله، ولا كل ما حضر أهله حان وقته"، وإنَّ كتمان شيء من الدِّين لمصلحة الدين، ولكيلا يكون ذريعة لأهل الفساد - أمرٌ ممدوح، ومصلحة يتغيَّونها منذ زمن، وقد ذكر الإمام ابن حجر أنَّه: "ممن كرِهَ التحدُّث ببعض دون بعض: أحمدُ في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالكٌ في أحاديث الصفات، وأبو يوسفَ في الغرائب، ومِن قبلهم أبو هريرة في الجرابين، وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة.

وعن الحسن: أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين؛ لأنه اتخذها وسيلةً إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي"[3].

2- عدم الحديث إلا في مجال التخصص: فإنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، وإنَّ من أسباب البلاء، والداء الذي ما له دواء إلا التخصص والتعلُّم، أو السكوت والصمت - أن يظن الظانُّ أنَّه حين قرأ شيئًا مِن كُتبِ العلم، فإنَّ لديه مندوحةً لكي يتكلم في مسائل العلم والدين، إنَّ زمن الموسوعيَّة قد ولَّى وانتهى، وأنَّه لو وُجد شيء من ذلك فهو نادر جدًّا، ومن المعلوم أنَّه ليس كلُّ مَن تخصَّص في فن من العلوم أنَّه قادر على الحديث والتكلم في مسائل أخرى، وإذا كان هذا لم يحصل للعلماء السابقين، الذين كانوا قريبين من عهد النبوة، وكان العلم في عصرهم منتشرًا بأصوله العلمية، ومنضبطة بشكل متقن، وكانت الشواغل لديهم قليلة، ومع هذا نجد أنَّ الإمام الشافعي - وهو مَن هو في علم الفقه والحديث - يقول للإمام أحمد بن حنبل: "أنتم أعلمُ بالحديث والرجال مني، فإذا كان الحديث صحيحًا فأعلموني، كوفيًّا كان، أو بصريًّا، أو شاميًّا؛ حتَّى أذهب إليه إذا كان صحيحًا"[4]، فيُثبت الإمام الشافعي العلمَ في الحديث لأحد طلابه، وهو الإمام المحدِّث أحمد بن حنبل - رحمة الله عليهم.
وهذا الإمام أحمد بن حنبل، حين سئل عن مسألة من مسائل الغريب - أي: غريب الحديث، والألفاظ قليلة الاستعمال في اللغة - قال - رحمه الله -: "سلُوا أصحابَ الغريب؛ فإني أكره أن أقول في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بالظن"[5]، وكان مرجعُ الفتيا في مسائل الغريب في عصر الإمامِ أحمدَ عدةَ علماء أجلاء متخصصين في هذه الفن، ومنهم الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاَّم، حيث كان إليه المرجع في هذا الباب، ولديه كتابه المعروف: "غريب الحديث"، ومع هذا فلا يفوتني أن أقول بأنَّ الإمام أحمد، الذي عزا المرجع في السؤال عن غريب الحديث لأهل التخصص، أنَّه لم يكن ضعيفًا في هذا المجال؛ بل كانت لديه قراءات كبيرة جدًّا، وقد قال: كتبتُ في اللغة أكثر ممَّا كتب أبو عبيد القاسم بن سلاَّم!

فالمقصد أنَّ الإمام أحمد - مع علوِّ كعبه وباعه في علم اللغة - قد عزا ذلك للإمام أبي عبيد القاسم بن سلاَّم؛ لكي يعتاد الناس على التلقي عن المتخصصين، وأما أنصاف المتخصصين، فإنَّ البلاء كبير جدًّا منهم، وقد نقل الإمام ابن تيمية - رحمة الله عليه - مقولة جميلة، فقال: "وقيل: إنما يفسد الناسَ نصفُ متكلِّم، ونصفُ فقيه، ونصف نحوي، ونصف طبيب؛ هذا يُفسد الأديانَ، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد اللسان، وهذا يفسد الأبدان"، ثمَّ قال - رحمه الله - كلمة جوهرية: "لا سيما إذا خاض في مسألة لم يَسبقه إليها عالِمٌ، ولا معه فيها نقلٌ عن أحد، ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء فيختار أحد القولين"[6].

3- الفطانة والتيقُّظ: والانتباه من سؤالات الناس وحِيَلهم، والتفافهم ودورانهم على المتحدث؛ لكي يبلغوا إلى حيث يريدون من رأيه، وقد نبَّه الإمام النووي - رحمه الله تعالى - إلى ضرورة التيقظ والفطانة للمفتي[7]، وتَبِعه على ذلك الإمامُ ابن عابدين، حيث قال: "وهذا شرط في زماننا، فلا بدَّ أن يكون المفتي متيقظًا يَعلم حيَلَ الناسِ ودسائسهم؛ فإنَّ لبعضهم مهارةً في الحيل والتزوير، فغفلة المفتي يلزم منها ضررٌ كبير في الدِّين، وقلْب الكلام، وتصوير الباطل في صورة الحق، كما هو شائع في هذا الزمان"[8]، فما البال بزماننا هذا؟! والذي يتعلم فيه الناس - وخصوصًا الإعلاميين - طريقةَ الالتفاف على المحاوَر، وسؤاله بعدَّة طرق؛ حتى يصلوا إلى مبتغاهم وغايتهم، وهذا بالطبع ليس في كل الإعلاميين أو الصحفيين، ولكنَّنا نقصد طائفة بعينها، أخذتْ على نفسها شيئًا من هذا القبيل.
4- مراقبة الله في كلِّ قولة ورأي يتحدث به المتحدث: وحينما يتأمل المتكلمُ قولَه - تعالى -: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد} [ق: 18]، وقوله: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] - فإنَّه يرتدع عن قول أي شيء قد يستخدمه أهلُ الفجور للنَّيل من الدِّين وأهله؛ بل يتحرَّى ذِكر القول الحق، وقد ذكر الإمام ابن رجب الحنبلي عن الفقيه القاضي زين الدين أبي حفص عمر بن سعد الله الحراني، الذي أثنى عليه الإمام الذهبي فقال: "عالم ذكي، خيِّر وقور"، حيث ذكر ابن رجب: أنَّه حدَّثه أحدُ العلماء عن هذا الرجل أنَّه قال: "لم أقضِ قضيَّة إلا وقد أعددتُ لها الجواب بين يدي الله"[9].

5- فقه المآلات: فهنالك بعض الأقوال والآراء يكون مآلها وبالاً وشنارًا؛ لأن المرءَ المتحدث والمتصدِّر للكلام لدى وسائل الإعلام حقيقٌ به أن يَعرف توجهاتِ الناس، وميولهم، واختياراتهم، وميل غالبهم إلى الهوى، وما ترتضيه الأنفس، وقد صدَق الإمام ابن تيمية - رحمة الله عليه - حين قال: "وما أكثر ما تفعل النفوسُ ما تهواه؛ ظانَّةً أنها تفعله طاعة لله"[10].
6- الحذر من العجلة والتسرع: وإذا كان مِن طبع الإنسان العجلةُ؛ كما قال – تعالى -: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]، فقد جاء الأمر من الشارع الحكيم بالتؤدة والرِّفق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله رفيق يحبُّ الرفقَ، ويُعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف))، كما في "صحيح الإمام مسلم": ((ليعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف))، وقال - صلى الله عليه وسلم –: ((التأنِّي من الله، والعجلة من الشيطان))[11].
فخليق بأهل العلم والدعوة أن يكونوا على مستوى رفيع من التأني في الحديث، واستصدار القرار والحكم على المسألة، والأعيان، والأشخاص، فإنَّ قولهم ليس كقول غيرهم، فهو قول مرصود، وخصوصًا فيما نتحدث به حين يكون الحديث والمقال في وسائل الإعلام، وإني في كثير من الأحيان أستمع إلى بعض الفتاوى أو الحوارات، التي يكون فيها مطارحة للرأي، أو تقليب للفكر، فقلَّما أستمع لأحد يقول كما قال عبدالله بن الزبير: "إنَّ هذا الأمر ما لنا فيه قول"، فإنَّ هذه الحالة يندر وجودها، كما يندر وجود لبن الطير في البريَّة.

