مدونة المعارف

30‏/05‏/2009

الزاوية الخفية ( التجربـــة )



بحمد اللـه انطلقت في الآونة الأخيرة الكثير من البرامج والمشاريع والخطط التي تهدف إلى النهوض بالمحاضن التربوية الدعوية من خلال تجارب عميقة أنفق في طرحها وفي دراستها وعرضها الكثير من الجهد والوقت تجلى واضحا للجميع.
وكما أن لكلٍ نظرته في تقويم أي عمل وأي جهد، فقد كان للبعض منا طريقته في تقويم تلك الجهود انطلاقاً من زاوية التجربة، فإن كانت التجربة بالسلب فرضت وصاية عامة على الكاتب، وتعميماً مقيتا لجهود الآخرين الطيبة والحسنة، وإن كانت الأخرى فرضت على من كان كذلك نوعاً من الطرح المثالي الذي قد يكون ملائماً لفئة معينة، بينما هو لآخرين ليس كذلك.
ولعله من المؤسف جداً أن نُنَظِر ونناقش، ونتهاجر أحياناً لماذا ؟ لأن تجربتي حسنة وتجربتك سيئة أو العكس، ونقضي في ذلك أجلَّ ما نملك، وهي أقاتنا.
ما المانع أن نعيد النظر في تجاربنا السيئة ونستخلص منها ما استفدناه، ونعرضه بقالب منصف ومتجرد، ونبتعد عن مواطن المدح أو الذم لتلك التجربة؟ بل نترك الحكم للقارئ، ومهمتنا فقط العرض بإنصاف وتجرد، وأمام من يحتاج ذلك ويستحقه، لا أن نأتي لكل أحد لنقول: نحن مررنا بالمحاضن التربوية وفيها من السلبيات كيت وكيت، وقد يكون غيرنا حاقداً أو حاسداً، أو بأحسن الأحوال ممن لا يقدم شيئاً ولا يملك أدنى هم أو اهتمام.
وأيضاً حول التجارب الحسنة والإيجابية ينبغي علينا البعد عن الحساسية المفرطة تجاه طرح الأخطاء بحجة نشر الغسيل، أو أنها للتشفي والانتقام، وينبغي ألاننكر وجودها، بل ننكر طريقة التعامل معها وطريقة عرضها.
وألفت نظرك أخي المربي إلى أن المحاضن التربوية والمربين ليسوا بحاجة إلى تجربتي وتجربتك ومواقفي ومواقفك، بل إنما نظرتهم وحبهم وولائهم للمنهج الذي تحمله، فإن وفقنا له، فلندل الآخرين عليه تقعيداً وتأصيلاً لمنهج تربوي عميق وناضج، لا أن نقول: فعلنا وأكلنا وسافرنا وضحكنا، وكأننا نتحدث عن ذوات.
إطلاقاً ! لا أقف ضد عرض التجارب وعرض المواقف التربوية التي عايشناها في المحاضن التربوية، فلا يكن الخلط، وإنما ألا نقف أمام طرحنا بذواتنا بل بمنهجنا وطرحنا المعتدل.
لذا نحن بحاجة إلى النظر في حكمنا وفي طرحنا وحوارنا وتأملاتنا حول الشأن التربوي عموماً، والمحاضن التربوية خصوصاً ليكون طرحاً منصفاً بعيداً عن زوايا التجارب الخفية إلى زاويا أوسع من ذلك بطرح واقعي متزن شمولي حكيم.

29‏/05‏/2009

تحية إجــــلال وتقـــدير


أيها المعلمون : ..أنتم حماة الأوطان،ومربو الأجيال،أنتم بناة المستقبل،أنتم المستحقون إن
خلصت النيات أجرالجهاد،والثواب من الله يوم القيامة يوم لاينفع فيه مال ولابنون
إلا من أتى الله بقلب سليم ،لكم سادتي أهدي تحياتي الخالصة .
تحيتي إلى:الذي اتخذأشرف الصناعات له صناعة،فحمل لتلاميذته أغلى بضاعةوأشرف رسالة
تحيتي إلى: الذي جعل أبناء المسلمين له أبناء ، فغدا عليهم شفيقا ولهم صديقا.
تحيتي إلى: الذي يحرص على تعليم تلاميذته وتنوير عقولهم بشتى أنواع العلوم والمعارف.
تحيتي إلى: الذي سكن القرى والفيافي واصطحب معه النورالذي به يبدد الظلام،وينورالألباب
تحيتي إلى :الذي يجتهد لتوصيل حبال العلم والمعرفةرغم امتداد المسافات وصعوبةالمسالك.
تحيتي إلى : الذي يسعى لردالمعوج إلى طريقه والمنحرف إلى سبيله،والمفرط إلى صوابه.
تحيتي إلى : معلم الناس الخير
تحية إلى : الذي قال فيه الشاعر .

كلمات غاليةللمربي...........

أخي المربي

* إننا في وقت يجب فيه علينا أن نطلب العلم و المعرفة لذاتهما و لمشاركة العناصر الحية في الحياة , وأن نمرن النفوس

على حب التضحية و البذل و التعاون في سبيل تثقيف عقول فلذات الأكباد ,وهذا من أوكد الواجبات الآن و من شاء

الشهرة في الوطنية والقومية فليدخل إليها من باب لترقية أفكار الناشئة ودعوة الآباء إلى ما يوجبه عليهم الإسلام ,

وتفرضه عليهم تعاليمه السامية .......

الشيخ عبد الحميد بن باديس

صورة من عجائب الورع

أُتي عمر بن عبد العزيز من الفيء ذات يوم بعنبرةٍ وعنده ليث بن أبي رقيَّة كاتبهُ. فأخذها بيده، فمسحها، ثم أَمَر بها، فرفعتْ حتى تباع، قال:

ثمَّ إنَّه أمرَّ يدَه على أنفه، فوجد ريحها، فدعا بوَضوء، فتوضأ، قال: فقلتُ له: ما هذا الذي أصبت منها حتى تتوضَّأ؟

قال: عجباً لك يا ليث، وهل يُنْتَفع منها إلا بالذي وجدت؟ أتُوكل أو تُشرَب؟

قال: وأُتي عمر بن عبد العزيز يوماً بمسك من الفَيء، فوُضِع بين يديه، فوجد ريحه، فوضع يده على أنفه وفقال: أخِّروه، حتى لم يجد له ريحاً.

[سيرة عمر بن عبد العزيز، لابن عبد الحكم: ص 54 - 55]

25‏/05‏/2009

من قراء العالم..........

