مدونة المعارف

07‏/06‏/2011

ماذا يجري حول منابـع النيـل؟!الكيان الصهيوني الثاني في جنوب السودان





لم تكن إشادة الأمريكيين وحلفائهم بانتخابات السودان الأخيرة من أجل سواد عيون السودان، حتى قال فيليب كراولي: "نحن راضون عن العملية الانتخابية"، بـل لم يكن ذلك إلاَّ لأنهـا الطريق الأقرب إلى ميلاد الكيان الصهيوني الجديد في جنوب السودان!

ولقد استعمل الغرب كعادته أدواته الدولية التي يتلاعب بها كيفما شاء، مثـل (الجنائية الدولية) في قضية ملاحقة البشير للضغط، والإبتزاز، والمساومة، كما استعـمل كلّ ما يحمله السودان من تناقضات سياسية، وعرقية، وإثنية، وحزبية، وما يثقـل كاهلـه من مشكلات، وكلّ ما يلزم للوصول إلى الاستفتاء الذي يعـلن ميلاد الكيان الصهيوني الصليبي المسخ في جنوب السودان.

كما قـد خطّط التحالف الصهيوغربي في إطار خطّته الاستراتيجية التي يُطلق عليه (تحالف المحيط) أي المناطـق والدول المحيطة بالدول العربية، للوصول إلى هذا الهدف، خطـّط منذ مدة طويلة، حتى نجـح أخيـراً بما يُسمى باتفاق نيفاشا 2005م الذي أعطى الجنوب حق الانفصال.
وفي مؤتمر إيباك الماضي أعلن الصهاينة عزمهم توفير كلّ ما يحتاجـه جنوب السودان في حال الانفصال إلى دعـم سياسي، واقتصادي، وأمني للدولة الناشئة!
وبدوره أشاد أزيكيل بول ممثـّل الحركة الشعبية في جنوب السودان، أشـاد بجهـود الصهاينة لدعـم الانفصال، بل قـدّم طلبا يشتمـل على جميع احتياجات الجنوب إذا حقـّق الانفصال، من مشاريع الريّ إلى بناء مؤسسات الدولة المدنية مرورا بالمؤسسات الأمنية!
أما أمريكا فقد أعطت الحركة الشعبية قنصلية ووضعاً دبلوماسياً متميزاً، مثل تايوان، وتيـمور الشرقية، والتكاليف تتحمّلها أمريكا!
وإنـَّه وللأسف الشديد يتحرك النشاط الصهيوني المعادي للإسلام، في تلك المنطقة المهمّة في العالـم بعيدا عن الأنظار وفي عتمـة شديدة، ليس سببها قطعـاً كونها إفريقيا السوداء، بل لعـدم الاهتمام الكافي بهــا، رغـم كون الصراع الدولي القادم سيكون في جزء كبير _ إن لم يكن الأكبـر _ فيهـا وعليها.
وحقـاً وليس من المبالغة القول إنَّ تسعة أعشار كنوز العالم هي في إفريقيـا، وأنه لولا النهب الغربي لتلك الكنوز في القرنين الماضيين، لما وصل الغرب إلى ما وصل إليه من تحوله إلى ثقـل الاقتصاد العالمي، ثم تربعه على مركز التحكم في العالم...
ولهذا فلا عجب أن يقـيم الكيان الصهيوني علاقات دبلوماسية مع 46 دولة أفريقية من مجموع دول القارة البالغ عددها 53 دولة، منها 11 دولة بتمثيل مقيم بدرجة سفير وسفارة، و33 بتمثيل غير مقيم، ودولة واحدة بتمثيل على مستوى مكتب رعاية مصالح، ودولة واحدة أيضا بتمثيل على مستوى مكتب اتصال، علما بأن للصهاينة 72 سفارة، و13 قنصلية، و4 بعثات خاصة على مستوى العالم.
وهذا يعني أنَّ البعثات الدبلوماسية الصهيونية في أفريقيا بالمقارنة مع بعثاتها في العالم تشكل 48%، وهذا يعني أن نصف الحراك السياسي الصهيوني في العالم هو في إفريقيـا...
إنـّه يعـلم أهمية القارة الأفريقيـة، وما ستقدمه من مكاسب لم يكن يحلم بها، على جميع المستويـات، وأهمّهـا الاقتصاديـة.
ومن أهـمّ أهداف التحالف الصهيوغربي في شرق أفريقيا هو السيطرة على مياه النيل، واستغلالها لتحقيق مكاسب كبيرة جداً، من أهمّهـا محاصرة مصر بوضع اليد على منابع النيل.
وقـد كان المراقبون يتعجّبـون من الرحلات المكوكية لوزير الخارجية الصهيوني ليبرلمان إلى دول حوض النيل، حتى تفاجـأ الجميـع بالإعـلان عن اتفاقية تقاسم مياه النيل، وبناء السدود على منابعه، مما جعل مصـر تعترض بشدة على هذه الاتفاقية، التي سـوف تضرها ضررا بالغـا.
ثم تبيـّن أنّ الصهاينة كانوا قد قدموا إلى بعض دول منبع النيل دراسات تشتمل على برامج متكاملة لبناء ثلاثة سدود منذ أعـوام مضـت.

كما كشفت صحيفة من جنوب أفريقيا هي راندي ديلي ميل في يناير من هذا العام، أنَّ اجتماعات عقدت في الكيان الصهيوني بين أعضاء بالكونغرس الصهيوني، ووزراء أثيوبيين، تم خلالها الاتفاق على إنشاء مشاريع مشتركة عند منابع نهـر النيل، منها إقامـة سـدود كبيرة...

هذا ما تم الكشف عنه، وما لم ينشـر أدهـى وأمـر، والخلاصة أن انفصال جنوب السودان، وولادة دولة جديدة داعمة للكيان الصهيوني، بل كيان صهيوني ثاني في دولة هي أحـد أهـم دول منبع النيـل، يعني كارثـة عظمى ستقع على الأمّة الإسلاميـّة!!

ولاريب أنَّ أعظـم أسباب هذه الكارثـة، تفـرق الأمـّة شـذرَ مـذر، وتخلـّي أنظمتها السياسية عن مشروعها الحضاري العالمي إلى الشؤون الداخلية، ثم اختزال هذا الاهتمام بالحفاظ على الكرسي وتوريثه فحسـب!
في حين يتحـرّك التحالف الصهيوغربي في إطـار عالمي ليطـوّق الأمة، ثم يجعل هذا الحصـار أحـد وسائل التحكم في الأنظمـة، وتوجيهها للإمعان في محاربة الإسلام، وتمزيق الحضارة الإسلامية.

وإذا ضربنا الحالـة المصرية على هذا مثـلا، فهو أوضح الأمثلة، فقد فشل النظام المصري الحالي رغم مركزية دور مصر وأثره المحوري على الأمّة بأسرها على جميع المستويات الخارجية، كما فقـد جميع الملفـات، حتـى إذا لم يبق له إلاّ (معبر رفح) لم يصنع به شيئا سوى أن لفـّه على عنقه فخنـق به نفسه!
فلمـّا سُقـط في يده، وفقـد نفوذه الخارجي، وتقلـّص دوره، وقـع في شـرَكِ حصار يهدده حتى في شريان الحياة نفسه، وذلك بإقامـة سدود على النيل، ولم يستفد شيئا من تطبيعه مع الصهاينة سوى مزيد من المؤامـرات الصهيونية على مصـر.

وقـد ذكرنا مراراً أنّ تحالف الشـرّ الصهيوغربي لا يقيـم وزنـا للحدود الدولية، ولا معنـى عنـده لسيادة الدول في سبيل تحقيـق أهدافه التي على رأسها بقاؤه مهيمنا على العالم، وإبقاء الإسلام ضعيفا، إن لم يتمكـن إبادته.
وهو في الوقت الذي يعزز في أمتنا الشعارات الزائفة عن الوطنيات المصطنعـة ليمعن في تمزيقنـا، ينظـر إلينـا وهو يشـنُّ الغارة على العالم الإسلامي على أننـّا أمـة واحدة، يجب أن يبيد حضارتها من الخارج والداخـل...

ونحن بهذه المناسبة التي كتبنـا فيها عن خطر ولادة هذا الكيان الصهيوني في جنوب السودان، نعيد التذكير بما يقع على كاهل الجهاد الصومالي من مسؤولية عظمى، للتصدّي للمخطَّط الصهيوغربي على الصومال خاصة، وعلى إفريقيا المسلمة عامة...
وأنـّه يجـب على المشروع الجهادي الصومالي كما ذكرنا سابقـا عند أوّل تشكل المشروع الخدعـة الإسلاأمريكي! أن يضع نصب عينه أن يتحـوّل إلى منطلـق مشروع التصدّي للعدوّ الصهيوغربي في إفريقـيا كلَّها، فإنـّه لا يقل خطـورة عن غيره من مشاريع هذا المحور الشرير على أمتنـا الإسلامية من جاكرتا، إلى أقصى حجر في المغرب العربـي.
ولهـذا يجـب أن يكلّلوا جهود المصالحة التي تجري الآن على قدم وساق بين التيارات الجهادية بالنجـاح، كما يجب أن ينتبه المشروع الجهادي في الصومال للأخطاء التي وقعت فيها مشاريع جهاديـة أخرى _ بيّنـاها في محاضرة نقد المسيرة الجهادية _ حتى لا تتكـرَّر...
كمـا يبني على إنجازاتها العظيمـة التي رفعت رأس الأمّة في أحلك زمانها.
كما نحمل الدعاة، والعلماء، والمفكرين الإسلاميين مسؤوليتهم لمزيـد من العنايـة والاهتمام بالقرن الإفريقي، وقضايا الأمة فيه، وذلك في إطار مشروع ثقافـي أممـي يزيـّف خطاب الخنـوع والذلّ الذي يُروَّج على ألسـنة فقهاء التسـوّل، تحت شعار (الوسطيّة) الزائـف، ويشجـّع ثقافة الجهـاد، والمقاومة، والعـزّة...

ويستنهض الأمـّة لمواجهة الغارة التي يشنّها الأعـداء على أمتنـا

والله المستعان، وحسبنا الله، عليه توكّلنـا، وعليه فليتوكـّل المتوكّلـون

المصدرhttp://www.islamway.net/?  iw_s=Article&iw_a=view&article_id=6749

مكانة الجهاد في سبيل الله


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين أما بعد:
فإبراءً للذمة وأداءً للحق الواجب بخصوص ما يعانيه شعبنا المسلم المرابط في فلسطين المحتلة أذكّر بما يلي:
إن جهاد إخواننا في فلسطين المحتلة هو جهاد عظيم في سبيل الله تعالى، للدفاع عن مقدسات المسلمين ولرفع الظلم عن أنفسهم ولاسترداد أرضهم وأرض المسلمين، يحتسبون فيه ما أصابهم من ألم أو هَمّ أو نصب، ولا أعلم اليوم جهاداً في سبيل الله هو أفضل من الجهاد معهم لمن قدر عليه بمال أو نفس أو قول أو دعاء.
ولذا فإن نجدتهم حق واجب ونصرهم فرض لازم لجميع المسلمين بمقتضى نصوص الكتاب والسنة، قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] وقال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ٌ ) [التوبة:71] وقال: وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ [النساء:75] .
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه }. 
 فضل الجهاد بالمال
اضف للسلة العلمية

أذكِّر نفسي وجميع إخواني بعموم الآيات والأحاديث في فضائل الجهاد والرباط والشهادة في سبيل الله تعالى. وهي معلومة ولله الحمد. ومن ذلك فضل الجهاد بالمال، فإنه من أعظم القربات وأفضل أنواع الجهاد في كل حين، فكيف وقد حيل بين المسلمين وبين الجهاد بأنفسهم في فلسطين ؟!
ولعظم مكانة الجهاد بالمال قدمه الله تعالى في أكثر المواضع من القرآن الكريم على الجهاد بالنفس كقوله تعالى: انْفِرُوا خِفَافاً وثِقَالاً وجَاهِدُوا بِأمْوالِكُم وأنْفُسِكُمْ في سَبِيْلِ الله [التوبة:41] وقوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [التوبة:20]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الصف:10-11].

وقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات:15].

إن خذلانهم أو التهاون في مناصرتهم ورفع الظلم والاضطهاد عنهم ذنب عظيم، وتضييع لفرصة كبيرة في تحطيم آمال الصهيونية ، وتعريض للمسلمين والعرب جميعاً لخطر مُدْلَهِمّ، فإن لم يغتنم المسلمون اليوم الفرصة فسيندمون على فواتها إلى أمدٍ الله أعلم به، وإن تغييب الأمة عن ذلك وإشغالها باللهو واللعب يبلغ درجة الإجرام في حقها وحق قضاياها.
الحث على الإنفاق في سبيل الله
اضف للسلة العلمية

إن التعاون على نصرتهم بكل أنواع النصرة الممكنة - مع كونه واجباً على المسلمين كما تقدم وكونه من الجهاد في سبيل الله - هو أيضا داخل دخولاً أوّلياً تحت قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2]، ولهذا فإن حض المسلمين على التبرع بسخاء لإخوانهم هو عمل صالح {ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله } وفي ذلك اقتداء بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كان يحض أصحابه على الإنفاق في سبيل الله تعالى وتجهيز الجيوش، كما حصل في غزوة تبوك في جيش العسرة المشهورة قصته في الصحيحين وغيرها، وفي كتب السيرة.

إن إيصال المعونات المالية والمادية من سلاح وغيره إليهم داخل إن شاء الله تعالى في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا } متفق عليه، ولذا فإن كفالة من يوجد من أسر المجاهدين ورعايتهم فيه هذا الفضل العظيم، بل وفي إيصال ذلك إليهم إنقاذ لأنفس مسلمة، فليجتهد المسلمون في ذلك وليتسابقوا فيه، كما أن الاهتمام بإخواننا الفلسطينيين من سكان المخيمات في دول الجوار مهم للغاية فيجب على الدعاة إلى الله إعطاء ذلك حقه.
تقديم الأهم في الإنفاق في سبيل الله
اضف للسلة العلمية

ينبغي في الإنفاق في سبيل الله أن يقدم الأهم بحسب ما بينته السنة، ومن ذلك تقديم نفقة الجهاد في سبيل الله في هذا الموطن الواجب على نفقة حج التطوع وغيره من التطوعات كبناء المساجد وحفر الآبار لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد سئل: {أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله؛ قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم أي؟ قال: حج مبرور }. متفق عليه.
2 - النصر مع الصبر
اضف للسلة العلمية

أبشِّر إخواني المسلمين في أرض فلسطين وغيرها بأن مع العسر يسراً وأن النصر مع الصبر، وأن موقف العدو الصهيوني اليوم هو أكثر ما يكون حرجاً وشدةً، فقد انحصرت الخيارات أمامه في خيار واحد، هو الاستمرار في العنف والإبادة إن تراجع عنه فهو إقرار بالهزيمة وبداية للانقسام، وإن استمر فيه فسيقع في الهاوية -بإذن الله- ومن هنا لا يجوز إنقاذ موقفه بإيقاف الانتفاضة مهما كانت التضحيات.

وإن التطور النوعي في أساليب الجهاد -مثل اقتحام المستوطنات ومباغتة القواعد العسكرية وصناعة الأسلحة وتطويرها- وكذلك الدقة والإحكام وعمق الاختراق في العمليات الاستشهادية ليؤكد ذلك.
حقيقة المجتمع الصهيوني
اضف للسلة العلمية

لا ينبغي أن تحول متابعة الأحداث اليومية بيننا وبين الاطلاع على حقيقة المجتمع الصهيوني من الداخل. إنه مجتمع يخيّم عليه الرعب، وتسيطر عليه الشحناء، وعند كل عملية استشهادية يزداد فقد الثقة بالمستقبل لديه، ويتدهور اقتصاده باستمرار، وقد وصل الحال إلى احتجاج طائفة من الجيش على السفاح شارون وحكومته، وهو ما يعد سابقة خطيرة، كما أنه يفقد التعاطف الخارجي عند كل عملية اجتياح، ويستطيع أي مراقب أن يقول: إنه يعيش عزلة عالمية لم يشهدها من قبل باستثناء الصهاينة في حكومة أمريكا الطاغية الظالمة، ومن هنا وجبت الثقة في نصر الله، وحرمت محاولة إخراجه من عزلته وإنقاذه من مأزقه.
نتائج اللاهثين وراء سراب السلام
اضف للسلة العلمية