لهذا أجد الإمامَ الجليل أبا الوليد الباجي يقول معلقًا: "قول عبدالله بن الزبير إقرار منه بالحق، وتوقُّف عن الفتوى فيما لم يظهر له صوابُه، وإن كان من أهل العلم، وهذا مما يجب أن يلزمه كلُّ ذي دِين، أن يقول إذا سُئل عمَّا لا يعلم: لا أعلم"[12].

ورحم الله الإمام مالكًا، حيث قال عنه تلميذُه ابن وهب - رحمه الله -: لو كتبنا عن مالك "لا أدري"، لملأنا الألواح، فلا خجل ولا عيب أن يقول مَن لا يعلم عن شيء: الله أعلم.

7- الاعتراف بالحق حال وقوع الخطأ: فمِن صفة صاحب الدين والاستقامة أنَّه رجَّاع للحق والصواب، حينما يثبت عليه أنَّه قال بخلافه، وخصوصًا في حال حديثه أمام ملأ من الناس، أمام الفضائيات، أو في شتَّى وسائل الإعلام، ولا يوجد في ذلك عيب أن يرى الناس أنَّ ذلك المتحدِّث الذي قال في درسه، أو في حوار معه، أو في برنامجه أنَّه أخطأ وقال بخلاف الصواب.

8- فقه الواقع ومعرفة المجتمع: فهنالك أقوال وآراء وفتاوى تناسِبُ مجتمعًا دون مجتمع آخر، وما دام أنَّ العادة محكَّمة، وأنَّ المعروف عُرفًا كالمشروط شرطًا؛ كما يقول الأصوليون، فإنَّ عُرف كل بلد وعاداتهم تختلف من ذاك البلد إلى البلد الآخر؛ لهذا كان لزامًا على المتحدِّث أن يراعيَ هذه القضيَّةَ، ولعلَّ مِن خير ما يُذكَر في هذا المجالِ أنًَّ الإمام القرافي ذَكَر أنَّ المفتي: "لا يَحلُّ له أن يُفتي أحدًا بالطَّلاق حتَّى يعلم أنَّه من أهل بلدِ ذلك العرفِ الذي رُتِّبت الفتيا عليه"[13]، وحتَّى الإمام الشاطبي - رحمه الله - يقول: "العوائدُ الجارية ضروريةُ الاعتبارِ شرعًا، سواء كانت شرعيةً في أصلها، أو غيرَ شرعية"[14].
9- التحدُّث باللغة العربية الفصيحة: وذلك لأنَّ لكل بلدٍ لهجتَه وطبيعته في الخطاب والحديث، وإذا لم يُدركِ المتحدثُ هذه الحالةَ، فإنه وأثناء حديثه قد يجر في بعض حديثه أو بعض كلماته لبسًا أمام الناس.
* فتاوى التنازل تحت ضغط الواقع:
هنالك مِن منتسبي العلم والدعوة مَن لديهم في الحقيقة (شهوة الكلام)، فتراهم يرطنون ويتحدثون في عدد من الفضائيات والقنوات، لكنَّهم لا يدركون أنَّ هنالك مشكلةً إشعاعيَّة إعلاميَّة قد تعترضهم.
فصرنا نجد مَن يرى أنَّ الحياة المعاصرة لا تستغني عن الفوائد الربويَّة، حيث غدت ضرورة اقتصاديَّة؛ ولهذا يجوِّز أخذها، ومَن يفتي بجواز أن يستلحق مَن وجد لقيطًا، ويضمه إلى نسبه، ويصبح بذلك ابنًا له، تترتَّب عليه حقوق البنوَّة، ومَن يرى جواز التضحية بالدجاج بديلاً عن الغنم والبقر والإبل، حين يكون المرء فقيرًا، ومثل هذه الآراء والفتاوى التي يَضحك العقلاء منها ومن تخريجاتها العجيبة، ولا عجب في ذلك؛ فقد قيل:
عَلَى أَنَّهَا الأَيَّامُ قَدْ  صِرْنَ  كُلُّهَا        عَجَائِبَ حَتَّى لَيْسَ فِيهَا عَجَائِبُ
وقد يكون كثير مِن هؤلاء قد أفتَوا بذلك؛ بسبب ضغط الواقع، وإملاء الجماهير، أو مِن باب (فقه التيسير) - وهو باب عظيم من أبواب فقه الفقه - فيدخلون من هذا الباب إلى التساهل والتلاعب بدين الله وأحكامه، ثمَّ يتلقف الإعلامُ هذه الفتاوى ويروِّجها بشكل واسع وطويل؛ بل قد تُذاع في نشرات الأخبار!

* أبت السلاحف أن تطول القممَ:
هنالك مِن بعض الإعلاميين أو الصحفيين مَن يحاول استشارة بعض أهل العلم والفكر الكبار، ويروِّج رأيًا لهم عبر وسيلة إعلامية، وقد يقصد بها التندر بأولئك الفضلاء، أو محاولة الاستثارة؛ لكي يقوم أحد الكبار فيقف لذلك الصغير الوضيع في العلم، ويناقشه، ويكون معه الصواب، ولكنَّ ذلك الكاتب أو الإعلامي لا يقصد وراء ذلك إلاَّ أنَّه صار على مرتبة من العلم أضيفت إليه، حين يقوم ذلك العالم أو الشيخ منتدبًا نفسه للرد عليه، وينال ما يريده بأنًَّ الدكتور الكبير، أو العالِم النحرير قد ردَّ عليَّ، وقد يكتب ردًّا إضافيًّا على ذلك العالم، من قبيل النقاش، فيعلو صوته، ويشتهر اسمه، بعد أن كان وضيعًا من خلال مقالة أو مناقشة.
وإنَّنا في هذا المجال نذكِّر أنَّه كان في عصر من عصور الدولة الإسلامية شاعر معروف، إلاَّ أنَّ شهرته لم تكن كما كان لدى غيره، فلقد هجا بشارُ بن برد جريرًا؛ طمعًا في أن يَرُدَّ عليه جرير، ويدخل بشَّار حلبةَ الصراع مع الفحول الثلاثة: (جرير، والفرزدق، والأخطل)، فيشتهر مثلهم، لكن جريرًا لم يأبَهْ له، ولم يردَّ عليه؛ لأنَّه وجده دون هذه المنزلة، فبكى بشار، فقيل له: ما يبكيك يا أبا معاذ؟ فقال: عدم هجاء جرير لي؛ فإنه لو هجاني، لصيرني أشعر الناس!

