مدونة المعارف

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراجم الاعلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراجم الاعلام. إظهار كافة الرسائل

27‏/05‏/2011

سيرة عالم من الهند -(العلامة صديق حسن خان)رحمه الله


مولده

ولد الشيخ صديق حسن خان -رحمه الله- في بلدة (بريلي)بالهند يوم الأحد التاسع عشر من شهر جمادى الأول لعام 1248هجري.

نسبه

هو الإمام العلامة الأصولي المحدث المفسر السيد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني القنوجي . ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين السبط الأصغر بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما).

كنيته

يكنى بأبي الطيب مثل كنية الشاعر المتنبي وشتان بينهما.

نشأته

نشأالشيخ صديق في بلدة قنوج يتيما حيث فقد والده وعمره ست سنوات وكان الفقر محيطا بأسرته ، وقد تولت أمه رعايته فرعته رعاية صالحة ومما يشير إلى ذلك أنها كانت توقظه لصلاة الفجر وكان الشيخ يذكر هذا لأمه في كتاباته حيث قال : (لما بلغت السابعة من عمري وكان المسجد قريبا من البيت وأنا في نوم هادئ ، فكانت أمي -رحمها الله- توقظني وتوضئني وتبعثني إلى المسجد ولم تسمح أبدا أن أصلي في البيت وعندماتجدني مستغرقا في النوم ترش الماء على وجهي).

علمه وتحصيله

سافر الشيخ صديق إلى دهلي ليتم تعليمه فيها واجتهد في اتقان علوم القرآن والسنة وتدوين علومهما وكانت له رغبة في إقتناء الكتب وفهم زائد في قراءتها وتحصيل فوائدها وخاصة كتب التفسير والحديث والأصول . ثم سافر إلى (بهوبال) طلبا للمعيشة والعلم ، ففاز بثروة وافرة وذلك بعد تزوجه بملكة بهوبال حيث صار أميرا نائبا للملكة ولقب ب(نواب عالي الجاه أمير الملك بهادر). وكان الأمير صديق خان -رحمه الله- يرى أن هذا المنصب الهام في الإمارة بأنه من الإبتلاء الذي يجب أن يبلي فيه حسنا إذ يقول : (وابتليت بتدبير مصالح العباد في مدينة بهوبال). ومن أشهر مؤلفات الشيخ كتاب (الدين الخالص) وكتاب (الحطة في ذكر الصحاح السته)وكتاب (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة)وغيرها كثير .

شيوخه

كثيرون منهم الشيخ محمد يعقوب أخو الشيخ محمد إسحاق حفيد الشيخ المحدث عبدالعزيز الدهلوي ، ومنهم الشيخ عبدالحق الهندي تلميذ الإمام الشوكاني ومنهم مفتي القارة الهندية الشيخ محمد صدر الدين خان بهادر وغيرهم كثير رحمهم الله .

محنته

قام الشيخ صديق بإستغلال منصبه بالإمارة لنشر العلوم الدينية في ضوء الكتاب والسنة وقام بسد باب البدع والخرافات ولكن هذا الأمر لم يرق لحساده فأقدموا على إطعام زوجته الملكة أدوية العقم كي لا تلد من أبي الطيب من يتقلد الحكم يوما على طريقته وقاموا بتوجيه التهم ضده رحمه الله وأهم تلك التهم .
حثه المسلمين على الجهاد في بعض مؤلفاته.
إلزامه الملكة الحجاب الشرعي ليستبد بأمور الدولة . وبأنه يشدد في النظام.
وكانت نتيجة تلك المؤامرات والمساعي أن عزل الأمير من كل ألقاب التشريف التي منحت له من قبل الحكومة البريطانية التي سيطرت على الهند بعد إسقاطها الإمبراطورية المغولية الإسلامية عام 1857م ثم منع الشيخ من مزاولة أي عمل حكومي.

وفاته

في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخر سنة 1307هجري إنسابت عى لسان الشيخ كلمة (أحب لقاء الله) ثم فاضت روحه بعد ذلك رحمه الله . وردت الحكومة الإنجليزية لقبه بعد أن فارق الدنيا وشيعت جنازته في جموع حاشدة وصلي عليه مرارا وأصدرت الحكومة البريطانية أمرا بأن يشيع ويدفن بتشريف لائق وكان الشيخ قد أوصى قبل وفاته بأن يدفن على طريقة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) لا غير ونفذت وصيته رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
المصدر: كتاب (دعوة الأمير العالم صديق حسن خان واحتسابه)تأليف علي الأحمد.