ولادته ونسبه : ولد القارىء الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر . حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا ..فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام ,والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد , كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويد. أما الشقيقان محمود وعبدالحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا. عبدالباسط , وهو في السادسة من عمره .. كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته ولمدينة أرمنت التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. التحق الطفل الموهوب عبدالباسط بكتّاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن ما يكون الإستقبال , لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يتلى بالبيت ليل نهار بكرة وأصيلا. لاحظ الشيخ (( الأمير )) على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة باهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب , ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع .. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعاً بأداء يستوقف كل ذي سمع حتى الملائكة الأبرار. يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته : (( .. كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات , وكان جدي من العلماء .. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (( محمد سليم )) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري ك بعيدة جداً . ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر , وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (( أرمنت )) ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن , وكأن القدر ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب .. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (( بأصفون المطاعنة )) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات . فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع . الشيخ الضباع يقدم الشيخ عبدالباسط للإذاعة : مع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبدالباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارىء بها ولكن الشيخ عبدالباسط أراد أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص . ولكن ترتيب الله وإرادته فوق كل ترتيب وإرادة . كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي والذي به خطف الأضواء من المشاهير وتملك الألباب وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة. بعد الشهرة التي حققها الشيخ عبدالباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة بالقاهرة مع أسرته التي نقلها من الصعيد إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتي تسببت في شهرته والتحاقه بالإذاعة وتقديمه كهدية للعالم والمسلمين والإسلام على حد قول ملايين الناس . بسبب إلتحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وشرت بمعظم البيوت للإستماع إلى صوت الشيخ عبدالباسط وكان الذي يمتلك (( راديو )) في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبدالباسط وهم بمنازلهم وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً . بالإضافة إلى الحفلات الخارجية التي ك تذاع على الهواء مباشرة من المساجد الكبرى . زياراته المتعددة إلى دول العالم :بدأ الشيخ عبدالباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م فانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر رمضان .. كما ان بعض الدعوات توجه إليه ليس للإحتفال بمناسبة معينة وإنما الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبدالباسط فكان ردهم (( بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبدالباسط )) فكان الإحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جواً من البهجة والفرحة على المكان الذي يحل به .. وهذا يظهر من خلال استقبال شعوب دول العالم له استقبالاً رسمياً على المستوى القيادي والحكومي والشعبي .. حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة ..وفي جاكرتا بدولة أندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بالين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر . وفي جنوب أفريقيا عندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامي من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه ومعرفة رأيه عما إذا ك هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره , فكان أذكى منهم وأسند كل شيء إلى زميله وابن بلده ورفيق رحلته القارىء الشيخ أحمد الرزيقي الذي رد عليهم بكل لباقة وأنهى اللقاء بوعي ودبلوماسية أضافت إلى أهل القرآن مكاسب لا حد لها فرضت احترا على الجميع . كانت أول زيارة للشيخ عبدالباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده .. واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار , فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة .. لم يتردد الشيخ عبدالباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف (( لقب بعدها بصوت مكة )) .. ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية وإنماتعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام . ومن بين الدول التي زارها (( الهند )) لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك .. فوجيء الشيخ عبدالباسط بجميع الين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن هى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع . لم يقتصر الشيخ عبدالباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً .. شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكانمن أرض الله الواسعة .. ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بالسعودية والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم , فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والإحترام . تكريمه : يعتبر الشيخ عبدالباسط القارىء الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً فكان تكريمه حياً عام 1956 عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس محمد حسن مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1990م. رحلته مع المرض والوفاة : تمكن مرض السكر منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد والإلتزام في تناول الطعام والمشروبات ولكن تضآمن الكسل الكبدي مع السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر فدخل مستشفى الدكتور بدران بالجيزة إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود به إلى مصر وكأنه أحسّ أن نهار العمر قد ذهب , وعيد اللقاء قد اقترب . فما الحياة إلا ساعة ثم تنقضي , فالقرآن أعظم كرامة أكرم الله بها عبده وأجل عطيةأعطاها إياه فهو الذي استمال القلوب وقد شغفها طرباً وطار بها فسافرت إلى النعيم المقيم بجنات النعيم , وقد غمر القلوب حباً وسحبهم إلى الشجن فحنت إلى الخير والإيمان وكان سبباً في هداية كثير من القلوب القاسية وكم اهتدى بتلاوته كثير من الحائرين فبلغ الرسالة القرآنية بصوته العذب الجميل كما أمره ربه فاستجاب وأطاع كالملائكة يفعلون ما يؤمرون . وكان رحيله ويوم وداعه بمثابة صاعقة وقعت بقلوب ملايين المسلمين في كل مكان من أرجاء الدنيا وشيّعه عشرات الألاف من المحبين لصوته وأدائه وشخصه على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وك جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي فحضر تشييع الجنازة جميع سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره . في مجال الدعوة بكافة أشكالها حيث كان سبباً في توطيد العلاقات بين كثير من شعوب دول العالم ليصبح يوم 30 نوفمبر من كل عام يوم تكريم لهذا القارىء العظيم ليذكّر المسلمين بيوم الأربعاء 30/12/1988م الذي توقف عنه وجود المرحوم الشيخ عبدالباسط بين أحياء الدنيا ليفتح حياةً خالدةً مع أحياء الآخرة يرتل لهم القرآن الكريم كما كان يرتل في الدينا .
أسود عريضاقتاس من موقع حلبيات

24‏/05‏/2009

الحجاب يا أمة الله

الحجاب .. إيمان . طهارة . تقوى . حياء . عفة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد : -
فقد لقيت المرأة من التشريع الإسلامي عناية فائقة كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكان ، وإن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها، لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة ، وهذا ليس تقييدا لحريتها، بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة ، ووحل الإبتذال ، أو تكون مسرحا لأعين الناظرين .

فضائل الحجاب
الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم :

أوجب الله طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا } [الأحزاب: 36] .

وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } [النور: 31]وقال سبحانه : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } [الأحزاب: 33] وقال تعالى : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53] وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } [الأحزاب: 59 ] .

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (المرأة عورة) يعني أنه يجب سترها .

الحجاب عفة
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة، فقال تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ } [الأحزاب : 59] لتسترهن بأنهن عفائف مصونات { فَلا يُؤْذَيْنَ } فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه { فَلا يُؤْذَيْنَ } إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة، إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.

الحجاب طهارة
قال سبحانه وتعالى : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } [الأحزاب : 53].

فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب : { فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } [الأحزاب : 32] .

الحجاب ستر
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: « إن الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر » ، وقال صلى الله عليه وسلم: « أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره » ؛ والجزاء من جنس العمل .

الحجاب تقوى
قال تعالى: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } [الأعراف : 26] .

الحجاب إيمان
والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى: { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ } ، وقال الله عز وجل: { وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ } .

ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – عليهن ثياب رقاق، قالت: " إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به ".

الحجاب حياء
قال صلى الله عليه وسلم: « إن لكل دين خُلُقا، وإن خُلُق الإسلام الحياء »

وقال صلى الله عليه وسلم : « الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة » ، وقال عليه الصلاة والسلام : « الحياء والإيمان قٌرِنا جميعا، فإن رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر » .

الحجاب غيرة
يتناسب الحجاب أيضا مع الغيرة التي جبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته ، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن ، قال علي رضي الله عنه : " بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج – أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون ؟ إنه لا خير فيمن لا يغار " .

قبائح التبرج
التبرج معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم

ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى » .

التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات . . . » الحديث .

التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها ، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها » ، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها، تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة، كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفا – لكن معناه صحيح؛ وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب، والطيب نتن، والنور ظلمة، بعكس الطاعات؛ فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد، أطيب عند الله من ريح المسك.

التبرج نفاق
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « خير نسائكم الودود الولود، المواسية، المواتية، إذا اتقين الله. وشر نسائكم المتبرجات، المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم » ، الغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء؛ لأن هذا الوصف في الغربان قليل.

التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل » .

التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة، وكشف العورة فاحشة ومقت. قال تعالى : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ } [الأعراف: 28]، والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ } [البقرة: 268] .

التبرج سنة إبليسية
إن قصة آدم مع إبليس، تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس على كشف السوءات، وهتك الأستار، وأن التبرج هدف أساسي له، قال تعالى: { يَابَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا } [الأعراف: 27] .

فإن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف، وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة.

التبرج طريقة يهودية
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: « فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » .

التبرج جاهلية منتنة
قال تعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } [الأحزاب: 33]. وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم، دعوى الجاهلية بأنها منتنة -أي خبيثة- فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي » ، سواءٌ في ذلك تبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحمية الجاهلية.

التبرج تخلف وانحطاط
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة، وانعدام الغيرة، وتبلد الإحساس، وموت الشعور :



لحد الركبتين تشمرينــا
بربك أي نهر تعبرينا

كأن الثوب ظل في صباح
يزيد تقلصا حينا فحينا

تظنين الرجال بلا شعـور
لأنك ربما لا تشعرينا




التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبر التاريخ، يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.

فمن هذه العواقب الوخيمة:
تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة، لأجل لفت الأنظار إليهن . . مما يتلف الأخلاق والأموال ويجعل المرأة كالسلعة المهينة.

ومنها: فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب ودفعهم إلى الفواحش المحرمة. ومنها: المتاجرة بالمرأة كوسيلة للدعاية أو الترفيه في مجالات التجارة وغيرها.

ومنها: الإساءة على المرأة نفسها؛ باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها وخبث طويتها، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء .

ومنها : انتشار الأمراض لقوله صلى الله عليه وسلم: « لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا » .

ومنها: تسهيل معصية الزنا بالعين: قال عليه الصلاة والسلام :(العينان زناهما النظر)، وتعسير طاعة غض البصر التي هي -قطعا- أخطر من القنابل الذرية والهزات الأرضية. قال تعالى : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } [الإسراء: 16]، وجاء في الحديث: « إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعذاب » .

فيا أختي المسلمة :
هلا تدبرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « نح الأذى عن طريق المسلمين » . فإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، فأيهما أشد شوكة . . حجر في الطريق، أم فتنة تفسد القلوب وتعصف بالعقول، وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟

إنه ما من شاب مسلم يبتلى منك اليوم بفتنة تصرفه عن ذكر الله، وتصده عن صراطه المستقيم – كان بوسعك أن تجعليه في مأمن منها – إلا أعقبك منها غدا نكال من الله عظيم .

بادري إلى طاعة الله ، ودعي عنك انتقاد الناس ، ولومهم فحساب الله غدا أشد وأعظم .

الشروط الواجب توفرها مجتمعة حتى يكون الحجاب شرعيا .

الأول : ستر جميع بدن المرأة على الراجح.

ثانيا : أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة.

ثالثا : أن يكون صفيقا ثخينا لا يشف.

الرابع : أن يكون فضفاضا واسعا غير ضيق.

الخامس : أن لا يكون مبخرا مطيبا.

السادس : أن لا يشبه ملابس الكافرات.

السابع : أن لا يشبه ملابس الرجال.

الثامن : أن لا يقصد به الشهرة بين الناس.

إحذري التبرج المقنع

إذا تدبرت الشروط السابقة تبين لك أن كثيرا من الفتيات المسميات بالمحجبات اليوم لسن من الحجاب في شيء وهن اللائي يسمين المعاصي بغير اسمها فيسمين التبرج حجابا ، والمعصية طاعة .

لقد جهد أعداء الصحوة الإسلامية لوأدها في مهدها بالبطش والتنكيل ، فأحبط الله كيدهم ، وثبت المؤمنون والمؤمنات على طاعة ربهم عز وجل . فرأوا أن يتعاملوا معها بطريقة خبيثة، ترمي إلى الإنحراف عن مسيرتها الربانية فراحوا يروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أنها "حل وسط" ترضي المحجبة به ربها –زعموا– وفي ذات الوقت تساير مجتمعها وتحافظ على "أناقتها"!

سمعنا وأطعنا

إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربه عز وجل ويبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي ، حبا وكرامة للإسلام ، واعتزازا بشريعة الرحمن ، وسمعا وطاعة لسنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم، غير مبال بما عليه تلك الكتل البشرية الضالة التائهة، الذاهلة عن حقيقة واقعها، والغافلة عن المصير الذي ينتظرها.

وقد نفى الله عز وجل عمن تولى عن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ . وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ } [النور: 47 ، 48] إلى قوله تعالى: { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ } [النور : 51 ، 52] .

وعن صفية بنت شيبة قالت: بينما نحن عند عائشة – رضي الله عنها – قالت : فذكرت نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة – رضي الله عنها -: (إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور: 31]، فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت على مرطها المرحل "أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن" فاعتجرت به "أي سترت به رأسها ووجهها" تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان) وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .




18‏/05‏/2009

تدبر القران

عندما تغار حواء

وعندما يغار الرجل.. يصمت عندما تغار المرأة تكره الرجل وعندما يغار الرجل يكره نفسه.

*******

أحياناً ..يغار الرجل على امرأة تحبه حتى لو لم يكن يحبها وتغار المرأة على رجل يحبها حتى لو لم تكن تحبه.

*******

أجمل أنواع الغيرةغيرة الحب ..وأسوأ أنواع الغيرةغيرة الحقد.

*******

من بوادر الغيرةاشتعال المرأةوانطفاء الرجل.

*******

تسعد المرأةبغيرة الرجل الذي تحبه وتختنق بغيرة الرجل الذي يحبها ولا تحبه!

*******

نحن ..نغار على الذين نحبهم لأننا نحبهم ونغار على الذين يحبوننا لأننا نحب أنفسنا.

*******

لا تعبر عن حبك لهم بالغيرة ..إذا كنت غير متأكدمن إحساسهم تجاهك فقد تكشف لحظات ضعفك لمن لا يستحق.

*******

ما أكبر الفرق بين الحب والغيرةفالحب الكبير يولد الغيرةوالغيرة الشديدة تقتل الحب.

*******

ما أعظم الفرقبين الغيرة والشك..ومعظم حالات الغيرة في الحكايات العاطفية يكون مصدرها .. الشك إذا ضبطت نفسك متلبساً بالغيرة على إنسان ما فتفقد أحاسيسك جيداًفقد تكون في حالة ' حب وأنت لا تعلم.

*******

وإذا ضبطت نفسك متلبساًبالغيرة من إنسان مافطهر أحاسيسك جيداًفقد تكون في حالة إثم وأنت تعلم.