* وأخيرًا:
فإنَّ على المشايخ وأهل الفضل والفكر، حين يريدون الحديث لأيَّة وسيلة إعلاميَّة، أن يكون لديهم إدراك وسابق معرفة مع مَن يتحدثون، وإلى من، وخبرة بطبائع الوسائل الإعلامية، وأن يجروا بحثًا في طبيعة المحاور أو السائل الصحفي؛ لكي يعلموا حقيقة حواراتهم، فإن كانت لكشف الحقيقة، وإفادة الناس، فحيَّهلا، وإلاَّ فليحذروا منهم، ويُعلِموا غيرهم بأولئك الذين يتسلَّقون على أكتافهم؛ فإنَّه لا يَعرِف الفضلَ لأهل الفضل إلا أهلُ الفضل.
ولقد قال القاضي الجُرجاني:
يَقُولُونَ  لِي  فِيكَ   انْقِبَاضٌ   وَإِنَّمَا        رَأَوْا رَجُلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا
أَرَى النَّاسَ مَنْ دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهُمْ        وَمَنْ  أَكْرَمَتْهُ  عِزَّةُ  النَّفْسِ   أُكْرِمَا
وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ العِلْمِ إِنْ كُنْتُ كُلَّمَا        بَدَا   طَمَعٌ    صَيَّرْتُهُ    لِيَ    سُلَّمَا
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ  العِلْمِ  صَانُوهُ  صَانَهُمْ        وَلَوْ  عَظَّمُوهُ  فِي   النُّفُوسِ   لَعُظِّمَا
وَلَكِنْ   أَهَانُوهُ    فَهَانُوا    وَدَنَّسُوا        مُحَيَّاهُ   بِالأَطْمَاعِ   حَتَّى   تَجَهَّمَا

وأمَّا مَن كان همُّه الخروجَ بأية وسيلة إعلاميَّة، والمهم أن يتحدث ويرخِّص في فتاواه، ويتساهل في رأيه، ولو كان لديه علم أو شيء من فَهم، فحسبهم الله - تعالى - يوم القيامة، فإنَّهم قد أهانوا علمهم، وأهانوا أنفسهم، ويُخشى عليهم من غضب الله ومقته، وقد أحسن الشاعر حين قال:
لاَ شَيْءَ أَخْسَرُ صَفْقَةً مِنْ عَالِمٍ        لَعِبَتْ  بِهِ  الدُّنْيَا   مَعَ   الجُهَّالِ
وأحسن منه وأجمل ما قاله الله - عزَّ وجل -: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 175 - 177]،   ومن الله الحول والطول، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ــــــــــــــــــــ
[1]   المقال منشور على هذا الرابط: http://www.saaid.net/Doat/khabab/12.htm 
[2]   "إنصاف أهل السنة"، ص75، وأحال على "ذيل التبر المسبوك"؛ للسخاوي، ص4.
[3]   "فتح الباري" (1/304). 
[4]   "مناقب الشافعي"؛ للحافظ البيهقي (1/528).
[5]   "علل الحديث ومعرفة الرجال"؛ للمروزي (413).
[6]   "كتاب الاستغاثة في الرد على البكري" (411). 
[7]   "المجموع"؛ للنووي (1/40). 
[8]   "حاشية ابن عابدين" (4/301).
[9]   "ذيل طبقان الحنابلة"؛ لابن رجب الحنبلي (4/365).
[10]   "مجموع الفتاوى" (28/207).
[11]   أخرجه الترمذي بقوله: ((الأناة من الله)) برقم: (1935)، وقال حديث غريب، وقال ابن القيم: إسناده جيد، كما في كتابه "إعلام الموقعين" (2/120)، وحسَّنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"، برقم: (2677).
[12]   "المنتقي" (4/84). 
[13]   يراجع كلام الإمام القرافي في كتابه "الفروق" (3/162). 
[14]   "الموافقات"؛ للشاطبي (2/682).

29‏/11‏/2011

التوبة من الكسب الحرام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:51]، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة:172]. ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» [رواه مسلم].

في هذا الحديث الشريف كثير من الفوائد، منها:

- أن من أسماء الله -تعالى- الحسنى: "الطيب": ومعناه: الطاهر، أي: المنزه عن النقائص والمعايب كاسمه -تعالى- "القدوس"، أي: المطهر عن النقائص، فأمره -تعالى- كله وأفعاله طيبة منزهة عن النقص والعيب والعبث.

طريقة التعبد لله -تعالى- بهذا الاسم:

أولاً: تحقيق هذا الاعتقاد في أفعال الله وأقواله وقضائه وقدره أنها طيبة، ومنزهة عن النقص والعيب والعبث.

ثانيًا: الثناء على الله -تعالى- بذلك.

ثالثًا: أن تكون أقوال العبد وأفعاله طيبة، وأن يسعى لاكتساب الطيب من المكاسب، ويتقرب منها لله -تعالى- بأنواع الصدقات.

- أنه لا يرفع إلى الله -تعالى- إلا الطيب: كما قال -عز وجل-: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10]، وفي هذا حث على إحسان العمل.

- وجوب طلب الحلال؛ لأمره -تعالى- بذلك: {كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ}، ووجوب اجتناب المكاسب المحرمة؛ لأن الله -تعالى- لا يقبل إلا طيبًا، ولا يقبل دعاء من هذا وصفه كما في هذا الحديث.

- وجوب شكر النعم باللسان والقلب والجوارح، أما شكر اللسان فيكون بالحمد والثناء على الله بالجميل، والاعتراف بذلك، والتحدث بها، وأن يُرى أثرها على العبد، وأما شكر القلب فيكون بالاعتراف باطنًا أنها من الله -تعالى-، وأما شكر الجوارح فباستخدام النعمة في طاعة الله -تعالى-.

- وفيه: أن العمل لا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يُفسد العمل، ويمنع قبوله.

- وفيه: أن إطابة المطعم سبب لإجابة الدعاء، كما يروى أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لسعد -رضي الله عنه-: «يَا سَعْدُ، أَطِبْ مَطْعَمَكَ؛ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةَ» [رواه الطبراني، وضعفه الألباني].

- وأن خبث المطعم -عياذًا بالله- سبب لرد الدعاء: "فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!".

- وفيه: أن الصدقة بالمال الحرام غير مقبولة: كما في [صحيح مسلم] عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ»، ويروى عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً مِنْ حَرَامٍ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلاَ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلاَ يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ» [رواه الإمام أحمد والحاكم والبيهقي، وضعفه الألباني، وقال ابن عبد البر في التمهيد: "حسن الألفاظ ضعيف الإسناد].

وفيه: بيان أسباب إجابة الدعاء وآدابه:

أولاً: إطالة السفر، والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء كما في الحديث: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه الألباني]؛ لأنه إذا طال السفر حصل انكسار في النفس بطول الغربة عن الأوطان وتحمل المشاق، والانكسار من أعظم أسباب الإجابة.

ثانيًا: حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والإغبار، كما في الحديث: «كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِى طِمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، ولما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- للاستسقاء خرج متبذلاً متواضعًا متضرعًا.

ثالثًا: مد يديه إلى السماء، كما في الحديث: «إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ» [رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني]، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك كما في "يوم بدر" وفي الاستسقاء وغيره، بل رفع يديه -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء متواتر عنه.

رابعًا: الإلحاح على الله -عز وجل- بتكرير: "يا رب": وهذا من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء كما في القرآن والسنة.

وفيه -أيضًا- بيان أسباب منع إجابة الدعاء:

أولاُ: التوسع في الحرام أكلاً وشربًا ولُبسًا وتغذية، وقد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية مانعًا من الإجابة -أيضًا-، وكذلك ترك الواجبات.

الثلاثة الذين أُطبقت عليهم الصخرة في الغار توسلوا إلى الله -تعالى- بصالح أعمالهم فاستجاب لهم، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون، قال وهب بن منبه: "مثل الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر".

قال عمر -رضي الله عنه-: "بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح".

وقال محمد بن واسع: "يكفي من الدعاء مع الورع اليسير".