كشفت الأحداث الأخيرة أن الذين يلهثون وراء سراب السلام مع هذا العدو منذ معسكر داود لم يجنوا سوى الخيبة والخسارة، فها نحن أولاءِ نرى ماذا جنى جنود الأجهزة الأمنية للسلطة الذين طالما لاحقوا المجاهدين، وترصدوا لهم ودلّوا عليهم جنود يهود بل قَتلوا أو سلَّموا بعضهم للعدو، فهل يعتبرون ويتوبون وهل يتعظ بهم الآخرون؟!

وهنا نسجل تقديرنا وشكرنا لكتائب الأقصى وللشرفاء من منظمة التحرير الذين انحازوا إلى خيار المقاومة، وشاركوا الإسلاميين شرف القتال، ونرجو أن يكون ذلك مقدمة لتوحّد الشعب الفلسطيني بكل فصائله تحت راية الإسلام والجهاد وإقامة الحكم الإسلامي على أرضه المباركة.
3 - الجهاد هو الحل
اضف للسلة العلمية

إن التطبيع مع عدو طبيعته الغدر والخيانة والتملّص والمماطلة -كما يشهد بذلك كتاب الله والسلوك التاريخي الثابت لليهود- هو قبض للريح وجمع بين المتناقضات، وفوق كونه خطراً عظيماً على العقيدة والمقدسات والقيم والأخلاق والاقتصاد والثقافة، ولشدة وضوح ذلك ومنافاته للبدهيات والضروريات رفضته الشعوب التي ابتليت به منذ موافقة حكوماتها عليه وهي الآن أشد له رفضاً، فما جدوى أن تبتدئ الشعوب الأخرى من حيث بدأت، ومن هنا لم يبق للأمة من مخرج -واقعاً- إلا ما هو المخرج شرعاً وهو الجهاد ودعم صمود شعبنا المسلم واستمرار انتفاضته، وإذا كان هنالك مجتمعات تُعَـبِّر عن شعورها بالتظاهر الصاخب فإن مجتمعات أخرى يجب أن تُعَـبِّر عنه بالبذل السخي والإنفاق المستمر.
جواز الهدنة مع العدو لتحقيق المصلحة الشرعية
اضف للسلة العلمية

إن ما قررناه آنفاً لا يعني إغلاق أبواب السياسة الشرعية والدبلوماسية الحكيمة لتحقيق مصلحة الأمة ومساندة الجهاد، أو التهيئة لـه والتربص بالعدو..، ومن هنا أجازت الشريعة المطهرة مهادنة العدو ومناورته على سبيل السياسة الشرعية ولتحقيق المصلحة الشرعية، ومنها إظهار تعنّته وإحراج موقفه وكشف حقيقته، لكن دون أن يترتب على ذلك موالاته وترك عداوته، أو الإقرار لـه بشيء من الحقوق الثابتة التي لا يملك المسلمون - ولو أجمعوا - التنازل عنها، لأن الله هو الذي أنـزلها وفرضها كما أنـزل وفرض معاداة الكافرين ومجاهدة المعتدين، ومن ذلك كون أرض فلسطين كلها وقفاً إسلامياً لا يملك غير المسلمين شيئاً منه إلا بعقد ذمة، وكون أملاك اللاجئين حقاً شرعياً متوارثاً لأبنائهم إلى يوم القيامة لا يجوز لغيرهم -كائناً من كان- أن يتصرف فيه بشيء، ولا يحق له أن يتنازل عنه.
الخاتمة
اضف للسلة العلمية

ختاماً: بكل عزم في الطلب ورجاء في الاستجابة نهيب بإخواننا المسلمين أن يسارعوا لنجدة شعبنا الصابر في الأرض المقدسة ، ونذكّر من جاهدوا بأموالهم عند بداية الانتفاضة المباركة أن الحاجة الآن أشد والحال أشق، ونذكّر من لم يفعل ذلك أن يستدرك ويسابق في هذه التجارة الرابحة، وسوف يعوضكم الله بإذنه عما تنفقون راحة في الضمير وبركة في الرزق ونوراً في القلب، وما عند الله خير وأبقى وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً [المزمل:20] وإن مما يعين المسلم على الالتـزام ويضاعف لـه الأجر -بإذن الله- أن يخصص نسبة ثابتة من الراتب -أو غيره- يقدمها شهرياً ويحث أقرباءه وأصدقاءه على ذلك.

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم الذي لـه الخلق والأمر وبيده الملك وإليه يرجع الأمر كله أن ينصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان، وأن يقر أعيننا بعزة دينه وعلو كلمته وخذلان أعدائه من أهل الكتاب والمنافقين والمفسدين في الأرض إنه على كل شيء قدير.

كتبه: سفر بن عبد الرحمن الحوالي

ما هي الفراسة؟ وما هي حدودها؟

الجواب من فضيلة الشيخ د/ عبد الحي يوسف
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالفراسة هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية، وأيضاً هي ما يقع في القلب بغير نظر وحجة، ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله"، ثم قرأ: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} قال: "للمتفرسين".أ.هـ.

وهذا الحديث أخرجه أيضاً البخاري في التاريخ وابن جرير وابن أبي حاتم وابن السني وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب، وأخرجه الحكيم الترمذي والطبراني وابن عدي عن أبي أمامة، وأخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن عمر.

وقد قسَّم ابن الأثير الفراسة إلى قسمين:
- الأول ما دل ظاهر هذا الحديث عليه: "اتقوا فراسة المؤمن"، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه؛ فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس.
- الثاني نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس.أ.هـ.

وقال المناوي: "اتقوا فراسة المؤمن، أي اطلاعه على ما في الضمائر بسواطع أنوار أشرقت في قلبه؛ فتجلت له بها الحقائق، فإنه ينظر بنور الله؛ أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى".

وبخصوص ما ورد في سؤالك أذكر لك قصة حكم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عليها بالصحة؛ وهي ما أخرجه الحاكم عن قتيبة قال: رأيت محمد بن الحسن والشافعي قاعدين بفناء الكعبة؛ فمر رجل فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتى نزكن -أي نتفرس- على هذا الآتي؛ أي حرفة معه؟ فقال أحدهما: خياط، وقال الآخر: نجار، فبعثا إليه فسألاه؛ فقال: كنت خياطاً وأنا اليوم نجار!!

•• وعليه: فقد يستطيع الإنسان بفراسته أن يعرف وظيفة الآخر وما هو عليه، لكن ليحذر المرء من أناس يدعون الفراسة، وهم أهل حيل ومخرقة ولهم اتصال بالجن، ليمارسوا على الناس أنواعاً من الدجل والخرافة، والله تعالى أعلم.

03‏/06‏/2011

الطيش

الطيش

الطيش لغة:
قال اللّيث: الطّيش: خفّة العقل، والوصف من ذلك طائش من قوم طاشة، وطيّاش من قوم طيّاشة.
وقال بعضهم: طيش العقل: ذهابه حتّى يجهل صاحبه ما يحاول. الطيش اصطلاحا:
الطّيش مثل السّفه، وهو سرعة الغضب من
يسير الأمور.
وقيل: هو استعمال القوّة الفكريّة فيما لا ينبغي، وكما لا ينبغي.

من الآثار وأقوال العلماء الواردة في ذمّ (الطيش)

1- بلغ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه:
أنّ جماعة من رعيّته اشتكوا من عمّاله، فأمرهم أن يوافوه، فلمّا أتوه قام، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:
أيّها النّاس، أيّتها الرّعيّة، إنّ لنا عليكم حقّا، النّصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير، أيّها الرّعاة إنّ للرّعيّة عليكم حقّا، فاعلموا أنّه لا شيء أحبّ إلى اللّه ولا أعزّ من حلم إمام ورفقه، وليس جهل أبغض إلى اللّه ولا أغمّ من جهل إمام وخرقه «1».
2- قال أبو منصور: «الأناة حصن السّلامة والعجلة مفتاح النّدامة» «2».

3- وقال: «التّأنّي مع الخيبة خير من التّهوّر مع النّجاح» «3».
4- وقال أيضا: «الشّباب مظنّة الجهل، ومطيّة الذّنوب»«4».
5- قال ابن المعتزّ: جهل الشّباب معذور وعلمه محقور«5».

من مضار (الطيش)

(1) ضياع حقّ المرء.
(2) عدم احترام النّاس له.
(3) ضياع الثواب.
(4) فيه طاعة للشّيطان.
(5) من علامات السّاعة.
كتبه (6): أبو أسامة سمير الجزائري بلعباس 2 رجب 1432
__________
(1) الإحياء (3/ 186).
(2) التمثيل والمحاضرة (420).
(3) التمثيل والمحاضرة (420).
(4) المرجع السابق (382).
(5) المرجع السابق (382).

01‏/06‏/2011

أصفارٌ تحتاج إلى أرقام



((الصفر )) يعيش حياة غريبة ؛ففي حين أنه ليس له أي قيمة متى ما كان منفرداً أو بجوار صفر آخر ولو كثر عدد جيرانه من الأصفار ،فهو في الوقت نفسه متى ما وقف بجواره عن يساره عدد صحيح كان هذا الصفر هو المؤثر في العدد فكلما انطلق هذا الصفر باتجاه اليمين زاد قدر هذا العدد وتضخم وأصبح ممتناً لهذه الأصفار المتكاثرة والمتناثرة عن يمينه !
وفي الحقيقة عندما أتأمل حياة الكثيرين منا أجد أنه (كالصفر ) ولن أقول (صفراً) فهو عديم الفائدة متى ما كان بمفرده شعلة من النشاط والحيوية متى ما وجد شخصاً عاملاً يقف بجانبه .

فما هو الحل وما العمل مع هذه الفئة ؟
هل نترك هذه الأصفار تعيش أصفاراً وتموت أصفاراً ؟؟

هل نترك هذه الأصفار مجتمعة مع بعضها وهي تحسب أن في اجتماعها قيمة ومكانة لها ؟وما علمت أنه لو اجتمعت جميع أصفار الدنيا معاً ما زادت على قيمة أحدها منفرداً !
إن التعامل مع هؤلاء الناس ينبغي أن يكون بعناية ومعرفة بأحوالهم وسبر أغوار نفوسهم ؛ولذلك علينا أن نهتم بما يلي :
أولاً: علينا أن نحاول تحويل هذا الصفر إلى رقم وذلك بأن نجعل هذا الشخص يؤمن بأن له قيمة وعنده قدرات وإمكانيات لا تقل عن إمكانيات أكثر الناس نجاحاً وأن سبب سلبيته هو عدم استفادته المثلى من إمكانياته وقدراته بالشكل المناسب .
فهذا بلال رضي الله عنه كان قبل إسلامه صفراً ؛فهو عبد حبشي يباع ويشترى فلما أسلم كان رضي الله عنه وأرضاه رقماً مميزاً في تاريخ أمة الإسلام إلى قيام الساعة .
ففي مكة صبر على أذى قريش له ؛فكلما بالغوا في تعذيبه بالغ في ترديد (أحد أحد ) فلما سألوه عن صبره على شدة العذاب ؛قال :مزجة حلاوة الإيمان مع مرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب !
وفي المدينة :كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم .
وعند موته قال :غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه .
ويوم القيامة :عن بريدة قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فدعا بلالاً ، فقال : يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ؟ إنني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي ؟ فقال بلال : يا رسول الله ! ما أذنت قط إلا صليت ركعتين ، و لا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا)صححه بعض أهل العلم .