بعد قراءتك لهذه المقالة الطلب منك التعليق وشكرا

16‏/05‏/2009

تمتع بأجمل التلاوات في المدوة الاسلامية

شرط الشروط

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أسأل الله أن تكونوا أنتم ومن تحبون على أحسن حال ...
فإن شروط الفلاح في أعمال الآخرة والنجاح في أعمال الدنيا كثيرة ، لكن تلك الشروط جميعاً تظل مرتكزة على شرط واحد هو (المجاهدة ) مجاهدة النفس في ذات الله ـ تعالى ـ ومن الواضح أيها الإخوة والأخوات أن الإنسان من غير مجاهدة يكون أشبه بجندي من غير سلاح ، وذلك لأننا لو سمحنا لأنفسنا بمجاراة أهوائنا ورغباتنا ومصالحنا من غير قيود وحدود ، فإن العاقبة ستكون الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة ، وقد أخبرناـ ربنا سبحانه ـ أن عاقبة المجاهدة هي الهداية والفوز حيث يقول : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) . ويمكن أن نعدّ من أنواع المجاهدة الآتي:
1ـ مجاهدة من أجل فعل الصالحات ، فالتكاليف الشرعية شاقة على النفوس ، ومن الذي يقول إن الاستيقاظ إلى صلاة الفجر والذهاب إلى المسجد في ليلة باردة ، هو أمر سهل ؟ ومن ذا الذي يقول : إن إخراج زكاة المال حين تبلغ الملايين هو أمر هين على النفوس ؟
... إن العبادات بأنواعها المختلفة تنطوي على ابتلاء واختبار وبالمجاهدة وتصبير النفس على الاستمرار في العبادة نحرز النجاح بحول الله ـ تعالى ـ في ذلك الاختبار
2ـ مجاهدة للانتهاء عن المنكرات والفواحش ،وهذا النوع من المجاهدة مهم للغاية في زمان نتعرض فيه لاجتياح تيار شهواني رهيب : كل شيء من حولنا يغرينا بالفساد والوقوع في المحرمات ، وإن المطلوب قبل المجاهدة على هذا الصعيد هو تجنب المواقف والبيئات الفاسدة ، فالبعد عن قرناء السوء وأماكن اللهو والفجور ومواضع الشبه والمشتبهات هو خط الدفاع الأول ، وإذا اضطر الإنسان إلى الولوج في شيء من ذلك فليكثر من ذكر الله ، وليعتصم به ويسأله الحفظ ، ثم إن عليه بعد ذلك أن يغادر البيئة الموبوءة بأسرع وقت ممكن .
3 ـ جهاد لمخالفة العادات ، حيث إن منا من تعود عادات غير حميدة ، ويكون التقدم الشخصي مرهوناً بالخلاص منها ، وذلك مثل كثرة النوم وكثرة الأكل والتسويف في إنجاز الأعمال والفوضى والمخاطرة غير المحسوبة ...
4 ـ مجاهدة للحد من الرغبات ، إذ إن رغبات الإنسان ستظل جامحة وطامحة نحو المزيد من الاستحواذ ، وما أجمل قول أحدهم : إن ما في الأرض من رزق وخير كاف لسد حاجات كل الناس لكنه ليس كافياً لتلبية رغبات شخص واحد !.
إن لدى الإنسان رغبة جامحة للاستزادة من المال والجاه والاستزادة من كل المتع والشهوات ، وإن المطلوب منه دائماً أن يُثبت أنه قادر على جعل كل تطلعاته ورغباته خاضعة لآداب الشريعة ومؤطرة بمرادات الله ـ تعالى ـ من عباده .

