مدونة المعارف

07‏/11‏/2008

فوز أوباما والأوضاع في دارفور



فرحة عارمة عمت الشارع السوداني صبيحة اليوم الأربعاء، الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، 2008، بعد إعلان فوز المرشح الأمريكي باراك حسين أوباما بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فالسودانيون لا يحملون مشاعر طيبة للجمهوريين ولا لمرشحهم ماكين، ساري الحاج طالب بكلية العلوم في جامعة الخرطوم العريقة، لم يستطيع كبح مشاعره هو يقول "أوباما أرحم ، لأن (ماكين) شرير ودموي، تجاه العالم الإسلامي والسودان بالضرورة" ويستدرك ساري بنبرة حزن " ولكنهم سيغتالون أوباما قبل أن يحقق التغيير المطلوب".

الموقف الرسمي .. فرح خائف
رغم تصريحات صحفية سابقة لوزير الخارجية السوداني والقيادي بالحركة الشعبية دينق ألور، بأنه لايتوقع تغييراً في السياسة الأمريكية تجاه السودان، فقد أبدى وزير الدولة بوزارة الإعلام الدكتور كمال عبيد في تصريح خاص (للمشكاة نت)تفاؤلاً بحدوث تغيير إيجابي في الموقف الأمريكي من السودان عامة وقضية دارفور على وجه الخصوص، وفي تصريحات خاصة للموقع قال عبيد " بعد الكوارث التي لحقت بأمريكا بسبب السياسة الخارجية لليمين المتطرف، وجدت دعوة أوباما للتغيير استجابة عند المواطن الأمريكي، وهذه الدعوة للتغيير قد تفتح أفقاً إيجابيا بين أمريكا والسودان إذا شملت مجمل السياسة الأمريكية الخارجية، وقامت على نظرة موضوعية لقضية دارفور وموقف الحكومة السودانية منها".

وفي إجابة على سؤالنا: ماهي خطة الحكومة للتعامل مع الوضع الجديد وتوظيفه لصالح السودان، قال عبيد " نحن في الحكومة السودانية لنا إلتزامات تجاه كل القضايا المثارة الآن،؛ تنفيذ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب وحل مشكلة دارفور، وسنواصل في نصح الحكومة الأمريكية دوما أن تنظر بموضوعية لجهود الحكومة السودانية نحو إقرار السلام في دارفور بدلاً عن المواقف الحادة والمتطرفة التي فجرت الأرض تحت السياسة الخارجية الأمريكية في كل العالم وليس السودان وحده، ونؤكد أن السودان سيفي بإلتزاماته تجاه قضايا السودان".
الخبراء .. بين مهابة ورجاء
يشارك د. عبيد الرأي الأستاذ فتحي خليل نقيب المحامين السودانيين، والقيادي بالحزب الحاكم، إذ يرى أنه "من الواضح حسب الخطاب الذي ألقاه أوباما عقب إعلان فوزه أنه عازم على تغيير السياسة الخارجية الأمريكية،حيث يلتزم بالسلام مع الدول التي تريد السلام، ونحن في السودان نريد السلام، ومبادؤنا التي ننطلق منها تدعو للسلام ولكن على الرئيس أوباما أن يتذكر دائما أن أمريكا هي التي بدأت العدوان في العراق وأفغانستان والسودان وعليها الآن أن تكف" وعن العلاقة المباشرة مع السودان قال خليل " المطلوب من أمريكا أن توقف دعمها للحركات المتمردة على السلطة الشرعية في الخرطوم، والمخططات المناهضة للبلاد"

ولكن خليل يعتبر "أن الأهم من ذلك كله ذهاب الرئيس الأمريكي الأسوأ ، بوش، لأن ذهاب يعني الخروج إلى مرحلة أفضل بكل المقاييس حتى ولو لم يفوز أوباما".

قال الخبير الإستراتيجي د. حسن مكي مدير مركز البحوث والدراسات بجامعة أفريقيا العالمية بالسودان، أنه يرى" أن تأثير انتخاب أوباما يعتمد إلى حد كبير على من يعينهم أوباما لشغل منصبي وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي".. يمضي مكي ويقول " إذا اختير دينس روس، فهو يهودي، له اهتمام بالغ بالصراع العربي الإسرائيلي، مما يجعل الأضواء تنسحب من دارفور وتنصب في فلسطين، أما إذا عُين هول بروك، هو يهودي أيضا، وقد شغل منصب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السابق، ستحتل دارفور رأس أجندة الإدارة الجديدة، فبروك من الدعاة لمحاكمة الرئيس البشير وله رأي سالب في مجمل الحكومة السودانية"

ويرى مكي أن ضغوطاً شديدة ستمارس في ظل الإدارة الديمقراطية الجديدة مالم يتخذ الاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي مواقف قوية لصالح السودان، لأن أوباما حريص على مد الجسور مع هذه المنظمات الكبيرة..

ويبدي الخبير حسن مكي خوفه من مطالب المثقفين الأمريكيين بشراكة مع الاتحاد الأوروبي ، مما قد يقود لموقف أمريكي رسمي متشدد تجاه السودان، باعتبار أن الأوربيون متشددون في قضية دارفور معاقبة السودان ومحاكمة الرئيس عمر البشير.

أما د. بهاء الدين مكاوي رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النيلين بالخرطوم، فيرى إنه لا يتوقع تغييرا في الإستراتيجية الأمريكية الموضوعة حول السودان والعالم العربي والإسلامي. ويعتقد أن هناك قضايا قد حسمت أمريكياً واتخذ فيها قرارات وما على الرئيس الجديد سوى تنفيذها، كما أن جماعات الضغط ستعمل على بقاء الموقف الأمريكي على ما هو عليه، وأن أي محاولة من الرئيس الجديد لتغيير هذه الاستراتيجيات والقرارات تحتاج لمبررات قوية، وهنا يجب على الحكومة السودانية أن توفر هذه المبررات.

ويأمل مكاوي أن تقود الانتقادات الواسعة للسياسة الأمريكية إلى بلورت أفكار جديدة في السياسة الخارجية تجاه السودان.

وحول دور المطلوب من الحكومة السودانية قال مكاوي " على أن تقدم دفوعاتها للحكومة الجديدة كما لو تقدمها أول مرة وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وتنفيذ اتفاقية السلام بين الشامل والجنوب، والانتخابات القادمة والأوضاع في دارفور.

وحذر مكاوي من أن تتعامل الحكومة السودانية مع الإدارة الجديدة بمبدأ ألا تغيير سيحدث في السياسة الأمريكية لأنها بذلك ستضيع فرصة كبيرة سنحت لها في تغيير الصورة عند الذهنية الأمريكية الحاكمة الجديدة؟


نقلا من موقع الشبكة الاسلامية والتقرير للاخ وليد الطيب

ليست هناك تعليقات: