مدونة المعارف

28‏/05‏/2014

التطوير مطلب شخصي


بسم الله الرحمن الرحيم
التطوير مطلب شخصي فلو خُصص وقتاً ليتسأل عن ماذا قدم ؟
وماذا حقق؟ ليدفعه للمزيد
وللتطوير أنواع :
1) الإيماني : كتقوي العلاقة بالله وبسنة النبي عليه الصلاة والسلام من خلال الإكثار من تلاوة القرآن والتنوع في العبادات وحضور مجالس الذكر.

٢)العقلي كالتعويد على القراءة المنهجية الواسعة الشمولية وتنويع مصادر التعلم والعمق في تناول القضايا العلمية والفكرية والدخول في حوارات مفيدة.

٣) الأخلاقي : مثل اكتساب أخلاق عالية والتدرج في تطبيقها وجعلها جزء من الحياة اليومي وتعامل الأخرين بها بتواضع ولين جنب وتلطف وتبسم وبشاشة.

٤)النفسي : مثل مراعاة المشاعر والاهتمام بها وغرس الثقة بالنفس وتوجيه العواطف وضبطها في المواقف الصعبة كالأحزان والأفراح بدون تجاوز .

٥)الصحي : كاهتمام بتناول المأكولات الصحية والمشروبات والحذر مما يضر في ذلك وممارسة الرياضة والمشي فالجسم السليم يعين على التمتع بالحياة.

٦) المادي : بالسعي لتحقيق وتنمية مدخرات نظيفة بأساليب واضحة من خلال العمل الانفرادي أو الجماعي وصرفها بطرق متوازنة بلا إسراف ولا تقتير.

٧)الاجتماعي : من خلال الاهتمام بحضور المناسبات كالأفراح والأتراح وتقوية العلاقة الراقية مع الآخرين وغرس وتعزيز الجانب التطوعي في الآخرين.


وهذا قليل من كثير 
بقلم /
علي بن عبدالعزيز الراجحي

15‏/05‏/2014

وقفات مع أية (ويل للمطففين )