ثانياً :
إذا وجدنا أن هذا الشخص لا يستطيع أن يكون له أثر نافع بمفرده فعلينا أن نجعله مع شخص أو أشخاص يثيرونه ويحمسونه على العمل والنجاح ،بمعنى أن ندمج هذا الصفر مع رقم أو أرقام ،فالأب إذا كان لديه ابن بهذه الصفة فلا يتركه يعيش حياة سلبية ،بل يُشركه مع أحد إخوانه أو أقاربه في عمل جماعي يكون له نتاج طيب ،والمعلم القدوة يلاحظ ذلك في تلاميذه فيوزع الأرقام (وهي في الغالب أقل ) على الأصفار (وهي في الغالب أكثر )فتتكون مجموعات الطلاب على هذا النحو عسى أن يؤثر المجتهد في غيره؛ وكذلك المدير الناجح يتفقد موظفيه ويقوم بتوزيعهم في الأقسام حسب ما ذكرنا فيؤثر المنتج على غير المنتج . وعليهم جميعاً المتابعة والملاحظة الدائمة حتى لا يحدث العكس فتؤثر الأصفار في الأرقام تأثيراً سلبياً تطمس بها معالمها فتعود أصفاراً مثلها .
وعلينا جميعاً أن نتذكر أن هذا الصفر قد يصبح بعد ذلك هو المؤثر في الرقم وفي غيره من الأرقام ؛فكم من شخص انتفع بمقولة شخص آخر ؛فإذا به بعد ذلك يؤثر في أمة كاملة .

ثالثاً :
علينا أن نعلم أن بقاء هذا الشخص (الصفر) بمفرده ضرر محض
وأضر من ذلك اجتماعه مع غيره من الأصفار والتي قد تتحول إلى أرقام ضارة وليست نافعة ؛فما تدنى مستوى طلابنا في المدارس ولا قلة إنتاجية موظفينا ولا اشتغل أولادنا بالتوافه إلا بسبب اجتماع هذه الأصفار .

رابعاً:
علينا أن نعلم أن هناك أصفار مهما بذل نحوها فلن تتبدل قيمتها أبداً وذلك لأنها لا تقف في المكان المناسب فهي وللأسف تقف عن يسار الأرقام وليس عن يمينها .

خامساً:
على من يرى نفسه رقماً -ولو صغيراً – أن يسعى في التأثير على هذه الأصفار ولو باليسير ،وليعلم أن الدال على الخير كفاعله ؛ومن دعا إلى هدى فله مثل أجر فاعله ؛ وأن الخلق عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله .

وأخيراً أخي الكريم هل أنت صفراً لا تحيى بدون أرقام ؛ أم رقماً تغير مسار الأصفار ؟رجائي إن لم تكن رقماً فكن صفراً مع أرقام !
ورجائي ثم رجائي أن لا تكون صفراً أو صفراً مع أصفار .
ودعائي الصادق لك بأن يُبدل الله حالك إن كنت صفراً تقف عن يسار الأرقام 0والله المستعان وعليه التكلان ووفق الله الجميع .

السلفيون وإعلام النصارى وبني علمان المضلل

     إن الحملة التي تشن الآن على السلفيين هي في جزء منها محاولة لإخافتهم وإخافة المجتمع منهم ليرجعوا للانزواء في زواياهم مكتفين بتدريس كتب العقيدة والفقه والحديث للعشرات أو للمئات وهذا وإن كان جانبا هاما ينبغي ألا يهمل إلا أن الانفتاح على شرائح أخرى من المجتمع بوسائل جديدة وربط الإسلام بواقع الناس السياسي والاجتماعي والاقتصادي ونشر الوعي بشأن الشريعة الإسلامية واهميتها وشمولها وملائمتها لكافة العصور لا يقل أهمية وهو ما سيتيحه إنشاء حزب سياسي أو على الاقل المشاركة السياسية بأي شكل من الاشكال..ليس من العيب أن يعترف السلفيون أنهم لا يملكون خطة للمشاركة كما أنه ليس من العيب أن يعترفوا أنهم يحتاجون لوقت لتمحيص الامر وإعداد البرنامج المناسب لكن من العيب كل العيب أن يسارعوا في اتخاذ مواقف غير مدروسة تصب في الأخير في مصلحة أعداء المنهج الإسلامي..ومما ينبغي الالتفات إليه أن المشاركة السياسية لن تعيق الحركة الدعوية ولن يشارك فيها بالضرورة القيادات الدعوية التي لا ترى في نفسها كفاءة لخوض هذا الغمار فالأمر سيحتاج في الغالب لقيادات شابة على دراية أكثر بحركة المجتمع وافكار الشباب مع الاستفادة من علم القيادات الكبيرة وحكمتها في التأصيل الشرعي...