مدونة المعارف

28‏/10‏/2011

فضل ايام ذي الحجة

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر-. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء».

- أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل، ويدل على فضله عدة أحاديث، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

- صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها، وبالأخص يوم عرفة؛ لما رواه مسلم عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده».

- التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب، حتى يترتب علـى الأعمال المغفـرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، ففي حديـث عن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتي المرء ماحرم الله عليه» متفق عليه.

- الإكثار من الأعمال الصالحة، كالصلاة والصدقة والجهاد، وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام.

- تشرع الأضحية في يوم النحر وأيام التشريــق، وهي سنّة أبينا إبراهيم عليه السلام حين فدى الله ولده - إسماعيل - بذِبْحٍ عظيم، وقد ثبت «أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما» متفق عليه.

- روى مسلم وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكـم أن يضحّي فليمسك عــن شعره وأظفاره»، وفي راوية «فلا يأخذ من شعره ولا من أظفـاره حتى يضحّي»، وهذا النهي ظاهره أنه يخصّ صاحب الأضحية ولا يعمّ الزوجة ولا الأولاد، إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصّه.

- على المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تُصلى، وحضور الخطبة والاستفادة. وعليه معرفة الحكمة من شرعية العيد، وأنه يوم شكر وعمل بر، فلا يجعله يوم شر و بطر ولا يجعله موسم معصية.


الشيخ /عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (رحمه الله)

19‏/10‏/2011

الايام المباركات

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلامعلى اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ثم امابعد :
فمعاشر القراء نحن مقبلون بعدهذا الاسبوع على لايام الفاضلة وليالي كريمة  فنجد ونجتهد في وضع برامج متكاملة نستثمربها اوقاتنا
ففضل العشر الايام الاولى من ذالحجة لايخفى عليكم .......
فالنجد في الصيام وأعمال البر والاحسان الى الخلق والنبتعد عن المعاصي والذنوب
ولكم مني اطيب الشكر .

13‏/10‏/2011

يا أهل القرآن.. لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!

إلى أخي وأختي في الله..!!
إلى من ختم القرآن... وإلى من ختمت القرآن..!
إلى من حفظ نصف القرآن.. وإلى من حفظت نصف القرآن..!
إلى من حفظ ربع القرآن.. وإلى من حفظت ربع القرآن..!
إلى من حفظ آية من القرآن.. وإلى من حفظت آية من القرآن..!
أقول لكم ... لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
حتى تقيموا القرآن في قلوبكم..
حتى تقيموا القرآن في حياتكم..
حتى تقيموا القرآن في مجتمعاتكم..
حتى تقيموا القرآن في شتى أموركم..
حتى تكونوا مثل خير البرية.. " قرآناً يمشي على الأرض"..
كما حكت لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

أحبتي في الله/
إن أقرب الناس لكتاب الله.. وحفظ كتاب الله.. وتدبر كتاب الله.. والعلم بكتاب الله.. والعمل بكتاب الله.. والدعوة لكتاب الله.. هم حفَّاظ كتاب الله.. فهم أقرب الناس للخير كله,, فعن ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه". رواه البخاري.
فمتى ما صلُحَ حفَّاظ كتاب الله.. صلُحَ الناس وطابت شؤونهم وحياتهم..!!
كما قال ميمون بن مهران – رحمه الله تعالى- (لو صلُحَ أهل القرآن؛ لصلُحَ الناس).
فأدعو نفسي وإياكم -إخواني وأخواتي في الله- بالاعتصام بهذا الكتاب العظيم.. الكريم.. العزيز..– الذي " لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"-.

واعلموا –أحبتي في الله - أنَّ من أعظم الوسائل للعلم والعمل والاعتصام بكتاب الله – بعد إخلاص النية وصفاء المقصد- حفظ كتاب الله الكريم, فهو بابٌ للخير, ومفتاحٌ للعلم والخشية..!!
فالواجب علينا أيها الاخوة أن نصون هذا القرآن.. وأن نعظم هذا القرآن.. وليعلم أهل القرآن أنهم ليسوا على شيء حتى يقيموا القرآن.. كما قال تعالى: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ.." الآية.. وكما وجه الله تبارك وتعالى الخطاب لأهل الكتاب حيث قال: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ.." فالأولى بأهل الإسلام وأهل القرآن أن يكونوا أطوع لله تعالى من أهل الكتاب ومن غيرهم من أهل الضلالات..
وأن يكونوا بحق من أهل الخصوصية والأهلية والتي اختصهم الله جل وعلا بها.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".. ولن يكونوا كذلك حتى يقيموا القرآن..!

وأختم بقول الإمام الشاطبيُّ رحمه الله تعالى/
وإنَّ كتابَ الله ِأوثقُ شافع ٍ **** وأغنى غَنَاء ٍ واهبًا متفضلا
وخيرُ جـليسٍ لا يُمَلُ حديثه*** وتردادُه يـزدادُ فيه تجملا
وصلى الله على نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد.

منقول من صيد الفوائد

11‏/10‏/2011

سرعة الضوء أم سرعة الصوت ام سرعة التوبة

غالباً ما يعقد الناس في السرعة مقارنة بين الضوء والصوت، وكلاهما كما نعلم لا يستغرق أكثر من أجزاء بسيطة من الثانية!! ولا شك أنه قد يكون في ذلك إسعافٌ للناس، إما بالرؤية أو بسماع خبر عاجل، ليبقى السؤال : هل لا حظت يوماً هذه الومضة التي تنبض في نفسك على حين غرة في بعض الأحيان قائلة :
* ليتني ما فعلت!!
* أو ليتني كنت عبداً صالحاً!!
* أو ليتني ما ضيعت هذه الفرصة من الحسنات!!

فقد تعجب حين تعلم أن هذه الومضة -
سريعة الظهور والزوال - تعتبر بمثابة قطرة ماء الحياة لروحك وقلبك؛ لو أنك سارعت باستثمارها من خلال التفاعل السريع معها!!
فسرعة
ظهورها قد يساوي تماماً زمن مغفرة ذنبك!!
هل خطر ذلك ببالك من قبل
؟! بالطبع لا . . ولكنه ليس على الله بعزيز!!
فإنها حين تضرب
بحرارتها جدار هذا البالون المتضخم برصيد الغم والهم والحزن المكبوت في نفسك، والمتراكم على مدار السنين؛ جراء تلك المعصية التي فعلتها أو الكبيرة التي ارتكبتها، ولم تجد خلاصاً من كآبة توابعها بسبب تراكم المزيد والمزيد من الهم والحزن!!

ألا رب شهوة ساعة أورثت ذلاً طويلاً!!

فكأنها تريد لفت انتباهك أن باستطاعتها على صغر حجمها؛ تفجير هذا البالون الكبير، وجعله هباء منثوراً فقط - بلحظة صدق واحدة منك مع الله، لو استثمرت هذه الومضة في حيينها!!

أما إذا كنت تعتقد أن مغفرة ربك لذنوبك تحتاج شهوراً أو سنيناً أو حتى أيام
!! فقد أعظمت على الله الفرية!!
إذ كيف يكون
أكرم من سُئل، وأجود من أعطى، ولا يستطيع أن يجعل ذنوبك هباءً منثوراً في لحظة صدق واحدة؟!!!!!!!

فأوحى الله إلى أرض الرحمة أن اقتربي
وإلى أرض العذاب أن ابتعدي
فوجدوه قريباً من أرض الرحمة بشبر
!! فأخذته ملائكة الرحمة!!

إن سرعة تفاعلنا مع أي خاطرة للتوبة في نفوسنا، لهي أولى بشائر الغيث على قلوبنا الظمأى بسبب البعد عن الله، فليروِ كل منا ظمأ قلبه بالقرب من ربه ومولاه، وليجعل من هذه الومضة، شعلته على الطريق نحو النجاة بالتوبة، التي تبدأ وتنتهي بكلمة . .

(استغفر الله)!!