11‏/05‏/2009

على مائدة القرآن العظيم

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غير صحيّة بين بعض معدّي ومقدّمي البرامج في القنوات المحلّية والفضائية، وهي الاستعانة بأفكار وألفاظ البرامج الأجنبية، واستخدام الألفاظ الأجنبية كعناوين لهذه البرامج. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعمد بعض مقدمي هذه البرامج أن يتفوهوا بتلك الألفاظ الغريبة عن لغة القرآن الكريم -التي تعدّ اللغة الأولى في مجتمعاتنا العربية والإسلامية- في أثناء إدارتهم للحديث أو قراءتهم لمفردات الموضوع، متجاهلين اللغة العربية التي يجب أن تكون أصل كل ما يقدم عبر هذه الفضائيات.وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها اللغة العربية حتى وصلت إلى العالمية واعترفت بها الأمم المتحدة كلغة دولية، إلا أن استخدام الألفاظ الغربية في الفضائيات العربية خطر يهددها، بل إنه يدخل عليها كلمات وألفاظاً ليست بالعربية، مما قد يتسبب في ضياع تلك الثروة الكبيرة في معانيها وبلاغتها ومضامينها.بدءاً يؤكد الدكتور علي صبح -عميد كلية اللغة العربية الأسبق- أن استخدام الألفاظ الغربية في الفضائيات العربية ظاهرة من أخطر ألوان الغزو الفكري المعاصر... ويقول: إنه غزو ثقافي أعدته جهات معروفة بعدائها الشديد للإسلام ولغته العربية؛ للقضاء على لغة القرآن الكريم؛ لأنها لغة التراث العربي والإسلامي، وتمثل أهم ملامح الحضارة الإسلامية.إن اللغة العربية ثرية وتحمل قِيَماً وأخلاقاً إسلامية تبني أعظم الحضارات؛ لذا فأعداء الإسلام يخشون منها على حضارتهم الزائفة، فأخذوا يحاربونها بهذا الشكل لغزوها، ولا سيما أن هناك بعض الفضائيات التي تم استغلالها عن سوء قصد أو بشكل متعمد لتنفيذ تلك المخططات التي تستهدف النيل من الإسلام عن طريق لغة القرآن الكريم وتدمير اللغة العربية؛ أصل الحضارة الإسلامية.مغريات تتفتح لها القلوبويحذر الدكتور علي صبح من أن بعض الفضائيات تأثرت بإعداد برامج غريبة المسميات والأضواء التي تستخدم في البرامج والرقصات وألوان المغريات التي يفتتن بها الشباب، ومن خلال ذلك يختارون عناوين لهذه البرامج بلغات أجنبية وإن كانت مكتوبة بالعربية، وهي كارثة كبيرة، إضافة إلى أنه أثناء إدارتهم للحوار يعرضون البرنامج بلغة عربية هزيلة مبتذلة ساقطة، دون اللغة العامية المعروفة بين بعض شعوب المجتمعات العربية وإن كان ينبغي علينا أن نحاربها.بل إنهم يستخدمون بين بعض الكلمات العربية أخرى أجنبية منطوقة بلغة الغرب، ومن هنا فواجب المسلمين أن يتصدوا لهذا الغزو المدمر؛ لأن الغرض منه تفريغ الحقل اللغوي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ووضع هذا الحقل المدمّر ليتفاعل مع الناس، فإذا ما رجعوا إلى لغتهم الصحيحة وجدوا أنفسهم لا يفهمون منها شيئاً، وبالتالي لا يفهمون كتاب الله ولغة التراث العربي والإسلامي، بل ويتأثرون بقيم الغرب، ومن ثم قد يصطف الكثير منهم إلى جانب أعداء الإسلام، وهذا هو مكمن الخطر.ويعود الدكتور صبح ليؤكد على أهمية التصدي لهذا الغزو المدمر؛ لأنه ليس حرباً ضد اللغة العربية فقط، وإنما هو حرب ضد الإسلام وأمة المسلمين، فلا بد من توجيه حملة قوية لتوجيه القائمين على هذه البرامج، وحتى يعرف أعداء الإسلام أننا متيقظون لهم ولما يفكرون ويسعون لتحقيقه. كما يجب علينا إتقان اللغة العربية، عند ذلك لا يجدون من بيننا من ينبهر ببرامجهم وأضوائهم ولا بلغتهم الهزيلة.بحر ملوّثويقول الدكتور كمال بشر -الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة-: لقد جار علينا الزمان، وأصابنا برياحه الهوج، فتناثرت حبات العقد، وأصابنا الضعف حتى كدنا نذوب وسط أمواج ذلك البحر الملوث بشوائب ما سموه "العولمة"، وإنْ هو إلا "أمركة" في رأي الثقات العارفين، وذلك وضع يفرض علينا اليقظة والحذر والوقوف بحزم وقوة أمام رياح القوى الغاشمة التي تكاد تعصف ببناء العربية لغة وثقافة.وتساءل: ماذا عسانا أن نفعل حتى تنجلي الظلمة وتزول الغمة؟ لا بد لنا من صنع نسيج قومي متآلف الخيوط يرسمه ويحدد أبعاده فكر عربي موحد، فكر يجمع الأمة على كلمة سواء، ويصنع منهم جسداً واحداً تتجاوب أعضاؤه لما يصيبه من أفراح وأتراح.ولا يتحقق ذلك ولا يكون بحال ما لم تكن لنا بنية ثقافية متكاملة، عمادها وقوامها لغة موحَّدة موحِّدة، لغة مبرأة من ذلك التلوث اللغوي المسيطر على الشارع العربي: عربية كسيحة مخلوطة باللهجات والرطانات الناشزة ومحشوة بألفاظ وأساليب أجنبية تلوكها ألسنة النازعين إلى الاغتراب دون أداء صحيح لها مع عدم إدراك لمعانيها؛ إنها النظرة الفوقية إلى الآخر والدونية إلى الذات العربية. وهنا أنبه إلى مأزق خطير هرول ويهرول إليه القوم سراعاً ناسين أو متناسين عواقبه في الحال أو المآل، وهو مدارس غير عربية ملأت الشوارع والحارات، وجامعات خاصة وأخرى أجنبية احتلت مواقع غاليات في المدن والعواصم.نعم نحن في حاجة إلى فتح نوافذ المعرفة لهواء جديد منعش، علّه يحرّك ساكن الهواء العربي ويمده بزاد ينهضه ويقيله من سكونه؛ وفاءً بحاجة العصر وما يجري فيه من ألوان الثقافات الأخر. نعم هذا حتم ولا شك، ولكن ليس من اللائق ولا من الحصافة في شيء أن نزيح هواءنا كاملاً ونقذف به إلى البحر، مهرولين إلى هواء تحمله رياح هوج، تصدّع الرؤوس وتشتّت الفكر وتصيب الهويّة في مقتل. لنا أن نستنشق الهواء المنعش المجدد، ولكن استضافته ينبغي أن يكون بالنموذج العربي في التلاقي والترحيب، وإنما يكون ذلك باللغة القومية لغة القوم أجمعين.هوية ممزقة.. وفروق طبقيةويضيف الدكتور كمال بشر قائلاً: إن التعليم كاملاً بلغات أجنبية يمزّق الهويّة، ويهزّ البناء حتى لتذوب لبناته ويصبح أثراً بعد عين، يفرّق بين طبقات الشعب: الأغنياء إليه ينتسبون، والفقراء على أبوابه ينتحبون، وفي النهاية يقتنص الأغنياء واقع العمل، والفقراء يتخذون المقاهي مهرباً ونواصي الشوارع ملجأً، باكين مكتئبين حاقدين على المجتمع ومن فيه. وأوضح أنّ هناك فرقاً بين تعلّم اللغات الأجنبية والتعليم بها: الأول توسيع لدوائر المعرفة والثقافة، وهو أمر جدّ ضروري. والثاني تشتيت للفكر والاتجاه، ويقضي على خاصة الانتماء عماد القومية وبناء الشخصية. وأضاف: ينبغي أن نأخذ بالطريق الراشد الحصيف بنية ثقافية عربية خالصة بنّاءة.ويرى الدكتور عبد الفتاح البركاوي -أستاذ أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر- أن استخدام الألفاظ الأجنبية جريمة لا تغتفر في حق اللغة العربية وفي حق الدين الإسلامي، وتبرؤ لا مبرّر له من اللسان الذي نشأ عليه الإنسان العربي وتربّى عليه، وهي طريقة سيئة لم نعهدها من أبناء اللغات الأخرى الناطقة بغير العربية، ففي فرنسا علي سبيل المثال هناك قوانين تجرم النطق أو استخدام العناوين بغير الفرنسية، أما في بعض الدول العربية فيعتبرونها وسيلة من وسائل الفخر والتمدن. ومن هنا غدا من الضروري وضع قوانين تحفظ للسان العربي بهاءه ورونقه، وتضع العقوبات المناسبة للخارجين عليه.تهاون مرفوضويضيف الدكتور البركاوي أن اللغة العربية جزء من العقيدة الإسلامية، كما أن رقيّ عقيدة الفرد والمجتمع العربي الإسلامي مرهون برقي اللغة العربية وسموّ تعبيرها، بل إن اللغة جزء من شخصية الأمة وكيانها إذا ما تهاون الناس فيها ضعفت شخصيتهم وذابت في شخصيات الآخرين. ومن العجيب أنه لا توجد لغة على مستوى العالم فرّط فيها أصحابها مثلنا نحن العرب؛ فالدول الأوروبية تعتز بلغتها ولا يتحدثون بغيرها، ولعل من أهم أسباب إيثار بعض العرب لغة غير لغتهم يرجع إلى أن بعض اللغات قد صارت عالمية، ولا حجة لنا الآن وقد أصبحت لغتنا العربية لغة عالمية نتحدث بها في جميع المحافل الدولية وعبر الوسائل الإعلامية العالمية المختلفة، كما أن علماء اللغات يقولون إنه لا مانع من تعلم لغات أخرى بشرط أن تكون متعلماً ومتمكناً في لغتك الأصلية إلى درجة فقهها، ومن المؤسف أن كثيراً من المسلمين يستخدمون أسماء لأبنائهم ومحلاتهم جرياً وراء ما يسمى بالحضارة الغربية وتقليداً أعمى للآخرين، وهم بهذا يفقدون هويتهم ويتجاوزون ما أمرهم الله به والرسول صلى الله عليه وسلم.وحتى نقضي على هذه الظاهرة لا بد من وضع خطط للتعاون مع وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، وذلك لبثّ حملة إعلانية قوية تبصر الناس بخطورة ما يصنعون، وتؤكد لهم أن من الانتماء لدينهم ووطنهم أن يجعلوا الأسماء العربية هي الأصل في جميع تعاملاتهم.سمات وخصائصويقول الدكتور مبروك عطية -أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر-: إن الأمة العربية والإسلامية لها سماتها الخاصة بها، ولكل شعب من الشعوب سماته الخاصة به أيضاً. وقد تناقل الناس قولاً عزيزاً في مضمونه، حيث قيل: "إن العرب حضارتهم في لسانهم". والمراد باللسان هو اللغة العربية أنفس ما ورثناه عن أسلافنا، وقد بلغ اعتزاز العرب بها قديماً مبلغاً عظيماً، ونصبوا لها الأسواق، وقدّروا المجيدين الذين برعوا في نظم الشعر ومأثور الخطب والأمثال والحكم. وحين أشرق فجر الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور كان شرفاً للعربية وأهلها نزول الذكر الحكيم قرآناً عربيّاً غير ذي عوج. وقد حفظ القرآن الكريم اللغة العربية، فما أُلِّفَت الكتب والمقالات إلا خدمة لهذا الكتاب المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولذا كان لزاماً على العرب أن يعتزّوا باللغة العربية، وأن يتمسكوا بأساليبها.ولكن لظروف مختلفة تغيّرت الأحوال، وساد الغرب من بعد رقّ، وعلا من بعد حضيض، وضعف العرب من بعد قوة، فانتشرت بينهم لغات الغرب، وازداد ضعفهم بأن رضوا بالتبعية، وأصبح من يجيد اللغات الأجنبية مرفوع الرأس والقيمة، وانزلق الناس -خصوصا الشباب- في براثن التقليد الأعمى لكل غربي. ومما عمّت به البلوى تأثر بعض البرامج العربية بالإعلام الغربي من حيث الشكل والمضمون، ونحن نعرف أن هذه البرامج تقتحم معظم البيوت، وأثرها خطير على أفراد الأمة العربية الإسلامية. ويبدو هذا الأثر الوخيم في اضطراب الألسنة، واضطراب الفكر؛ فإن المزج بين الأجنبية والعربية الممسوخة مرّ يضاف إلى المرار، فلقد غابت مخارج الحروف العربية في أفواه المتحدثين، فأصبحنا لا نسمع إلا أصواتاً تنطق بغير اللغة العربية، حتى صار أمراً واقعاً لا مفرّ منه، وقد بات عندهم أنّ التمسك بالهوية، والمحافظة على أساليب العربية ضرب من الرجعية والتخلف، فما يسمونه تطوراً هو عند المنصفين تدهوراً، وهذا التردي من أهم أسباب الانصراف عن الأصل، فإن أعداء اللغة العربية لا يوجهون قذائفهم لها في ذاتها، وإنما يوجهونها للكتاب الذي حملت، والمعاني الشريفة التي تضمنت، والفكر العربي الأصيل الذي نقلت.حضارة مشرقةوتوقف الدكتور عطية أمام تساؤل مهم بقوله: ماذا على الإعلام العربي لو أدار وجهه وتردد في الحفاظ على الذات، ولم يصبح ممثلاً لطبيعة أمته، وتاريخ حضارة تفجر نورها في مشارق الأرض ومغاربها؟!أما الدكتور عبد الغفار هلال -عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر- فيؤكد أن واجب كل عربي ومسلم أن يلتزم باللغة العربية في كلامه في مختلف تعاملاته اليومية؛ لأن اللغة العربية هي أساس الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية، ومن يلتزم بها فإنما يعبر عن انتمائه، فكل شعوب العالم تعتز بلغتها وتتمسك بها وتتعصب لها، فهناك في (فرنسا) الجمعية الوطنية الفرنسية التي تمنع أن يتكلم أحد أو يكتب بغير الفرنسية، أو أن يضيف ما هو ليس من اللغة الفرنسية عليها، ويعاقب القانون الذي وضعته الجمعية الوطنية الفرنسية كل من يزيد شيئاً ليس من اللغة الفرنسية. كذلك (تركيا) تدّعي أن اللغة التركية هي أصل لغات العالم، واشتق منها جميع اللغات، ورغم أن هذا الكلام ليس صحيحاً، وإنما هو نتيجة لشدة تعصبها للغتها واعتزازها بها.إساءة وتشويه وإفسادويطالب الدكتور هلال الأمة العربية والإسلامية بالمحافظة على اللغة العربية من أي ألفاظ أجنبية دخيلة أو أي تغيير غير عربي؛ لئلا يتسبب ذلك في تشويهها وإفسادها. فإذا جاءت مفردة مستحدثة من بلاد الغرب، فعلينا أن نبحث لها عن اسم في قواميس اللغة العربية، وفي المصطلحات التي وضعها علماء المجامع اللغوية في الوطن العربي، وإن عجزنا عجزاً تامّاً عن ذلك، فلنا في الضرورة استخدام المصطلح الأجنبي، أما إذا كان له نظير في اللغة العربية فيحرم علينا أن نستخدم الكلمات الأجنبية مع وجود نظير لها

08‏/05‏/2009

الشيخ أبوالشيخ : سهيل: إسلاميو أريتريا يتجاوزن وحدة التنظيم إلى وحدة الموقف


‎حاوره : وليد الطيب - إسلام أونلاين
تصدرت الحركات الإسلامية في القرن الأفريقي المشهد الإقليمي، بعد أن بدأت الحركة الإسلامية في الصومال إعادة بناء الدولة الوطنية هناك على خلفية إسلامية، وقريب من هناك، تتحرك الأوضاع الداخلية والإقليمية والعالمية لتدفع بالحركات الإسلامية - وهي أبرز القوى المعارضة - إلى صدارة المشهد السياسي في دولة إرتيريا، مهجر المسلمين الأول، والتي تتمتع بقيمة جغرافية وسياسية لا نظير لها في أغلب أجزاء القارة الأفريقية.

فإريتريا التي يحكمها نظام الحزب الواحد منذ 18 سنة؛ تصفها التقارير الدولية عاما تلو الآخر بأنها تحمل السجل الأسوأ في انتهاك حقوق الإنسان. ويمثل الجوع وهروب الدستوريين والدبلوماسيين أبرز النتائج التي تنجم عن هذه الانتهاكات. وهذه الأوضاع تقدم مؤشرات مؤكدة على حدوث تغيير سياسي جوهري في المستقبل القريب سيتم بمباركة دولية.

وتعد حركة الإصلاح الإسلامي الإريتري، إحدى المكونات الأساسية لتحالف المعارضة الإريترية وأبرز القوى المرشحة لدور كبير حال حدوث هذا التغيير.

هذا الحوار يستكشف حقيقة هذه الحركة ومشروعها السياسي لإريتريا التي تتعدد فيها القوميات والأديان، وعلاقات هذه الحركة مع القوى الوطنية الأخرى، كما يقدم أسئلة صريحة للشيخ أبو سهيل الأمين العام للحركة حول مشكلات الحركة الداخلية التي أحدثت انقسامين فيها، ووجودها في داخل إرتيريا، و أبعاد تغيير الاسم من "حركة الجهاد" إلى "حركة الإصلاح"، وعلاقة هذا التغيير مع تطور مشروع الحركة السياسي الذي حذف من النسخة الأخيرة من ميثاق الحركة الدعوة إلى إقامة دولة إسلامية، وكذلك الصلة بأمريكا والغرب التي تجمع بينها وقوى المعارضة الأريترية التي حركة الإصلاح جزء منها.

الشيخ أبو سهيل محمد أحمد صالح، الذي يتولى منصب الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الإريتري، تخرج في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وقد نال دورات سياسية وإدارية وعسكرية متخصصة، وهو من مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي الإريتري، ويعتبر من أبرز وجوه المعارضة الإريترية .

دولة مجهولة

* بداية هل لك أن تذكر لنا نبذة تاريخية سريعة عن أريتريا؟

- في البدء أتقدم بالشكر الجزيل لموقع (إسلام أون لاين) لإتاحة هذه الفرصة لنا، حتى نكشف فيها بعضا من الحقائق المرة، والمآسي التي يعيشها الشعب الإريتري، في ظل نظام الرئيس أسياس أفورقي الحاكم الآن.

(إريتريا) كلمة يونانية قديمة، وتعني البحر الأحمر باللغة اليونانية، وإيطاليا هي التي أطلقتها على هذه الدولة التي تبلغ مساحتها حوالي (124) ألف كم2 بعد احتلالها لها في عام 1890م. وإريتريا هي أول بلد تطأه أقدام الصحابة إبان هجرتهم الأولى إلى الحبشة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، ومنذ ذلك التاريخ تجذر الإسلام في نفوس الإريتريين؛ حيث لا تقل نسبة المسلمين عن 75% من تعداد الشعب البالغ حاليا (أربعة ملايين ونصف المليون نسمة).

ظلت إرتيريا مرتبطة بدولة الخلافة الأموية من عام (80 هـ) ثم العباسية فالعثمانية، وهي جزء ضمن ما سمي: بـ( ممالك الطراز الإسلامي) التي قامت على طول الشاطئ الغربي للبحر الأحمر الممتد حتى الشواطئ الصومالية . وبهذا تعتبر إريتريا جزء من الوطن العربي والإسلامي والإريتريون يفتخرون بهذا الانتماء, وبعراقة الإسلام عندهم. ولأهميتها الإستراتيجية فقد تصارعت فيها إمبراطوريات ودول: كاليونان والفرس والرومان من قديم الزمان، وتعاظمت أهمية موقعها القريب من باب المندب في هذا العصر، وازدادت حيويته بعد أن غدا البحر الأحمر أهم ممر مائي لتصدير البترول بعد فتح قناة السويس.

وقد تعاقب الاستعمار الحديث على أريتريا عبر ثلاث حقب تاريخية، بدءاً بالإيطاليين (1890-1941)، ثم البريطانيين خلال (1941- 1952م)، وأخيراًالاستعمار الإثيوبي خلال الفترة ( 1962- 1991م). وبعد مجاهدات ونضالات استمرت لثلاثة عقود تحقق انتصار الشعب الإريتري في مايو 1991م وتحرر كامل التراب من براثن الاستعمار الإثيوبي .

* ما هي الدواعي الواقعية لإنشاء حركة الجهاد الإسلامي الإريتري في نهاية الثمانينيات؟

- هناك مجموعة عوامل تكاملت لنشوء الحركة منها: أولا: اقتراب الحركة الإسلامية المعاصرة من النضج التنظيمي والسياسي نتيجة لجهود دعوية وتعليمية متدرجة عبر حقبة تاريخية تمتد منذ نهاية الثلث الأول من القرن العشرين الميلادي.