وقيل لسفيان: "لو دعوت الله؟
فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء".

وقال بعض السلف: "لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي".

وفي هذا المعنى قال بعض الشعراء:

نحـن ندعو الإله في كل كرب *** ثم ننساه عند كشف الكروب

كيــف نرجــو إجابة لدعـــاء *** قد سددنا طريـقها بالـذنــوب


ماذا يفعل من كسب مالاً حرامًا؟!

يلزمه التوبة النصوح التي لا رجوع للذنب بعدها مرة أخرى، وشروطها:

1- الإخلاص لله -تعالى- فيها، أي: يتوب خوفًا من الله -تعالى- كما في الحديث: «إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ» [رواه مسلم]، أي: من أجلي.

2- الندم على ما فعل، كما في الحديث: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ» [رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني].

3- الإقلاع عن الذنب فورًا.

4- العزم على عدم العودة إليه مرة أخرى.

5- لا بد من رد الحقوق لأصحابها أو استحلالهم.

28‏/10‏/2011

فضل ايام ذي الحجة

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر-. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».

- أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل، ويدل على فضله عدة أحاديث، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

- صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها، وبالأخص يوم عرفة؛ لما رواه مسلم عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده».

- التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب، حتى يترتب علـى الأعمال المغفـرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، ففي حديـث عن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتي المرء ماحرم الله عليه» متفق عليه.

- الإكثار من الأعمال الصالحة، كالصلاة والصدقة والجهاد، وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام.

- تشرع الأضحية في يوم النحر وأيام التشريــق، وهي سنّة أبينا إبراهيم عليه السلام حين فدى الله ولده - إسماعيل - بذِبْحٍ عظيم، وقد ثبت «أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما» متفق عليه.

- روى مسلم وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكـم أن يضحّي فليمسك عــن شعره وأظفاره»، وفي راوية «فلا يأخذ من شعره ولا من أظفـاره حتى يضحّي»، وهذا النهي ظاهره أنه يخصّ صاحب الأضحية ولا يعمّ الزوجة ولا الأولاد، إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصّه.

- على المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تُصلى، وحضور الخطبة والاستفادة. وعليه معرفة الحكمة من شرعية العيد، وأنه يوم شكر وعمل بر، فلا يجعله يوم شر و بطر ولا يجعله موسم معصية.


الشيخ /عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (رحمه الله)

19‏/10‏/2011

الايام المباركات

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلامعلى اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ثم امابعد :
فمعاشر القراء نحن مقبلون بعدهذا الاسبوع على لايام الفاضلة وليالي كريمة  فنجد ونجتهد في وضع برامج متكاملة نستثمربها اوقاتنا
ففضل العشر الايام الاولى من ذالحجة لايخفى عليكم .......
فالنجد في الصيام وأعمال البر والاحسان الى الخلق والنبتعد عن المعاصي والذنوب
ولكم مني اطيب الشكر .

07‏/06‏/2011

مكانة الجهاد في سبيل الله


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين أما بعد:
فإبراءً للذمة وأداءً للحق الواجب بخصوص ما يعانيه شعبنا المسلم المرابط في فلسطين المحتلة أذكّر بما يلي:
إن جهاد إخواننا في فلسطين المحتلة هو جهاد عظيم في سبيل الله تعالى، للدفاع عن مقدسات المسلمين ولرفع الظلم عن أنفسهم ولاسترداد أرضهم وأرض المسلمين، يحتسبون فيه ما أصابهم من ألم أو هَمّ أو نصب، ولا أعلم اليوم جهاداً في سبيل الله هو أفضل من الجهاد معهم لمن قدر عليه بمال أو نفس أو قول أو دعاء.
ولذا فإن نجدتهم حق واجب ونصرهم فرض لازم لجميع المسلمين بمقتضى نصوص الكتاب والسنة، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] وقال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ٌ ) [التوبة:71] وقال: وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ [النساء:75] .
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه }. 
 فضل الجهاد بالمال
اضف للسلة العلمية

أذكِّر نفسي وجميع إخواني بعموم الآيات والأحاديث في فضائل الجهاد والرباط والشهادة في سبيل الله تعالى. وهي معلومة ولله الحمد. ومن ذلك فضل الجهاد بالمال، فإنه من أعظم القربات وأفضل أنواع الجهاد في كل حين، فكيف وقد حيل بين المسلمين وبين الجهاد بأنفسهم في فلسطين ؟!
ولعظم مكانة الجهاد بالمال قدمه الله تعالى في أكثر المواضع من القرآن الكريم على الجهاد بالنفس كقوله تعالى: انْفِرُوا خِفَافاً وثِقَالاً وجَاهِدُوا بِأمْوالِكُم وأنْفُسِكُمْ في سَبِيْلِ الله [التوبة:41] وقوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [التوبة:20]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف:10-11].

وقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15].

إن خذلانهم أو التهاون في مناصرتهم ورفع الظلم والاضطهاد عنهم ذنب عظيم، وتضييع لفرصة كبيرة في تحطيم آمال الصهيونية ، وتعريض للمسلمين والعرب جميعاً لخطر مُدْلَهِمّ، فإن لم يغتنم المسلمون اليوم الفرصة فسيندمون على فواتها إلى أمدٍ الله أعلم به، وإن تغييب الأمة عن ذلك وإشغالها باللهو واللعب يبلغ درجة الإجرام في حقها وحق قضاياها.
الحث على الإنفاق في سبيل الله
اضف للسلة العلمية

إن التعاون على نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنة - مع كونه واجباً على المسلمين كما تقدم وكونه من الجهاد في سبيل الله - هو أيضا داخل دخولاً أوّلياً تحت قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]، ولهذا فإن حض المسلمين على التبرع بسخاء لإخوانهم هو عمل صالح {ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله } وفي ذلك اقتداء بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كان يحض أصحابه على الإنفاق في سبيل الله تعالى وتجهيز الجيوش، كما حصل في غزوة تبوك في جيش العسرة المشهورة قصته في الصحيحين وغيرها، وفي كتب السيرة.

إن إيصال المعونات المالية والمادية من سلاح وغيره إليهم داخل إن شاء الله تعالى في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا } متفق عليه، ولذا فإن كفالة من يوجد من أسر المجاهدين ورعايتهم فيه هذا الفضل العظيم، بل وفي إيصال ذلك إليهم إنقاذ لأنفس مسلمة، فليجتهد المسلمون في ذلك وليتسابقوا فيه، كما أن الاهتمام بإخواننا الفلسطينيين من سكان المخيمات في دول الجوار مهم للغاية فيجب على الدعاة إلى الله إعطاء ذلك حقه.
تقديم الأهم في الإنفاق في سبيل الله
اضف للسلة العلمية

ينبغي في الإنفاق في سبيل الله أن يقدم الأهم بحسب ما بينته السنة، ومن ذلك تقديم نفقة الجهاد في سبيل الله في هذا الموطن الواجب على نفقة حج التطوع وغيره من التطوعات كبناء المساجد وحفر الآبار لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد سئل: {أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله؛ قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم أي؟ قال: حج مبرور }. متفق عليه.
2 - النصر مع الصبر
اضف للسلة العلمية

أبشِّر إخواني المسلمين في أرض فلسطين وغيرها بأن مع العسر يسراً وأن النصر مع الصبر، وأن موقف العدو الصهيوني اليوم هو أكثر ما يكون حرجاً وشدةً، فقد انحصرت الخيارات أمامه في خيار واحد، هو الاستمرار في العنف والإبادة إن تراجع عنه فهو إقرار بالهزيمة وبداية للانقسام، وإن استمر فيه فسيقع في الهاوية -بإذن الله- ومن هنا لا يجوز إنقاذ موقفه بإيقاف الانتفاضة مهما كانت التضحيات.

وإن التطور النوعي في أساليب الجهاد -مثل اقتحام المستوطنات ومباغتة القواعد العسكرية وصناعة الأسلحة وتطويرها- وكذلك الدقة والإحكام وعمق الاختراق في العمليات الاستشهادية ليؤكد ذلك.
حقيقة المجتمع الصهيوني
اضف للسلة العلمية

لا ينبغي أن تحول متابعة الأحداث اليومية بيننا وبين الاطلاع على حقيقة المجتمع الصهيوني من الداخل. إنه مجتمع يخيّم عليه الرعب، وتسيطر عليه الشحناء، وعند كل عملية استشهادية يزداد فقد الثقة بالمستقبل لديه، ويتدهور اقتصاده باستمرار، وقد وصل الحال إلى احتجاج طائفة من الجيش على السفاح شارون وحكومته، وهو ما يعد سابقة خطيرة، كما أنه يفقد التعاطف الخارجي عند كل عملية اجتياح، ويستطيع أي مراقب أن يقول: إنه يعيش عزلة عالمية لم يشهدها من قبل باستثناء الصهاينة في حكومة أمريكا الطاغية الظالمة، ومن هنا وجبت الثقة في نصر الله، وحرمت محاولة إخراجه من عزلته وإنقاذه من مأزقه.
نتائج اللاهثين وراء سراب السلام
اضف للسلة العلمية

كشفت الأحداث الأخيرة أن الذين يلهثون وراء سراب السلام مع هذا العدو منذ معسكر داود لم يجنوا سوى الخيبة والخسارة، فها نحن أولاءِ نرى ماذا جنى جنود الأجهزة الأمنية للسلطة الذين طالما لاحقوا المجاهدين، وترصدوا لهم ودلّوا عليهم جنود يهود بل قَتلوا أو سلَّموا بعضهم للعدو، فهل يعتبرون ويتوبون وهل يتعظ بهم الآخرون؟!

وهنا نسجل تقديرنا وشكرنا لكتائب الأقصى وللشرفاء من منظمة التحرير الذين انحازوا إلى خيار المقاومة، وشاركوا الإسلاميين شرف القتال، ونرجو أن يكون ذلك مقدمة لتوحّد الشعب الفلسطيني بكل فصائله تحت راية الإسلام والجهاد وإقامة الحكم الإسلامي على أرضه المباركة.
3 - الجهاد هو الحل
اضف للسلة العلمية

إن التطبيع مع عدو طبيعته الغدر والخيانة والتملّص والمماطلة -كما يشهد بذلك كتاب الله والسلوك التاريخي الثابت لليهود- هو قبض للريح وجمع بين المتناقضات، وفوق كونه خطراً عظيماً على العقيدة والمقدسات والقيم والأخلاق والاقتصاد والثقافة، ولشدة وضوح ذلك ومنافاته للبدهيات والضروريات رفضته الشعوب التي ابتليت به منذ موافقة حكوماتها عليه وهي الآن أشد له رفضاً، فما جدوى أن تبتدئ الشعوب الأخرى من حيث بدأت، ومن هنا لم يبق للأمة من مخرج -واقعاً- إلا ما هو المخرج شرعاً وهو الجهاد ودعم صمود شعبنا المسلم واستمرار انتفاضته، وإذا كان هنالك مجتمعات تُعَـبِّر عن شعورها بالتظاهر الصاخب فإن مجتمعات أخرى يجب أن تُعَـبِّر عنه بالبذل السخي والإنفاق المستمر.
جواز الهدنة مع العدو لتحقيق المصلحة الشرعية
اضف للسلة العلمية

إن ما قررناه آنفاً لا يعني إغلاق أبواب السياسة الشرعية والدبلوماسية الحكيمة لتحقيق مصلحة الأمة ومساندة الجهاد، أو التهيئة لـه والتربص بالعدو..، ومن هنا أجازت الشريعة المطهرة مهادنة العدو ومناورته على سبيل السياسة الشرعية ولتحقيق المصلحة الشرعية، ومنها إظهار تعنّته وإحراج موقفه وكشف حقيقته، لكن دون أن يترتب على ذلك موالاته وترك عداوته، أو الإقرار لـه بشيء من الحقوق الثابتة التي لا يملك المسلمون - ولو أجمعوا - التنازل عنها، لأن الله هو الذي أنـزلها وفرضها كما أنـزل وفرض معاداة الكافرين ومجاهدة المعتدين، ومن ذلك كون أرض فلسطين كلها وقفاً إسلامياً لا يملك غير المسلمين شيئاً منه إلا بعقد ذمة، وكون أملاك اللاجئين حقاً شرعياً متوارثاً لأبنائهم إلى يوم القيامة لا يجوز لغيرهم -كائناً من كان- أن يتصرف فيه بشيء، ولا يحق له أن يتنازل عنه.
الخاتمة
اضف للسلة العلمية

ختاماً: بكل عزم في الطلب ورجاء في الاستجابة نهيب بإخواننا المسلمين أن يسارعوا لنجدة شعبنا الصابر في الأرض المقدسة ، ونذكّر من جاهدوا بأموالهم عند بداية الانتفاضة المباركة أن الحاجة الآن أشد والحال أشق، ونذكّر من لم يفعل ذلك أن يستدرك ويسابق في هذه التجارة الرابحة، وسوف يعوضكم الله بإذنه عما تنفقون راحة في الضمير وبركة في الرزق ونوراً في القلب، وما عند الله خير وأبقى وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً [المزمل:20] وإن مما يعين المسلم على الالتـزام ويضاعف لـه الأجر -بإذن الله- أن يخصص نسبة ثابتة من الراتب -أو غيره- يقدمها شهرياً ويحث أقرباءه وأصدقاءه على ذلك.

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم الذي لـه الخلق والأمر وبيده الملك وإليه يرجع الأمر كله أن ينصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان، وأن يقر أعيننا بعزة دينه وعلو كلمته وخذلان أعدائه من أهل الكتاب والمنافقين والمفسدين في الأرض إنه على كل شيء قدير.

كتبه: سفر بن عبد الرحمن الحوالي

27‏/05‏/2011

الدرر النفيسة من نفائس العلامة ابن عثيمين.


55 فائدة من العلامة ابن عثيمين رحمه الله

55 فائدة من العلامة ابن عثيمين رحمه الله
( تعليق التمائم) ولو من القرآن والأحاديث النبوية..محرم
(التسمية في الحمام) تكون بالقلب ولا ينطق بها اللسان
النساء إن أقمن الصلاة فلا بأس
(يجوز) للمرأة الحائض أن تجلس في المسعى
(لا يجوز) التعامل بالشيكات لبيع الذهب والفضة
(يجوز) الدخول للحمام بأوراق مذكور فيها اسم الله مادامت في الجيب وليست ظاهرة
(جواز) البول قائماً بشرط أن يأمن التلويث وعدم انكشاف العورة
(جواز) صحة الصلاة ولو كان الحمام أمام القبلة إلا إذا كانت هناك رائحة كريهة فيتجنبه
(لا بأس) في الذهاب إلى مسجد آخر غير المسجد المجاور لحضور خطبة الجمعة إذا كان ذلك لمصلحة دينية
الصف بين السواري والأعمدة إذا كان فيه زحام (فلا بأس)
(لا بأس) بإظهار أعمال التطوع في البيت لأجل أن يقتدى به
الأفضل أن يدعو الإنسان لوالديه ولا يجعل لهما عملاً صالحاً كالحج والعمرة..بل الحج والعمرة يجعلها لنفسه والدعاء لوالديه(هذا في النافلة)..أما إذا كان أحد والدية لم يحج الفريضة وهو قد حج الفريضة يحج ويعتمر عنهما
ليس على المرأة أثم إذا ماتت ولم تحج بسبب عدم وجود المحرم
(جواز) إمامة الذي يتعتع مادام يقيم الحروف والكلمات والحركات
(تحريم) استخدام الأجهزة لغير مصلحة الدوائر الحكومية الموجودة فيها..فلا يجوز استخدامها في الأشياء الخاصة..وفي فتوى أخرى قال الشيخ:


الذي لا يتأثر ولا ينقص كالمسطرة (يجوز) استعماله في شيء شخصي والذي ينقص
(لا يجوز) استخدامه في شيء شخصي .
إذا أزيلت النجاسة بأي شيء سواء كان ماء أو بنزين أو مزيل فإنه يكون مطهر.
(جواز) المسح على كل ما لبس على القدم وهو القول الصحيح
القول الراجح أنه( يجوز) المسح على الجورب المخروق والخفيف
(لا يجوز) إحضار الأولاد إلى المسجد إذا كانوا يشوشون على المصلين
السنة أن يسبح باليد اليمنى
اتخاذ النعل سترة (لا بأس) إلا إذا كان فيها شيء ظاهر من النجاسة
التأمين التجاري الذي الغرض منه المرابحة ميسر( محرم)
من زوج أولادة الكبار( فلا يجوز) له أن يوصي لأولادة الصغار بمثل ما زوج الكبار به
استقدام الخادمة بدون محرم (معصية)
(لا يجوز) للإنسان أن يشاهد صور النساء الأجنبيات في المجلات أو الدش أو غير ذلك
(لا يجوز) الاختلاط بين الرجال والنساء في عمل حكومي أو قطاع خاص أو مدارس أهلية
إذا جاءتك امرأتك بولد لا يكون شبهه موجباً للشبهة( فلا تلتفت) إلى ذلك
المقدم بالقبول مارتضته الفتاة(من الخطاب) فإذا اختارت من ليس كفؤاً فلا يؤخذ برأيها
(يجوز) للإنسان أن يتزوج من امرأة أخذ لها من دمه
المراد بقوله(القواعد) العجائز الكبيرات وليس القاعدة عن العمل
(الأفضل) أن لا يشترط على الزوج إكمال دراسة الزوجة
عدم تصريح الخاطب بما كان خفياً من المرض غش، وعلى من فعل ذلك طلب السماح من الزوجة
المغالاة في المهور مخالفة للشرع وشهر العسل أخبث وأبغض
العزل أثناء الجماع بدون سبب (لا بأس) به لكن لا يعزل عن (الحرة) إلا بأمرها
للرجل أن يهجر امرأته في الكلام في حدود ثلاثة أيام أما في المضجع فيهجرها

حتى تتوب
(لا يجوز) للرجل أن يغيب عن زوجته أكثر من نصف سنه إلا بعذر، أو إذا سمحت بذلك
المبتلى بالوسواس(لا يقع) طلاقه ولو تلفظه
الحلف على المصحف صيغة (لا أعلم لها أصلاً) في السنة فليست مشروعه
(طهور إن شاء الله)يظهر أنه ليس من باب الدعاء وإنما من باب الخبر والرجاء والتفاؤل لهذا المريض
المرتد إذا كان مؤذياً(للمسلمين)يدعى علية،وإذا لم يكن كذلك فالأحسن أن يدعى له بالهداية
قسوة الولد على أبيه لأجل تخليص أمه من أبية (لا بأس بها)
(لا يجوز) قول المرحوم للميت بقصد الخبر أما بقصد الدعاء( فلا بأس)
من أنكر كفر اليهود والنصارى أو شك في كفرهم فقد كذب الله وتكذيب الله (كفر)


من زعم أن في الأرض ديناً يقبله الله سوى دين الإسلام فإنه( كفر)
الإنسان مأجور على قراءة القرآن سواء فهم معناه أم لم يفهم ،ولكن ينبغي الحرص على فهم معناه
ترجمة ألفاظ القرآن (لا تمكن) وإنما( تجوز) ترجمة معانية للحاجة
الأشرطة التي تتضمن شيء من الأحاديث أو الآيات إذا رماها الإنسان أو دخل بها مكان قضاء الحاجة بشرط أن لا يقصد بها إهانتها فإنه( ليس في ذلك بأس)
(يجب) على الشباب ستر أفخاذهم ( فلا يجوز) مشاهدة اللاعبين الكاشفين أفخاذهم
(لا حرج) من قطع الغريزة الجنسية عند القطط إذا كانت كثيرة ومؤذية
(لا أرى مانعاً) أن يقول الإنسان مبروك
وضع لفظ اسم الجلالة وبجانبه اسم النبي صلى الله علية وسلم (لا يجوز)
تعليق لوحه وعليها اسم النبي صلى الله علية وسلم (غير جائز)
تأجير المحلات لمن يستعملها في الحرام(حرام)
إذا دخل الإنسان والمؤذن لازال يؤذن( الأفضل) أن يجيب المؤذن ثم يدعو بعد ذلك بما ورد ثم يدخل في تحية المسجد
إذا قرأ المأموم آية فيها سجدة لا يسجد لأن متابعة الإمام واجبة وسجود التلاوة سنه
أسباب توقف العالم عن الفتوى يكون لتعارض الأدلة عنده وقد يكون لظن أن هذا المستفتي متلاعب

نشرا للسنة وقمعا للبدعة


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع
انتشر في الآونة الأخيرة كتب ونشرات تحتوي على أحاديث ضعيفة وموضوعة لفضائل بعض سور القرآن الكريم .. لذا كان من الواجب تنبيه المسلمين على ما في هذه ا لمطبوعات من أباطيل .. وإرشادهم لبعض الأحاديث الصحيحة التي حققها شيخنا العلامة / محمد ناصر الدين الألباني

وذلك نشرا للسنة وقمعا للبدعة
والله من وراء القصد ..

سورة الفاتحة
من الأحاديث الصحيحة التي وردت فضل سورة الفاتحة :
1) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة {البقرة} ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) ..
[ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب / 1456 ] ..
2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته ) ..
[ متفق عليه ] ..
3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين} ، قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم} ، قال : اثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين} ، قال مجدني عبدي.وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل ) ..
[ رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1455 ] ..
4) عن أبي سعيد الخدري قال : ‏عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏قال :‏
‏( كنا ‏ في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن ‏ ‏نفرنا غيب ‏ ‏فهل منكم ‏ ‏راق ‏ ‏فقام معها ‏ ‏رجل ‏ ‏‏ما كنا ‏نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت ‏ تحسن رقية أو كنت ‏ ترقي قال لا ‏ ‏ ما ‏ رقيت إلا ‏ ‏بأم الكتاب ‏ ‏قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما قدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏ذكرناه للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ وما كان يدريه أنها ‏ ‏رقية ‏ ‏اقسموا واضربوا لي بسهم ) ..

[ رواه البخاري ] ..




بعض الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل سورة الفاتحة :




1) ( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات ) ..

[ (( ضعيف جدا )) / سلسلة الأحاديث الضعيفة 3996 ] ..

2) ( فاتحة الكتاب شفاء من السم ) ..

[ سلسلة الأحاديث الضعيفة 3997 ] ..

3) ( إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت { فاتحة الكتاب } و { قل هو الله أحد } ؛ فقد أمنت من كل شيء إلا الموت ) ..

[ (( ضعيف )) / ضعيف الترغيب و الترهيب 347 ] ..

4) ( فاتحة الكتاب و آية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس و جن ) ..

[ (( ضعيف )) / ضعيف الجامع الصغير 3952 ] ..

5) ( فاتحة الكتاب شفاء من كل داء ) ..

[ (( ضعيف )) / ضعيف الجامع الصغير 3951 ] ..

6) ( فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن ) ..

(( ضعيف )) ضعيف الجامع الصغير 3949
هام جداً :

لم أضع الأحاديث الضعيفة لكي يؤخذ بها .. وإنما وضعتها لكي يعلم الناس أنها ضعيفة !!!
سورة البقرة
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏ :

( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة ‏ ‏البقرة ‏ ) [ رواه مسلم ] ..




‏عن ‏ ‏أبي مسعود ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال :‏ ‏قال النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم : (‏ من قرأ بالآيتين من ‏ آخر سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏في ليلة كفتاه ) [ رواه البخاري ] ..




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) [ رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير / 6464 ] ..

عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير / 1799 ] ..




بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في فضل سورة البقرة
1) ( آيتان هما قرآن ، و هما يشفعان ، و هما مما يحبهما الله ، الآيتان في آخر سورة البقرة ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 154 ] ..
2) ( من قرأ سورة البقرة؛ توج بتاج في الجنة ) (( موضوع )) [سلسلة الأحاديث الضعيفة / 4633 ] ..
3) ( إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن ، سورة البقرة ، من قرأها في بيته ليلا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ، و من قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام )
آل عمران




الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل آل عمران ..




‏أبو أمامة الباهلي ‏ ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول : (‏ ‏اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين ‏ ‏البقرة ‏ ‏وسورة ‏ ‏آل ‏ ‏عمران ‏ ‏فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما ‏ ‏فرقان ‏ ‏من ‏ ‏طير صواف ‏ ‏تحاجان ‏ ‏عن أصحابهما اقرءوا سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها ‏ ‏البطلة ) [ رواه مسلم ] .. أحاديث الضعيفة / 1349 ]




الأحاديث الضعيفة التي وردت في آل عمران..




1) ( من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه و ملائكته حتى تجب الشمس ) (( موضوع ))

[ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 415 ] ..




2) ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ) إلى آخره ) ..

[ سلسلة الأحاديث الضعيفة /2772 ] ..




3) ( الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل، وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31] ) ..

[ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 3755 ] ..




4) ( من قرأ آخر (آل عمران في ليلة؛ كتب له قيام ليلة ) ..

[ ضعيف مشكاة المصابيح / 2112 ] ..




5) ( من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة؛ صلت عليه الملائكة إلى الليل ) ..

[ ضعيف مشكاة المصابيح / 2113 ] ..




6) ( ما من رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها : {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون} [آل عمران:83] ؛ إلا وقفت لإذن الله تعالى ) ..

[ ضعيف الكلم الطيب / 177 ] ..




7) ( ما خيب الله تعالى عبدا قام في جوف الليل ، فافتتح سورة ( البقرة ) و ( آل عمران ) ، و نعم كنز المرء ( البقرة ) و ( آل عمران ) ) ..

[ ضعيف الجامع الصغير / 5063 ] ..




هود




الأحاديث الصحيحة التي وردت في سورة هود




قال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله قد شبت قال : ( شيبتني " هود " و " الواقعة " و " المرسلات " و " عم يتساءلون " ، و " إذا الشمس كورت " ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع / 3723 ] ..

وقال عليه الصلاة والسلام : ( شيبتني هود و أخواتها قبل المشيب ) [ صحيح الجامع الصغير/ 3721 ] ..

وقال صلى الله عليه وسلم : ( شيبتني هود و أخواتها من المفصل ) [ صحيح الجامع الصغير/3722 ] ..

وقال عليه الصلاة والسلام : ( قد شيبتي هود وأخواتها ) [ صحيح الشمائل المحمدية / 35 ] ..




الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة هود




1) ( شيبتني ( هود ) و أخواتها ، و ما فعل بالأمم قبلي ) [ ضعيف الجامع الصغير / 3421 ] ..




2) ( اقرؤوا سورة (هود يوم الجمعة ) [ ضعيف الجامع الصغير / 1070 ] ..




3) ( شيبتني ( هود ) و أخواتها ، ( الواقعة ) و ( الحاقة ) و ( إذا الشمس كورت ) ) [ ضعيف الجامع الصغير/ 3419 ] ..




4) ( شيبتني سورة (هود و أخواتها (الواقعة و (القارعة و (الحاقة و (إذا الشمس كورت و (سأل سائل ) [ ضعيف الجامع الصغير / 3418 ] ..




5) ( شيبتني ( هود ) و أخواتها : ذكر يوم القيامة ، و قصص الأمم ) [ ضعيف الجامع الصغير / 3420 ] ..




الأحاديث الصحيحة التي وردت في بعض السور




سورة الإسراء




قالت عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " الزمر " و " بني إسرائيل " ( أي سورة الإسراء ) ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 641 ] ..




عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات ويقول فيها آية خير من ألف آية ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2712 ] ..




* المسبحات : هي السور التي تفتتح بقوله تعالى " سبح " أو " يسبح " .. وهن سور الإسراء ، الحديد ، الحشر ، الصف ، الجمعة ، التغابن ، والأعلى .




سورة الكهف




عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال وفي رواية من آخر سورة الكهف ) [ رواه مسلم ] ..




وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من " فتنة " الدَّجال ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 582 ] ..




وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة الكهف ) [ كما أنزلت ] كانت له نورا يوم القيامة ، من مقامه إلى مكة ، و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره ، و من توضأ فقال : سبحانك اللهم و بحمدك [ أشهد أن ] لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، كتب في رق ، ثم جعل في طابع ، فلم يكسر إلى يوم القيامة ) [ صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2651 ] ..




وقال عليه الصلاة والسلام : ( من قرأ سورة ( الكهف ) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] ..




وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة ( الكهف ) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ) [ صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 736 ] ..




الأحاديث الضعيفة التي وردت في سورة الكهف




- ( ألا أخبركم بسورة ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض ؟ و لقارئها من الأجر مثل ذلك، و من قرأها غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام ؟ قالوا : بلى قال : سورة الكهف [ ضعيف جداَ / ضعيف الجامع الصغير / 2160 ] ..

- ( سورة الكهف تدعى في التوراة : الحائلة ؛ تحول بين قارئها وبين النار ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 3259 ] ..

- ( من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف؛ عصم من فتنة الدجال ) [ ضعيف مشكاة المصابيح / 2088 ] ..




الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل بعض السور




سورة الفتح




( عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَرْجِعَهُ مِنْ ‏ ‏الْحُدَيْبِيَةِ ‏ ‏وَأَصْحَابُهُ يُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسَاكِنِهِمْ وَنَحَرُوا ‏ ‏الْهَدْيَ ‏ ‏بِالْحُدَيْبِيَةِ ‏ ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ‏ ‏إِلَى قَوْلِهِ ( ‏ ‏صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ‏ )‏قَالَ : لَقَدْ ‏ ‏أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا ) [ رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع / 5121 ]




سورة تبارك




‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال : (‏ ‏إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة ‏‏ تبارك الذي بيده الملك ‏ ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2315 ]

عن جابر قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ " آلم " تنزيل السجدة ، و " تبارك الذي بيده الملك " ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2316 ] ..