حيينها فقط . . تكون قد قلبت السحر على الساحر!! وأذهبت سنين الشيطان الطوال، وعمله الفاسد البطال سدى!! إذا أقرنت هذه الكلمة بندمٍ صادقٍ من صميم قلبك، وبعزيمةٍ تزول لها الجبال على عدم العودة، وبانعزالٍ فوريٍ عن هذه المعصية أو تلك!!

حيينها فقط
. . سوف تستشعر حلاة التوبة تمسح ببردها الحاني على قلبك، لتزف إليك أولى بشائر المغفرة!!
إن سرعة
ومضة التوبة يمنحها الله لعباده، لعلها تسبق سرعة ومضة ملك الموت حين يخطف روح العبد في لحظة!!

فاغتنم ومضة النجاة قبل فزعة الموت!!

فما يدريك لعل الله أن يكتب لك بها سعادة لا تشقى بعدها أبداً، فمن عرف نعمة هذه الومضة، واغتنم استثمارها بحق؛ سيكون الوحيد الذي يمكنه الإجابة على سؤالنا :

سرعة الضوء أم سرعة الصوت
أم سرعة
التوبة؟!!

أبو مهند القمري

09‏/10‏/2011

أيها الشيعي هل تعلم ؟

هل تعلم أن من أسماء أبناء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبا
بكر وعمر وعثمان وأن باقي الأئمة تسموا بأسماء الخلفاء الراشدين .
راجع كتاب ( إعلام الورى ) للطبرسي صفحة 203 . وكتاب ( كشف الغمة في معرفة
الأئمة ) للاربلي 2 / 90 ، 217 .

هل تعلم أن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال : ( أما بعد لقـد بايعني الـقوم الذين
بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ،
وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك
لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى
قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاة الله ما تولى ) .
راجع كتاب ( نهج البلاغة ) تحقيق محمد عبده صفحة 542 تحقيق محمد عبده .

هل تعلم أن الحسن بن علي رضي الله عنه قد طعنه شيعته بخنجر في فخذه وسموه بمذل المؤمنين.
راجع كتاب ( بحار الأنوار) للمجلسي 44 / 24 . وكتاب ( دلائل الإمامة )
للطبري الإمامي صفحة 64 .

هل تعلم أن قاتل الحسين رضي الله عنه هو شمر بن ذي الجوشن كان من شيعة علي رضي الله عنه .
راجع كتاب ( سفينة البحار) لعباس القمي 4 / 492 .

هل تعلم أن الحسين بن علي رضي الله عنهما بعد أن خذله شيعة الكوفة وكذبوا
عليه رفع يده ودعا عليهم قائلا :( اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا ,
واجعلهم طرائق قددا , ولا ترضي الولاة عنهم أبدا , فإنهم دعونا لينصرونا ثم
عدو علينا فقتلونا ) .
راجع كتاب ( الإرشاد للشيخ ) المفيد 2 / 110- 111 .

هل تعلم أن الحسن والحسين رضي الله عنهما: فقد سمى كل واحد منهم أولاده بأبي بكر وعمر .
راجع كتاب ( إعلام الورى ) للطبرسي صفحة 213 ،

وكتاب ( مقاتل الطالبيين ) للأصفهاني 92 .

هل تعلم أن على بن الحسين رضي الله عنهم الملقب بزين العابدين : قد سمى ابنته
بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة ) 2 / 334 .

هل تعلم أن جعفر بن محمد الملقب بالصادق رحمه الله قال : ولدني أبوبكر مرتين وسمى
ابنته بعائشة.
راجع كتاب ( كشف الغمة ) 2 / 373 .

هل تعلم أن موسى بن جعفر الملقب بالكاظم رحمه الله سمى ولده بأبي بكر
وابنته بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة في معرفة الأئمة) 2 / 90 و217.

هل تعلم أن علي بن محمد الملقب بالهادي رحمه الله سمى ابنته بعائشة .
راجع كتاب ( كشف الغمة )2 /334 ، وكتاب ( الفصول المهمة ) صفحة 283.

هل تعلم أن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قد أبطل مفهوم
الوصية المزعومة بقوله ( وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير ) .
راجع كتاب ( نهج البلاغة ) تحقيق محمد عبده صفحة 233 .

هل تعلم بثناء أمير المؤمنين علي رضي الله عنه على صحابة النبي صلى الله
عليهم وسلم كلهم وبلا استثناء فقال رضي الله عنهم ( لقد رأيت أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد
باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من
ذكر معـادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت
أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف،
خـوفاً من العقاب ورجـاءً للثواب )) نهج البلاغة للشريف الرضي شرح محمد عبده
صفحة 225 .

منقول من موقع مهتدون لماذا تركنا التشيع
http://www.wylsh.com/

05‏/10‏/2011

حسن الظن بالله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجامع وحشة الإساءة إحسان الظن أبداً، فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له. كما قال الحسن البصري: ( إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل ).

وكيف يكون محسن الظن بربه من هو شارد عنه، حال مرتحل في مساخطه وما يغضبه، متعرض للعنته، قد هان حقه وأمره عليه فأضاعه، وهان نهيه عليه فارتكبه وأصر عليه، وكيف يحسن الظن بربه من بارزه بالمحاربة، وعادى أولياءه، ووالى أعداءه، وجحد صفات له، وأساء الظن بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله وظن بجهله أن ظاهر ذلك ضلال وكفر.

وكيف يحسن الظن بمن يظن أنه لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى ولا يرضى ولا يغضب، وقد قال الله تعالى في حق من شك في تعلق سمعه ببعض الجزئيات، وهو السر من القول{ وَذَلِكُمُ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَردَاكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخَاسِرِينَ } [فصلت:23].

فهؤلاء لما ظنوا أن الله سبحانه لا يعلم كثيراً مما يعلمون كان هذا إساءة لظنهم بربهم، فأرداهم ذلك الظن. وهذا شأن كل من جحد صفات كماله ونعوت جلاله، ووصفه بما لا يليق به، فإذا ظن هذا أنه يدخله الجنة كان هذا غروراً وخداعاً من نفسه، وتسويلاً من الشيطان، لا إحسان ظن بربه.

فتأمل هذا الموضع، وتأمل شدة الحاجة إليه، وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاقي الله، وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه، ويعلم سره وعلانيته، ولا يخفى عليه خافية من أمره، وأنه موقوف بين يديه ومسئول عن كل ما عمل، وهو مقيم على مساخطه مضيع لأوامره معطل لحقوقه، وهو مع هذا يحسن الظن به.

وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني. وقد قال أبو سهل ابن حنيف: ( دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة رضي الله عنها فقالت: لو رأيتما رسول الله في مرض له، وكانت عنده ستة دنانير، أو سبعة دنانير. فأمرني رسول الله أن أفرقها، فشغلني وجع رسول الله حتى عافاه الله، ثم سألني عنها « ما فعلت أكنت فرقت الستة دنانير » ، فقلت لا والله، لقد كان شغلني وجعك، قالت: فدعا بها فوضعها في كفه، فقال: « ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده » ، وفي لفظ « ما ظن محمد بربه لو لقي الله وهذه عنده » ).

فبالله ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه ومظالم العباد عندهم، فإن كان ينفعهم قولهم: حسناً ظنوننا بك إنك لم تعذب ظالماً ولا فاسقاً، فليصنع العبد ما شاء، وليرتكب كل ما نهاه الله عنه، وليحسن ظنه بالله، فإن النار لا تمسه، فسبحان الله، ما يبلغ الغرور بالعبد، وقد قال إبراهيم لقومه: { أَئِفكاً ءَالِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ . فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ } [الصافات:87،86] أي ما ظنكم به أن يفعل بكم إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره.

ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه، فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل حسن ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه، فالذي حمله على حسن العمل حسن الظن، فكلما حسن ظنه بربه حسن عمله.

وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز، كما في الترمذي والمسند من حديث شداد ابن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني »

وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة، وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى إحسان الظن.

فإن قيل: بل يتأتى ذلك، ويكون مستند حسن الظن على سعة مغفرة الله ورحمته، وعفوه، وجوده، وأن رحمته سبقت غضبه، وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضره العفو.

قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك وأجل وأكرم وأجود وأرحم، ولكن إنما يضع ذلك في محله اللائق به، فإنه سبحانه موصوف بالحكمة والعزة والانتقام وشدة البطش، وعقوبة من يستحق العقوبة، فلو كان معول حسن الظن على مجرد صفاته وأسمائه لشترك في ذلك البر والفاجر، والمؤمن والكافر، ووليه وعدوه.

فما ينفع المجرم أسماؤه وصفاته وقد باء بسخطه وغضبه وتعرض للعنته، ووقع في محارمه وانتهك حرماته، بل حسن الظن ينفع من تاب وندم وأقلع، وبدل السيئة بالحسنة، واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة. ثم أحسن الظن بعدها فهذا هو حسن الظن، والأول غرور والله المستعان.

يفرق بين حسن الظن بالله وبين الغرور به قال تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللَّهُ } [البقرة:218]، فجعل هؤلاء أهل الرجاء، لا البطالين والفاسقين، وقال تعالى:{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النحل:110] فأخبر سبحانه أنه بعد هذه الأشياء غفور رحيم لمن فعلها، فالعالم يضع الرجاء مواضعه، والجاهل المغتر يضعه في غير مواضعه.

قال رسول الله : « إياكم والظن فإنه أكذب الحديث » [البخاري ومسلم].

إن استمراء ظن السوء وتحقيقه لا يجوز، وأوّله بعض العلماء على الحكم في الشرع بظن مجرد بلا دليل.

روى الترمذي عن سفيان: الظن الذي يأثم به ما تكلم به، فإن لم يتكلم لم يأثم. وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين ثم قال: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن ولو لم ينطق به.

قال القاضي أبو يعلى: إن الظن منه محظور ( وهو سوء الظن بالله ) والواجب حسن الظن بالله عز وجل.

والظن المباح كمن شك في صلاته إن شاء عمل بظنه وإن شاء باليقين. وروى أبو هريرة مرفوعاً: « إذا ظننتم فلا تحققوا » وهذا من الظن الذي يعرض في قلب الإنسان في أخيه فيما يوجب الريبة.

قال ابن هبيرة الوزير الحنبلي: لا يحل والله أن يحسن الظن بمن ترفض ولا بمن يخالف الشرع في حال.

وقال : { ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً } وفي لفظ { ديننا الذي نحن عليه } [البخاري]. قال الليث بن سعد: كان رجلين من المنافقين.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « حسن الظن من حسن العبادة » [أحمد وأبو داود].

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يحل لامرىء مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً. وقال أيضاً: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه.

وقال أبو مسلم الخولاني: اتقوا ظن المؤمن فإن الله جعل الحق على لسانه وقلبه.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لله درُّ ابن عباس إنه لينظر إلى الغيب عن ستر رقيقه.

وقال ابن عباس رضي الله عنه: الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل.

وفي الصحيحين أن صفية أتت النبي تزوره وهو معتكف، وأن رجلين من الأنصار رأياهما فأسرعا فقال النبي : « على رسلكما إنها صفية بنت حيي » فقالا: سبحان الله يا رسول الله. قال: « إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً » ، أو قال: « شراً » .

قال أبو حازم: العقل التجارب والحزم سوء الظن. وقال الحسن: لو كان الرجل يصيب ولا يخطىء ويحمد في كل ما يأتي داخله العجب.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.

03‏/10‏/2011

رسالة إلى أهلنا في سوريا

أتعجب كثيرًا من بعض الرسائل التي تأتي لي من سوريا وبعض البلاد تسأل عن شرعية الخروج على مثل هذا الحاكم. فأقول: سبحان الله! لعل الخروج على الطاغية بشار الأسد هو أكثر أنواع الخروج شرعية في كل الثورات العربية التي مرت بأمتنا الآن؛ إذ إنهم لا يخرجون على حاكم مسلم، إنما يخرجون على طائفة مجرمة خرجت عن دين الله عز وجل، وعبدت بشرًا من دون الله تعالى، وقتلت من السُّنَّة مَنْ قتلت، وتعاونت مع أعداء الله عز وجل.