ثانيا: انحرافات جبهة التحرير الإريترية التي أسسها المسلمون عن مسارها الصحيح، وبروز أفكار وافدة، يسارية وشيوعية وغيرها، وتأثر الشباب الإريتري بها، خاصة الذين تم ابتعاثهم إلى الخارج للدراسة، فكان لابد من التصحيح لهذا المسار.

ثالثا: سيطرة الجبهة الشعبية على الساحة الميدانية بعد هزيمة وإخراج جبهة التحرير الإريترية منها عام 1981م، وبالتالي ضياع ما تبقى من جهود المسلمين داخل الجبهة ومجاهداتهم منذ مرحلة تقرير المصير في الأربعينيات الميلادية.

رابعا: ممارسات الجبهة الشعبية تجاه المسلمين وقيامها بطمس كل ماله مساس بالهوية الإسلامية والثقافة العربية، ومسخ الشخصية المسلمة وإفسادها أخلاقيا، واستفزاز مشاعر المسلمين في تحد سافر للدين والقيم والأخلاق بتجنيد بنات المسلمين قسرا،مما جعل الشعب الإريتري يقوم بانتفاضة عارمة في وجه ممارسات الجبهة الشعبية داخل أريتريا، وحدثت مواجهات دامية هنا وهناك صار ضحيتها أعداد كبيرة؛ مما أدى إلى اندلاع انتفاضة شعبية كبيرة، وكان هذا بمثابة فتيل إشعال للعبوة المتفجرة .

خامسا: تزامن مع هذه الأحداث وجود كيانات إسلامية سياسية حديثة النشأة والتكوين, مع صحوة إسلامية عامة كانت تتفاعل مع ثورة أطفال الحجارة بفلسطين عام 87م وجهاد أفغانستان؛ مما استدعى توحيدها في كيان جامع، وإعلان حركة الجهاد الإسلامي الإريتري في ربيع الآخر من عام 1409هـ ـ نوفمبر 1988م .

* ما هي منطلقات حركة الجهاد يومذاك؟

- كان من أهم المنطلقات؛ إقامة كيان يدافع عن أعراض المسلمين وعن مقدساتهم، وسد بعض الفراغات التي خلفتها جبهة التحرير الإريترية، والاسهام في تحرير البلد من قبضة المستعمر الأثيوبي، وإقامة دولة حرة مستقلة ذات سيادة، والعمل على توحيد كلمة المسلمين، والوقوف في وجه كافة الاستهدافات الموجهة ضد المسلمين، والتصدي لكل ما يناقض الدين والأخلاق وقيم المجتمع.

* هل كانت هناك مدرسة فكرية معينة وراء ظهور هذه الحركة؟

- لم تكن هناك مدرسة فكرية معينة خلف قيام الحركة، بل ساهمت فيها كل أطياف الصحوة الإسلامية المختلفة، بالإضافة لمشاركة عامة المسلمين الغيورين من وجهاء وأعيان في قيامها، والحركة بظروف النشأة أشبه بثورة شعبية نتيجة لما حدث من انتهاكات بحق الشعب، والحركة الإسلامية الحديثة قامت بدور الموجه والمرشد والقائد لهذه الثورة.

من "الأمة" إلى "الحزب"

* الظاهرة الإسلامية في إريتريا شهدت تحولات كثيرة، ويرى بعض المراقبين أنها تحولت من مشروع "أمة" كما كان يتجسد في تجربة "الرابطة الإسلامية "، إلى مشروع "حزب" كما في تجربة حركة الجهاد الإسلامية، فما ردكم على هذا الاتهام؟

- في الأربعينيات من القرن الماضي انقسم الشعب الإريتري انقساما عموديا، كل قد انحاز إلى ثقافته، فالمسلمون قد انحازوا إلى ثقافتهم العربية ومحيطهم الإسلامي العربي فنادوا بالاستقلال، والمعبر عنهم كانت الرابطة الاسلامية، وكان مشروعها بحق مشروع أمة، والنصارى قد انحازوا إلى ثقافتهم النصرانية ذات الامتداد للحضارة الأكسومية النصرانية، فنادوا بانضمام إريتريا إلى إثيوبيا، والمعبر عنهم حزب الاتحاد (اندنت).

أما بشأن الاتهام؛ فإن مجمل أفكار وأهداف الحركة الإسلامية المعاصرة يمثل مشروع أمة، كل يعبر عنه بطريقته، وهو من قبيل اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد إذا أحسنا إدارته .

التفريط في الثورة

* يتهم الإسلاميون عامة بالتفريط في الثورة، وتضييع ثمارها، فهل هذه الظاهرة تفسر انفراد الجبهة الشعبية بقيادة الرئيس أفورقي بالسلطة، بصيغة أخرى كيف هيمنت الجبهة الشعبية برئاسة أسياس أفورقي على السلطة في أرتيريا رغم وجودكم كشركاء لها في الثورة الإريترية؟

- إن المسلمين عامة كان لهم قصب السبق في تأسيس الثورة، ولهم القِدْح المُعَلَّى في البذل والعطاء، وتحملوا النصيب الأكبر من استحقاقات النضال، من إبادة وقتل وتشرد ولجوء وفقر وجهل قسري، إلا أنه لم يكن هناك إسلاميون بالمعنى الحركي السياسي في ساحة الفعل قبل قيام الحركة، أما كيف هيمنة الشعبية، فهناك أسباب منها وضع أفورقي هدف استراتيجي محدد من بداية وصوله لقيادة الثورة الإريترية تمثل في مشروعه الطائفي المستهدف للمسلمين وثقافتهم وقيمهم، لذلك أسهم إسهاما كبيرا في تمزيق جبهة التحرير بغية إضعافها ومن ثم القضاء عليها لاحقا. ثم تحالف مع ثورة تجراي الإثيوبية للقضاء على جبهة التحرير، وتمكن من ذلك في عام 1981م.

بالإضافة إلى غفلة وجهل أبناء المسلمين بأبعاد مشروعه الطائفي، إذ أن المسلمون لم يكن لهم أهداف استراتيجية سوى التحرير كيفما اتفق وبأي شكل كان.

ومنها ارتباطاته بدوائر غربية وكنسية قدمت له مساعدات ضخمة وخبرات فنية، كما أوجدت له مناخات سياسية دولية مواتية، ومن ذلك أيضاً ارتباطه بإسرائيل بعد منتصف الثمانينات بشكل رسمي كما أشار إلى ذلك صديق الثورة الإريترية ومستشار الرئيس أسياس أفورقي المفكر السوداني أبو القاسم حاج أحمد في أحد مقالاته .

مشكلات داخلية

* في غمرة المشروع الجهادي، مطلع التسعينيات، تعرضت الحركة للانقسام التنظيمي وظهور تنظيمين على الساحة، فهل هذا الخلاف كان يحمل مدلولات فكرية ومنهجية بين السلفيين والإخوان داخل الحركة؟

- لاشك أن الحركة كان يشكل قاعدتها الأساسية المدرستان المشار إليهما، وهذا لا يعني بالضرورة عدم وجود غيرهم. أما الخلاف فلم تكن منطلقاته فكرية؛ لأن الجميع اتفق حول منهج واحد وإنما كان لأسباب سياسية، واجتهادات متباينة حول المتغرات التي طرأت في الساحة السياسية, من بينها سقوط نظام الرئيس الأثيوبي منجستو هيلا مريم المفاجئ، واستلام الجبهة الشعبية السلطة في إريتريا.