الحمدلله القائل  : (ويل للمطففين ) والصلاة والسلام على من تلى هذه الآية فلا تزال تتلى من بعده إلى أن يشاء الله ؛أما بعد فقد توعد الله المطففين بالويل ، وبين من هم المطففين بقوله: (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ).
هذه صورة التطفيف الحسي وهو أحد نوعي التطفيف ؛ والنوع الثاني التطفيف المعنوي ؛ وهو منتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم ، ويمارس بأشكال عدة ويمارس لأسباب عدة وتحت أقنعة مختلفة.
قال السعدي رحمه الله :(ودلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له يجب أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ما له من الحجج فيجب عليه أيضا أن يبين ما لخصمه من الحجة التي لا يعلمها وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه وتواضعه من كبره وعقله من سفهه ).
التطفيف المعنوي قد يمارسه الشخص لحظ نفسه وقد يمارسه لحظ غيره وهو الشقاء الحقيقي والحمق الأعظم ؛قال عمر بن عبدالعزيز لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس، قالوا: رجل باع آخرته بدنياه. فقال عمر: ألا أنبئكم بأحمق منه؟ قالوا بلى، قال: (( رجل باع آخرته بدنيا غيره )).
والتطفيف المعنوي لم يسلم منه حتى طلاب العلم إلا من رحم الله فهو سرطان أخلاقي قاتل .
لا يعجز أصحاب المكاييل المطلففة أن يبرروا لأنفسهم صواب خطأهم وجواز ما حُرم عليهم بدعاوى عدة يجمعها رابط واحد أنه ما أنزل الله بها من سلطان .
إن تكلموا عن أنفسهم ذكروا النقاء والصفاء والصدق والوفاء ؛ وإن تكلموا عن غيرهم أبطلوا أعمالهم وشككوا في نواياهم وتتبعوا عثراتهم وعوراتهم .
شيوخهم هم العلماء ؛ وعلماؤهم هم الشيوخ ؛ وغيرهم همج رعاع لا يفقهون شيئاً ولا يعلمون .
ليس التطفيف المعنوي مقصوراً على العلم وأهله ؛ بل تراه وتشاهده حتى في الدوائر الوظيفية فهو من يهتم بأمور العمل وهو الذي ينظر لمصلحة مرجعه ؛ أما غيره من الزملاء فليس لديه اهتمام ؛ وإن اهتم فاهتمامه لمصلحة نفسه لا لمصلحة العمل.
وأيضاً نرى التطفيف المعنوي في المجتمعات القبلية فنرى من يظنون أنهم هم فقط من يريدون مصلحة القبيلة ويعرفون أمور العشيرة ؛ ويصفون غيرهم دائما بعدم الاهتمام والمبالاة والسعي للتفرقة لا الجمع .
وأكبر من ذلك نرى التطفيف المعنوي عند أناس يرون الوطن لهم وحدهم وكأنهم وكلاء على غيرهم ؛ وكأن جميع أبناء الوطن الآخرين لا يهتمون له ولا يبالون به.
وأشد من ذلك مرارة وإثما من أقاموا أنفسهم يتكلمون باسم الاسلام ولم يكفهم ذلك ؛ بل يريدون من غيرهم من أبناء الإسلام أن لا يتكلموا باسم الاسلام وليتهم وجهوا هذه الرسالة لأنفسهم .
إن العداوة الدينية وليس في الوجود عداوة أحق منها لم يجعلها الله سببا لعدم العدل بل أمر سبحانه بالعدل حتى مع وجودها فقال تعالى :( ياأيها الذين آمنوا لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
وهذه الآية الكريمة تفسر تفسيرا واضحا جليا سبب من أسباب ابتعادنا إلا من رحم الله عن التقوى ألا وهو عدم العدل الذي من صوره التطفيف المعنوي .فالله المستعان .
ليس ما قلته عاما في الأمة ؛ بل في أمة الإسلام اليوم وفي كل عصر بفضل الله والحمد له من يوفون المكاييل الحسية والمعنوية ؛ من تحجزهم التقوى ومراقبة الله عن أن يقولوا قول تطفيف ؛ من يقرؤون قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بقلوبهم قبل أبصارهم ( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ).
ما أزكى تلك النفوس التي إن سمعتها تتكلم عن أعدائها ظننتها تتكلم عن أحب حبيب ؛ وما ذاك إلا عدلا وصدقا وديانة وأمانة .
إنها مسألة خطيرة وعظيمة نحتاج أن نُدرب أنفسنا عليها فما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم .
عود نفسك أن تبتعد عن بخس الناس حقهم الحسي والمعنوي ؛ وستجد ذلك مؤلما صعبا في البدايات حتى يكون ذلك لك مع الأيام سجية وخُلقا .
وأعلم أن التطفيف من المكر السيئ وقد قال تعالى ( ولا يحيق المكرء السيئ إلا بأهله)
نعوذ بالله من المكر السيئ وأهله .

مصلح بن زويد العتيبي
١٢/رجب/١٤٣٥هـ .

08‏/05‏/2014

أهمية الوقت

بسم الله الرحمن الرحيم                   

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
 إن من المعلوم عند كل مسلم أن لله تعالى أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، وأنه لا يقسم إلا بعظيم ، وكلما تكرر القسم بشيء دل على أهميته ، ولو تدبرنا قوله تعالى (والفجر) آية 1 من سورة الفجر . ، وقوله عز وجل ( والليل إذا يغشى 1* والنهار إذا تجلى2 )آية 1 ، 2 ، من سورة الليل وقوله سبحانه ( والضحى 1* والليل إذا سجى ) ، من سورة الضحى .، لوجدنا أنها أجزاء الوقت . ثم تدبر أيضاً قوله تعالى : ( والعصر ) آية 1 من سورة العصر ،تدرك أنه أقسم بالزمان كله ، وما هذا إلا لأهميته ، وهذه الأهمية مصدرها أن الوقت هو الزمن الذي تقع فيه الأعمال ، وهذه الأعمال ( خيرها وشرها ) هي التي يقدمها البشر لينالوا بها جزاء الخالق .
إذا عرفنا تبين لنا أهمية الوقت ، فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلى الغاية التي لأجلها خلقنا ، فالوقت هو الحياة .
و الوقت نعمة وأمانة يضيعها كثير من الناس ، يضيعونها على أنفسهم ، وعلى أمتهم ، قال صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ) . رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب ما جاء في الرقاق 11/229 ، ح (6412) وللوقت خاصية ، وهي إنه إذا ذهب لم يرجع ، وهذا يدفعنا لاستغلال كل لحظة منه ، كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ).رواه البخاري موقوفاً في الرقاق 2 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كن في الدنيا كأنك غريب ) رقم (6416)
 * من مظاهر الفراغ :
إن من تراه يجول في الشوارع الساعات الطوال بلا هدف ، مضيع لوقته ، ومن تراه يجلس الساعات الطوال يرغب ما لا يعود عليه في دينه ولا في دنياه ، مضيع لوقته ، وكل من اشتغل بما لا يرضي الله فقد ضيع وقته .

* التحسر على فوات الأوقات :
إذا تنبه العاقل ، وتذكر ما مضى من أيام عمره ، فإنه يندم على الساعات التي قضاها في اللهو والبطالة ، وأشد ساعات الندم حين يقبل المرء بصحيفة عمله ، فيرى فيها الخزي والعار ، قال تعالى : ( يومئذ يتذكر الإنسان وإنا له الذكرى 23، يقول يا ليتني قدمت لحياتي 24).الآيتان 23 ، 24 من سورة الفجر . وقال تعالى : ( أن تقول نفس يا حسرتي ما قطرت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ).آية 56 من سورة الزمر .
فالعاقل من ندم اليوم حيث ينفعه الندم ، واستقبل لحظات عمره ، فعمرها قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم .

* من أسباب تضييع الوقت :
1ـ عدم وضوح الغاية :
إن عدم وضوح الغاية ، أو عدم وجودها ، أو عدم التفكير فيها ، أو عدم الانشغال بها والسعي لأجلها هو أعظم سبب لضياع الأوقات .
فمن حدد هدفاً يسعى إليه ـ أياً كان الهدف ـ فإنه لن يضيع وقته ، فالطالب الذي يريد التفوق لا يكثر اللهو ، ومن يريد الزواج يسعى لتحصيله بأسبابه ، ومن يريد أن يكون تاجراً يسعى لتحصيل ذلك ، وهكذا فحري بمن غايته الوصول إلى الجنة ونعميها أن يسعى جاداً لتحصيلها ، قال تعالى : (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض ).آية 21 من سورة الحديد .
وفي الحديث ( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا إن سلعة الله عالية ، ألا إن سلعة الله الجنة ).رواه الترمذي ، كتاب صفة القيامة ، باب (18) ح (2450) وقال حديث حسن غريب ، ورواه الحاكم 4/307،308 ، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وكل هدف نبيل يسعى المؤمن لتحصيله فيه إصلاح دينه ، أو دنياه ، أو أمته ، إذا أخلص فيه النية ووافق فيه الطريقة الشرعية فإنه طريق لتحصيل تلك الغاية .
2ـ مرافقة الزملاء غير الجادين الذي يضيعون الأوقات سدى ، ولا يستفيدون من عمرهم وشبابهم .
3ـ الفراغ ، وعدم معرفة ما ينبغي أن يشغل به وقت .
4ـ كثرة الملهيات والمغريات فإذا انشغل بها المؤمن ضاع وقته وخسر عمره .
5ـ قلة الأعوان ـ من الأهل والأصحاب ـ على استغلال الوقت .

* استغلال الوقت :
ينبغي العناية بالوقت وملئه بالعمل حتى لا يوجد فراغ ، فالفراغ داعٍ إلى الفساد ، والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية .
إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسدة
إن وضوح الهدف ، ومعرفة أهمية الوقت ، سبب لاستغلاله ، فعليك بترتيب وقتك وتنظيمه واستغلاله بأن تجعل لك جدولاً يومياً وأسبوعياً وخلال الإجازات لكي تستغل وقتك على الوجه المطلوب .
وصور استغلال الوقت أكثر من أن تحضر ، ومنها المحافظة على الصلوات في الجماعة ، والتبكير إلى المسجد وذكر الله ، وقراءة القرآن وخدمة الوالدين ، وصلة الأرحام ، والزيارات النافعة ، وعيادة المرضى ، والتعلّم والتعليم ، والدعوة إلى الخير ، والتفكر في خلق الله ، والتفكير في مصالح نفسك ومصالح وطنك وأمتك ، والعمل النافع المنتج ، وكتابة البحوث ، وحضور حلق العلم والقرآن ، والاستماع لكل نافع ومفيد ، ومساعدة المحتاجين و، وغير ذلك كثير ، بل إن انشغالك بالمباح ، ولو كان نوماً أو اضطجاعاً بنية ترويح النفس لتستعيد نشاطها وتقوى على الطاعة ـ من استغلال الوقت .
قال معاذ رضي الله عنه : أما أنا فأنام وأقوم ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي . رواه البخاري ، كتاب المغازي ، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن 8/60 (ح4341 ، 4342 ،4344،4345) ومسلم كتاب الإمارة ، باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها 3/1456 برقم (1733) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : معناه أن يطلب الثواب في الراحة ، كما يطلبه في التعب ، لأن الراحة إذا قصد بها الإعانة على العبادة حصل بها الثواب .أهـ.فتح الباري 8/62 بتصرف يسير .
والمراد بقومته هنا : قيامه الليل وصلاته .

* من صور الحرص على الاستفادة من الوقت :
1- قال عبد الرحمن بن حاتم الرازي عن حاله مع أبيه ( أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ) : ربما كان يأكل فأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ، ويدخل البيت لطلب شيء وأقرأ عليه سير أعلام النبلاء 13/251..
2- قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : كنا بمصر سبعة أشهر ، لم نأكل فيها مرقة ، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ ، وبالليل النسخ والمقابلة ، قال : فأتينا يوماً أنا ورفيق لي شيخاً ، فقالوا : هو عليل ، فرأينا في طريقنا سمكاً أعجبنا ، فاشتريناه ، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس ، فلم يمكنا إصلاحه ومضينا إلى المجلس ، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام وكان أن يتغير ، فأكلناه نيئاً ، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه ، ثم قال : لا يستطاع العلم براحة الجسد . سير أعلام النبلاء 13/266.
ومسك الختام الله أسال للجميع العلم النافع والعمل الصالح

                                                                         نقل بتصرف وتعديل
                                                                                          الكاتب / علي بن عبدالعزيز الراجحي

05‏/05‏/2014

رمضان فرصة ذهبية للأئمة والخطباء...


مما لا شك فيه أن رمضان فرصة ذهبية للأئمة والخطباء ، فهو موسم من مواسم الخير ، تهفوا القلوب والأرواح فيه إلى الله عزوجل ، تمتليء المساجد بالمصلين ، يستمع الناس إلى دروس العلم ، تَكثُر فيه الصدقات ، هو بحق منهج حياة لو أحسنا العمل فيه ، بل هو دورة تدريبية لما بعد رمضان .

والأئمة والخطباء هم فرسان هذا الشهر ، يقع عليهم عبء تعبئة الناس لهذا الشهر ، فهم مؤثرون في الناس وإلا أصبح الناس في مهب الريح تتخطفهم الشياطين وأعوانهم عبر الفضائيات والقنوات .
إن الإعلام يستعد لهذ الشهر في عرض منتجاته من أفلام ومسلسلات وفوازير وغيرها من البرامج ، وذلك عن طريق الإعلانات المشوقه . وانتشرت هذه الكلمات " انتظرونا في رمضان " " كله حصري على التلفزيون ... " " قريباً في رمضان " " العرض الأول " ، وخطفت الناس هذه الإعلانات من قناة إلى قناة ، والسؤال : هل استعد الإعلام الدعوي لهذا الشهر ؟ ما هي المشوقات والجواذب التي أعدتها المساجد في هذا الشهر ؟
وأرجو أن يكون هذا البرنامج المقترح مما يساعد في وضع خطة لهذا الشهر الكريم ، فهيا بنا نعرف فقرات هذا البرنامج .

الفقرة الأولى  :
ماذا قبل رمضان ؟
هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا نحن الأئمة والخطباء ، هل أعددنا جمهورنا الكريم لرمضان ؟ أم أننا ننتظر حتى يدخل رمضان ؟ كثير من الأئمة والخطباء ينتظرون دخول رمضان ، فيبدأون بكل حماسة ثم ما يلبثون حتى تقل حماستهم ؛ نظراً لأن المساجد عادت من جديد إلى ما كانت عليه ، هل تعلم لماذا ؟ لأننا لم نُعِد الجمهور لرمضان .

وسائل مهمة قبل رمضان :
1- خطبة بعنوان " كيف نستعد لرمضان " ، وحبذا لوكانت في بداية شعبان أو في رجب .
- دروس مسجدية للحديث عن " عبادات رمضان وكيفية تجويدها " الصوم وأحكامه " ، " الصلاة وآدابها " ، " فضل القرآن الكريم " ، " أهمية الصدقة " ، هذه أهم العبادات في رمضان والسؤال : هل من الأفضل أن نحدِّث الناس عن هذه العبادات قبل رمضان ؟ أم في رمضان ؟ !