22‏/12‏/2010

الامام الخاري


الامام البخاري رحمه الله

نسبه :
هو أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي البخاري

مولده يوم الجمعة بعد الصلاة , لثلاث عشرة من شوال سنة 194 هـ ببخارا -مدينة معرفوة في ازبكستان - فهو بخاري , فارسي الصل , أما تسميته بالجعفي فهي نسبة ولاء الاسلام لان جده الاعلى المغيرة أسلم على يد اليمان الجعفي فهو مولى له بولاء الاسلام ..

نشأته وطلبه للعلم :

ربي بالحلال الطيب , حيث قال أبوه اسماعيل المحدث عند وفاته : (لا أعلم في جميع مالي درهم من شبهة )
أول سماعه سنة 205 هـ بداية من اهل بلده , وقد ألهم حفظ الحديث منذ الصغر .
أول ترحاله سنة 210 هـ حج مع أخيه وأمه , فبقي في مكة في طلب الحديث ,ثم رحل الى أكثر محدثي الأمصار :في خراسان , والشام , ومصر , ومدن العراق .. وقدم بغداد مرارا ...

كتب عن ألف وثمانين نفسا , وقيل له :أتحفظ جميع ما ادخلته في المصنف؟ .فقال :(لايخفى علي جميع ما فيه ) وكان يقول :(أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح ) وعنه في رواية :وقل اسم في التاريخ إلا وله عندي قصة ) .

شخصيته :
نحيف الجسم , ليس بالطويل ولا بالقصير , طيب النفس , رقيق الشعور , قليل الأكل , مفرط الكرم ,كثير الاحسان إلى الطلبة , ممتلئ بالنشاط والاخلاص وحب العمل - مع شدة زهده وكثرة ورعه , كما تعود الرياضة فكان يجيد الرمي مصيبا فيه

وفاته :
ليلة السبت الموافقة ليلة عيد الفطر , ودفن يوم العيد بعد صلاة الظهر , عام 256 هـ بخرتنك - قرية من قرى سمرقند - وعنه قال الحافظ :( فقد رُبي في حجر العلم ,وارتضع ثدي الفضل , فكان فطامه على هذا اللِّباء ) ...

مشايخه :
مشايخ البخاري أناس كثيرون ولكنهم منحصرون في خمس طبقات :
الطبقة الاولى : من حدثه عن التابعين .
والطبقة الثانية :من كان في عصر هؤلاء لكن لم يسمع من ثقات التابعين بل .
الطبقة الثالثة :هي الوسطى من مشايخه وهم من لم يلق التابعين , بل أخذ عن مشايخه وهم من لم يلق التابعين .
الطبقة الرابعة : رفقاؤه في الطلب ومن سمع قبله قليلا , وانما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه أو لم يجد عند غيرهم .
الطبقة الخامسة : قوم في عداد طلبته في السن والاسناد سمع منهم وروى عنهم اشياء يسيرة .. ولقد اشتهر من قول البخاري :( لايكون المحدث كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه ) ...
أما عددهم فيؤخذ من قوله : ( كتب عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث ) ... وقال أيضا : ( لم أكتب إلا عمن قال : الايمان قول وعمل ) ..

سبب تأليف صحيح البخاري :
أولا : أنه وجد الكتب المؤلفة جامعة للصحيح والحسن والضعيف ... فعقد النية على جمع الصحيح الثابت ..
ثانيا : اقديره لقول اسحاق بن ابراهيم الحنظلي .. المعروف بابن راهويه .. : ( لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله ) فوقع ذلك في قلبه ..
ثالثا : م رأى في المنام -كما روي عنه - أنه قال : ( رايت النبي صلى الله عليه وسلم وكاني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه ) ... فظهر عن تعبيره أنه يذب عنه صلى الله عليه وسلم الكذب .. فهذا أيضا مما حمله على اخراجه ...

وصحيح البخاري هو صاحب مزية فائقة .. إذ أنه أجل كتب الاسلام بعد كتاب الله اطلاقا واعظمها شأنا ...


والحمد لله رب العالمين


_________________
إذا جار الأمير وحاجبــــاه وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويــــــل لقاضي الأرض من قاضي السماء