سورة الكافرون




عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال :

( اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ) قال شعبة أحيانا يقول مرة وأحياناً لا يقولها .. [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2709 ] ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ) [ حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 586 ]




الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور




سورة يس




- ( إن الله تبارك وتعالى قرأ ( طه ) و ( يّس ) قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا : طوبى لأمة ينزل هذا عليهم ، وطوبى لألسن تتكلم بهذا ، وطوبى لأجوف تحمل هذا ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1248 ] ..

- ( من دخل المقابر فقرأ سورة ( يّس ) خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات ) [ (( موضوع )) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1246 ] ..




- ( إن لكل شيء قلبا ، وقلب القرآن (يس ، ومن قرأ (يس ؛ كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات ) [ (( موضوع )) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 885 ] ..




- ( من قرأ ( يس ) ابتغاء وجه الله ، غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، فاقرؤوها عند موتاكم ) (( ضعيف )) [ ضعيف الجامع الصغير/ 5785 ] .




- ( من قرأ {يس} في صدر النهار؛ قضيت حوائجه ) [ (( ضعيف )) / ضعيف مشكاة المصابيح / 2118 ] ..




تبيه .. تبيه .. تبيه .. تبيه




جميع الروايات الواردة بفضل سورة ( يس ) ضعيفة أو موضوعة كما حققها شيخنا الألباني ( رحمه الله تعالى ) في كتبه ..




سورة الدخان




- ( من قرأ سورة الدخان في ليلة الجمعة؛ غفر له ) [ (( ضعيف جدا )) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 4632 ] ..




- ( من قرأ سورة { الدخان } في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك ) [ (( موضوع )) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 978 ] ..




- ( من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك ) [ ضعيف الترغيب و الترهيب / 448 ] ..




- ( من قرأ { حم الدخان } في ليله الجمعة أو يوم الجمعة ؛ بنى الله له بها بيتا في الجنة ) [ (( ضعيف جدا )) / ضعيف الترغيب و الترهيب/ 449 ] ..




- ( من قرأ سورة يس في ليلة أصبح مغفورا له . ومن قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له ) [ ضعيف الترغيب و الترهيب / 978 ] . .







سورة غافر




- ( من قرأ { الدخان } كلها ، وأول { حم غافر } إلى {وإليه المصير } ، و { آية الكرسي } حين يمسي ؛ حفظ بها حتى يصبح ، ومن قرأها حين يصبح ، حفظ بها حتى يمسي ) [ (( ضعيف )) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 390 ] ..




الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور




سورة الحشر




- ( من قال حين يصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم ، من الشيطان الرجيم ، و قرأ ثلاث آيات من آخر سورة ( الحشر ) ، وكل الله به سبعين ألف ملك ، يصلون عليه حين يمسي ، و إن مات في ذلك اليوم ، مات شهيدا ، و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة ) [ (( ضعيف )) / ضعيف الجامع الصغير / 5732 ] ..




- ( من قرأ خواتيم ( الحشر ) من ليل أو نهار ، فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة ) [ (( ضعيف )) / ضعيف الجامع الصغير / 5770 ] ..




- ( اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر . ) [ ضعيف الجامع الصغير / 853




- ( إذا أخذت مضجعك فاقرأ سورة الحشر ، إن مت مت شهيدا ) [ ضعيف الجامع الصغير / 307 ] ..




سورة الرحمن




- ( لكل شىء عروس ، و عروس القرآن الرحمن ) [ (( ضعيف )) / ضعيف الجامع الصغير / 4729 ] ..




سورة الواقعة




- ( علموا نساءكم سورة {الواقعة}، فإنها سورة الغنى ) [ ضعيف الجامع الصغير / 3730

.




- ( من قرأ سورة (الواقعة و تعلمها، لم يكتب من الغافلين ، و لم يفتقر هو و أهل بيته ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 291 ] ..




- ( من قرأ سورة ( الواقعة ) في كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبدا ) [ (( ضعيف )) / ضعيف الجامع الصغير/ 5773 ] ..




سورة الزلزلة




- ( (إذا زلزلت تعدل نصف القرآن ) [ (( ضعيف )) / ضعيف الترغيب و الترهيب / 889 ] ..




الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضل بعض السور




سورة الشرح و سورة الفيل




- ( من قرأ في الفجر ب ( ألم نشرح ) و ( ألم تر كيف ) لم يرمد ) [ ((( لا أصل له ))) / سلسلة الأحاديث الضعيفة / 67 ] ..




سورة القدر




- ( قراءة ( سورة إنا أنزلناه ) عقب الوضوء ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 68 ] ..




- ( من قرأ في إثر وضوئه :{ إنا أنزلناه في ليلة القدر } مرة واحدة كان من الصديقين ، و من قرأها مرتين كتب في ديوان الشهداء ، و من قرأها ثلاثا حشره الله محشر الأنبياء ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1449 ] ..




الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضائل بعض السور




سورة الإخلاص والمعوذتين




- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ . قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال : ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن ) [ رواه مسلم ] [ وصحح الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1480 ] .




‏- عن ‏ ‏أنس ‏ ‏أن رجلا قال : يا رسول الله إني أحب هذه السورة (‏ ‏قل هو الله أحد ) ‏ ‏فقال : ( إن حبك إياها يدخلك الجنة ‏ ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2323 ..




- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة ) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589 ] ..




- عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال : خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا ، قال : فأدركته فقال : قل فلم أقل شيئا ثم قال : قل فلم أقل شيئا قال : قل فقلت ما أقول ، قال : ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2829

..




- ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏‏أقبلت مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمع رجلا يقرأ ‏( ‏قل هو الله أحد الله الصمد ) ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏: ( وجبت ) قلت وما وجبت ؟ قال الجنة ) [ رواه الترمذي وصحح الألباني / 2320 ] ..




- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عقبة ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن ، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها ، قل { هوالله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة / 2861 ] ..




الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضائل بعض السور




سورة الإخلاص والمعوذتين




- ( من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذى يموت فيه ، لم يفتن في قبره ،وأمن من ضغطة القبر ، و حملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة ) (( موضوع )) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 301 ] ..




- ( من قرأ ( قل هو الله أحد ) عشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنه ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1351 ] ..




- ( من قرأ {قل هو الله أحد} مائتي مرة ، غفرت له ذنوب مائتي سنة ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 295 ] ..




- ( من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا و خمسمائة حسنة ، إلا أن يكون عليه دين ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 300 ] ..




- ( من مر بالمقابر فقرأ ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرة ، ثم وهب أجره للأموات، أعطي من الأجر بعدد الأموات ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 1290 ] ..




- ( من صلى الصبح ثم قرأ ( قل هو الله أحد ) مائة مرة قبل أن يتكلم ، فكلما قرأ ( قل هو الله أحد ) غفر له ذنب سنة [ سلسلة الأحاديث الضعيفة / 405 ] ..




- ( من مر على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرة : {قل هو الله أحد} ثم وهب أجره للأموات ؛ أعطي من الأجر بعدد الأموات ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة /3277 ] ..




- ( من قرأ بعد صلاة الجمعة { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } سبع مرات؛أجاره الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى ) [ سلسلة الأحاديث الضعيفة /4129 ]

انتهى البحث .. وكان عبارة عن تبيان فضائل سور القرآن بدءاً من سورة البقرة وحتى سورة الناس ..