3- قد نتناول هذه الموضوعات التي ذكرناها في خطبة الجمعة أيضاً ويضاف إليها " فضل صلاة الفجر " فضل السنن " وغيرها من عبادات رمضان .

4- تهيئة الناس للخير وذلك عن طريق :
• شنطة رمضان ( تؤخذ من أصحاب الحي وتوزع على الفقراء)
• الإعلان عن أنشطة المسجد في رمضان وذلك مثل " انتظرونا في رمضان "، وتكتب لوحة في مكان ظاهر في المسجد لتعريف الناس بالأنشطة .

الفقرة الثانية: 
برنامج مقترح لرمضان
1- يبدأ هذا البرنامج بالفجر وصلاته بالمسجد .
• خاطرة الفجر (سؤال وجائزة ) قد يقوم أحد شباب المسجد بإعدادها ويشرف عليها إمام المسجد ، ومتابعتها يومياً ، وتسلم الجائزة في درس المغرب أو بعد صلاة التراويح .

2- درس العصر
• يتناول فيه الخطيب في بداية الشهر " فضل شهر رمضان " ثم يخصصها بعد ذلك للحديث عن :

- سلسلة من السلاسل (حلقات الدار الآخرة ) (قصص الأنبياء) (شرح حديث مطوَّل ) (فقه العبادات ) .

3- درس المغرب
• قد يقوم البعض باستكمال درس العصر .
• قد يقوم البعض بالاكتفاء بدرس العصر .

4- الترويحات
• الترويحات لها أهمية كبيرة فهي تتم بين صلاة التراويح .
 وهي بمثابة دافع للجمهور على استكمال الصلاة والإحساس فيها بالخشوع وقد تتم هذه الخواطر في :
- الحديث عن آية من آيات القرآن والتي يقرأها الإمام في التراويح .
- الحديث عن " سلسلة إحياء القلوب " .

5- خطبة الجمعة
وخطبة الجمعة في رمضان لها أهمية خاصة وأقترح :
- أن تخصص هذه الخطبة لمناقشة قضايا تهم الأمة وذلك لأن الناس في رمضان أقرب إلى الخير والتأثير يكون أقوى ، فقد يأخذ الخطيب قضية من القضايا ويحاول أن يقنع الناس بها ، وعلى سبيل المثال " الزواج وأهم مشاكله " " الإيجابية وأهميتها" خطورة الغفلة " " أهمية العمل " " الإشاعات وخطورتها" .

الفقرة الثالثة  :
هناك آداب وفضائل يغفل عنها كثير من المصلين ومنها :
• الجلوس في المسجد حتى الشروق .
• قراءة ورد قرآني مع مجموعة .
• تصحيح التلاوة وتجويدها .
• أذكار الصباح والمساء .
فعلى الخطيب أن يذكّر الناس بهذه الفضائل ويشاركهم فيها .

الفقرة الرابعة :
وصايا هامة لإخواني من الأئمة والخطباء .
• استعن بالله عزوجل واجعل نصب عينيك قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم " [ رواه مسلم ]
• ان تعد أدواتك ومواد خطبك ودروسك مبكراً .
• لا تنس أن تستعد لرمضان .
• لا تنس حظك في رمضان من القرآن والذكر .
• أنت أول المستمعين لكلامك ، فكن قدوة لغيرك .
• أن تُعْلي دائماً من همة جمهورك .
• أن تحدد هدفك في كل خطاب لك ؛ لكي يصل إلى الناس واضحاً ومفهوماً .
• جدد من خطابك ولا تجعله يسير على وتيرة واحدة .
• استمع إلى ما يطلبه جمهورك ، وحبذا لو قمت بعمل استبيان لمعرفة اهتمامات جمهورك ، فلا نريد أن نكون في وادٍ وجمهورنا الحبيب في وادٍ آخر .
• انظر بعد كل خطبة أو درس أو خاطرة إلى مستمعيك وقيّم نفسك وموضوعك ، وعلى هذا الأساس حدد القادم .

هذه بعض الاقتراحات التي أقدمها لإخواني من الأئمة والخطباء ، والتي أرجو من المولى – تبارك وتعالى – أن ينفعنا بها وأن يخرجنا من رمضان على الوجه الذي يرضيه عنا ، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان .

منقول للفائدة :
إعداد /  حسام العيسوي إبراهيم