ومن ثَمَّ أقول لأهلنا في سوريا: أبشروا، لقد حققتم -والله- إنجازات أكثر بكثير من طموحاتنا في هذه الفترة، لا تظنوا أن الزمن قد طال بكم في ثورتكم.. أبدًا لم يطل، المخاض دائمًا مؤلم، وميلاد الأمة صعب، والتغيير يحتاج إلى رجال.. يحتاج إلى بذل وتضحية، ما زلتم على الطريق. بل أقول: أبشروا لقد قطعتم معظم الطريق؛ لأنكم قتلتم الخوف الذي في صدوركم، وهذا من أكبر إنجازات الثورة في سوريا.



وأقول أيضًا لشعب سوريا: أبشروا، أنتم قتلتم الخوف الذي كان في قلوبكم، هذا هو الثأر الأول لشهداء حماة التي حاصرها المجرم حافظ الأسد -عليه لعنة الله- بدبابات وطائرات ومدرعات وقتل منها في شهر فبراير 1982م أكثر من ثلاثين ألف مسلم..!!



هل تتخيلون هذا الرقم؟! هل سمعتم به في فلسطين على أيدي الصهاينة؟! لعلكم تعجبون إذا عرفتم أن مجموع مَنْ قُتل من الفلسطينيين في كامل الفترة التي احتلها فيها الصهاينة وقبلها الإنجليز لا يرقى إلى هذا الرقم..!! في شهر واحد فعل هذا المجرم هذه الأفاعيل؛ ولذلك سكتت الصرخة في قلوب السوريين على مدار تسعة وعشرين عامًا، ما قامت حركة اعتراض في سوريا على النظام طوال هذه الفترة؛ فقد ذاقوا الألم والمرارة في حماة وفي حلب وفي غيرها من بلاد سوريا، وصار الصالحون إما منفيين وإما قتلى وإما معتقلين يُعذبون ليل نهار..



ووالله! قابلتُ شيخًا من شيوخ الأردن، هُدِّد بالتعذيب في سجن من سجون الأردن، فقيل له: تُعذب على الطريقة الصهيونية أم على الطريقة السورية؟ فقال: أستحلفكم بالله على الطريقة الصهيونية؛ لما يسمعون من بشاعة التعذيب على أيدي النصيريين في سوريا. بشاعة لا تتخيلونها! وقمع لا تتخيلونه! وسيطرة من قوى الأمن الغاشمة والشبيحة (البلطجية) على كل محاور الدولة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، أضعاف أضعاف ما كنا نعانيه في مصر من النظام البائد..



وقد زرتُ سوريا بنفسي ورأيت حالة الشعب وحالة الخوف والرعب والهلع التي زرعوها في قلب كل إنسان يعيش على هذه الأرض، كان هذا قبل الثورة بستة أشهر تقريبًا، فلما حدثت الثورة في سوريا كانت أول كلمة قلتُها: سبحان الله! هذا فعل رب العالمين؛ فالمعطيات التي كانت في أيدينا تقول: إنه من المحال أن تقوم ثورة في سوريا بعد هذا الإجرام الذي تم في حماة، وبعد هذا القمع، وبعد هذه الجاسوسية التي وضعها النظام السوري في شعبه في كل أطرافه، حتى صار كل إنسان يخشى من جاره، يخشى من أخيه أن يتلصص عليه وينقل أخباره إلى النظام المجرم.



الآن يا شعب سوريا أنتم ثأرتم لشهداء حماة، فأكملوا الطريق.. قلوبنا معكم.. نرفع أيدينا صباح مساء ندعو لكم بالتمكين، وأن يرينا الله فيكم دعوة حبيبنا بالبركة في أرضكم وفي شعبكم؛ «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا» (رواه البخاري).



وها هو النظام السوري يتهاوى أمامكم، لا تظنوه قويًّا، إذ كلما ازدادت المتاريس حول الظالمين دلَّ ذلك على ضعفهم؛ إذ ما وضعوا المتاريس حولهم إلا لأنهم رأوا الشعب أقوى منهم. افقهوا هذه الحقيقة جيدًا.. افقهوا أن النظام مهما بدت لكم قوته وضراوته، فإنه هشٌّ لا قيمة له، لا عقيدة له، لا قضية له.. مجموعة من اللصوص والمجرمين والفاسدين، أنَّى لهم النصرة من رب العالمين سبحانه وتعالى؟! فالله معكم ولن يتركم أعمالكم.



وأقول لأهلنا في سوريا: لا تضعوا أيديكم أبدًا في أيدي الغرب، فهؤلاء ما يريدون إلا مصالحهم، فهل تريدون أن تخرجوا من حكم واحتلال نُصيريّ إلى احتلال غربي؟ لذا ينبغي أن تعتمدوا اعتمادًا كاملًا على الله عز وجل؛ فالنصر قريب للغاية إنْ عرفتم من أين يأتي {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ} [آل عمران:126]، فإذا طرقتم باب الله عز وجل بقوَّة، فاعلموا أن الله سيفتح لكم الطريق للنصر إن شاء الله {قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء:51].



وليعلم إخواننا في سوريا أن الله عز وجل لا ينصر هذا الدين إلا بأهله الكرام، إلا بعقيدة صحيحة، إلا بعبادة سليمة، إلا بتوجُّه واضح إليه سبحانه وتعالى. أما المبتدعون والمبدلون والمغيرون، فهؤلاء لا ينصرون دين الله عز وجل. فابشروا يا أهل سوريا، واستمروا في ثورتكم، وارفعوا راياتكم، وأعلنوا توجُّهكم واضحًا: ما قُمنا إلا لله عز وجل، ودفاعًا عن حرمات الدين. أسأل الله أن ينزل عليكم بركاته ورحماته، وأن يُمَكِّن لكم ولعامَّة المسلمين الصالحين في بقاع الأرض جميعًا.



وأخيرًا يجب علينا أن نجعل قضية الشعب السوري حيَّة في قلوبنا وفي أقلامنا وفي صفحات الإنترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أحاديثنا بيننا وبين بعضنا، بيننا وبين أُسرنا، بيننا وبين أصدقائنا؛ إذ إن ذلك يُحدث حركة شعبية في مصر وفي عامة البلاد العربية والإسلامية، وهذا له مردود على من يحكم هذه البلاد. ومن ثَمَّ لا بد من ضغطٍ على هذه الحكومات التي تحكم بلاد المسلمين؛ ليكون لها أثر فاعل في تغيير الأوضاع في سوريا، ولن يكون ذلك إلا بتوجُّه شعبي ناحية هذا الأمر؛ فلو شعر حكام البلاد أن هذا أمر هامشي لا يشغل إلا طائفة قليلة من الشعب، فإنهم لا يضعون ذلك في أولويَّاتهم.



وبشارة أتوقعها وأختم بها: أن الله عز وجل لو أكرم مصر بحكومة إسلامية، وأكرم سوريا بحكومة إسلامية، فإني أعتقد أن اليهود لن يقاتلوا أصلًا في فلسطين، ولكن سيحزمون أمتعتهم ويخرجون من البلاد دون قتال كما فعل بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة؛ فقد أجلى حبيبنا صلى الله عليه وسلم الأولى والثانية وقتل الثالثة بعد خياناتهم وغدرهم بالمسلمين، ما دار بينهم وبين المسلمين في المدينة قتال. فاليهود ليست لهم طاقة بحرب المسلمين الصادقين، ومن ثَمَّ فتحرير سوريا وتحرير مصر من العلمانية والمذاهب الأرضية، والعودة إلى الله عز وجل كفيلة -بإذن الله- بتحقيق الحلم الكبير وتحقيق الأمل الذي عشنا ننتظره بتحرير فلسطين كلها، وبالصلاة في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.



أسأل الله عز وجل أن يُنزِل عليكم ثباتًا من عنده، وأن يستعملكم لنصرة دينه، وأن يخلص نياتكم، ويصلح أعمالكم، ويحسن خواتيمكم، ويهلك عدوكم، ويشفي صدوركم وصدور المؤمنين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وأسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.





--------------------------------------------------------------------------------

المصدر: موقع قصة الإسلام