وكان الخلاف كذلك حول ما إذا كانت هناك فرص للتعاطي مع الواقع الجديد أم لا، ولا سيما أن الحركة قد فقدت عمقها الاستراتيجي، وأن السودان قد تغيرت سياسته تجاه الحركة، إذ رأى أن يتعاطى بإيجابية مع حزب الجبهة الشعبية الحاكم في إريتريا، وأدار ظهره للحركة الإسلامية الإريترية. وقدم السودان للحركة خيارات ثلاثة؛ الأول المصالحة مع النظام الإريتري، وهذا مالا يقبل به النظام نفسه، فقد رفض من قبل المبادرة التي قدمتها أربعة من التنظيمات الإريترية، كان من بينها حركة الجهاد الإسلامي بعد رحيل الجيش الإثيوبي عام 1991م. الخيار الثاني : الانطلاق من بلد غير السودان، وهو أمر لم يكن مواتيا آنئذ، والأخير: التخلي عن الجهاد والعيش في السودان كلاجئين عاديين .

وحركة ناشئة تواجه تحديات كبيرة كهذه، ومتغيرات إقليمية ودولية من الطبيعي جدا أن يحدث فيها خلاف، ويمكن أن نعزو أسباب الخلاف لما حدث من تباين في المواقف والأولويات في ظل تلك المتغيرات .

* وتعرضت الحركة لانقسام ثان قبل ثلاث سنوات تقريبا، بخروج المجموعة التي عرفت بـ "المؤتمر الإسلامي" فما هي أسباب هذا الانقسام؟

- الأسباب لا تعدو أن تكون خلافات إدارية، ولقد دأبت الحركة على احتواء خلافاتها بسمنارات وحوارات ومكاشفات ولجان من مجلس الشورى تنظر في المسائل الخلافية، وتعطى صلاحيات للبت فيها، وتعلن نتائجها في جلسات رسمية، بالإضافة إلى الالتزام باللوائح الضابطة للعمل.

ونحن كنا على وشك الدخول في مؤتمر عام للحركة كان بالإمكان حسم كل القضايا الاستراتيجية فيه، وإذا بنا نفاجأ بخروج أربعة إخوة من مجلس الشورى، اثنان منهم كانا عضوين في التنفيذية، وبذلنا محاولات بعد خروجهم لاحتوائهم، إلا أن محاولاتنا لم توفق. ورأينا أنه مهما يكن من شيء فإن الخلافات يجب ألا تتحول إلى عداوة أو خصومة، والتعاون على البر والتقوى يجب أن يكون ديدن الجميع. وإن تعذر توحيد الصف فعلى الأقل العمل على توحيد المشروع العام للأمة، وتضافر الجهود لتحقيقه، كل من موقعه وحسب طاقته وإمكانه .

* هل تفسر هذه الظاهرة، ظاهرة الانقسامات المتتالية في الجماعة بوجود مشكلات في الفكر والمنهج والتنظيم الإداري في الحركة؟

- ظاهرة الانقسامات ظاهرة عامة لم تسلم منها جماعة في أي بلد إلا من رحم ربك، بل وحتى غير الإسلاميين وغير المسلمين في إريتريا أو غيرها. وهذا ليس مبررا للانقسامات طبعاً، فالخلاف قدر كوني، يجب أن يدفع بقدر شرعي إن أمكن .

ثم إن الانقسامات ليس بالضرورة أن تكون فكرية ومنهجية وإدارية، إذ أن هناك من يتفقون على الفكر والمنهج وطرق إدارة العمل ومع ذلك قد يختلفون، فربما لاعتقاد البعض أنه سيحقق ما لم يتحقق على يد من يختلف معه، أو يظن أن هناك انحرافا المسار يجب تصحيحه، وهذا قد يكون قصده حسنا ويصيب أويخطئ في الاجتهاد، وهناك انقسامات دوافعها الهوى، و حب الظهور وهو بلا شك قاصم للظهور وغلبة الشهوة الخفية (حب الرئاسة) كم سماها الصحابي أبو الدرداء رضي الله عنه وغيرها من حظوظ النفس ونسأل الله أن يعصمنا ويأخذ بأيدينا إلى الخير .

من وحدة التنظيم لوحدة الموقف

* بعد هذه السنوات من الانشقاق، هل هناك جهود لتوحيد العمل الإسلامي الإريتري الآن، وما هي طبيعتها إن كانت موجودة وهل ستفضي لوحدة تنظيمية اندماجية في ظنكم؟

- منذ فترة طويلة تجاوزنا مرارات الخلاف إلى تنسيق وتعاون في مختلف القضايا على الصعيد الثنائي (نحن والحزب الإسلامي)، وتوحيد رؤانا كإسلاميين عندما نعمل سويا مع الآخرين، ولم يغب عن بال كل منا التطلع والعمل للوحدة الاندماجية؛ فهي رغبة الجميع، وهناك مساع بدأناها بالاشتراك مع إخواننا في الحزب الإسلامي لتوحيد كافة الفعاليات الإسلامية في إريتريا، ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت لإنضاج الفكرة، وحتى لا نكرر أخطاء التجربة السابقة.

الإصلاح للإصلاح

*غيرت الحركة اسمها من حركة الجهاد الإسلامي إلى حركة الإصلاح الإسلامي الإريتري، فهل يحمل هذا التغيير أبعادا فكرية جديدة بخصوص المشروع الإسلامي لإريتريا؟

- ارتأينا أن نغير المسمى الأول إلى المسمى الثاني عام 2003م؛ باعتبار الثاني يتضمن معنى الأول وربما أشمل منه في الدلالة على قضايا أخرى، وإن كان بينهما عموم وخصوص.

ونحن نسعى في الجملة إلى تحقيق ما يمكن تحقيقه من أهداف المشروع حسب القدرة والإمكان السياسي، والحركة لم تتخل عن مشروعها التغييري، إلا أنها طورت خطابها السياسي، وانفتحت على الآخرين دعوة وخطابا وحوارا وأخذا وعطاء وقبولا وردا، وتجاوزت مرحلة الانكفاء على الذات، وانطلقت في فضاءات أرحب في التعاطي مع الآخر، ورفعت شعار: (العمل على كل الجبهات وسد جميع الثغرات).

* ما هي أبعاد المشروع الإصلاحي الذي تتبنونه لإريتريا؟

- يتمثل هدف الحركة في إبراز الهوية الإريترية الدينية والثقافية، وربطها بمحيطها العربي والإسلامي والإفريقي. كما تهدف الحركة إلى إقامة المجتمع المسلم المعافى في دينه ودنياه، والارتقاء به روحيا وسلوكيا وسياسيا ومعرفيا حتى يكون لبنة صالحة تشيد عليها حضارة الأمة، ورفع كل المظالم عن جميع المواطنين، واسترداد الحقوق المغتصبة إلى أهلها.

ونسعى لإقامة دولة تحقق العدل والأمن والاستقرار والسلام في البلد داخليا وخارجيا، وتحكم بالدستور والقانون لا بالفوضى والهمجية. وتسعى الحركة لإيجاد صيغ سياسية قائمة على تحقيق التعايش الديني والثقافي والتوافق السياسي، والسلم الاجتماعي بين مكونات الشعب، ونرى ضرورة أن يكون الحكم فدراليا في إطار إريتريا الموحدةو، أن تكون إريتريا وطنا لجميع أبنائها ودونما انحياز لطرف على حساب طرف، بحيث تحقق العدالة بين المواطنين كافة في الحقوق والواجبات.

بالإضافة إلى تأكيد الحريات العامة التي لا تتعارض مع الدين والقيم للجميع، والاعتراف بالآخر وجودا وبرنامجا وشريكا. وندعو إلى تأسيس تنمية متوازنة في كل الأقاليم، والابتعاد عن سياسة التهميش السياسي والحرمان التنموي. بالإضافة إلى عودة اللاجئين كل إلى موطنه الأصلي، وتهيئة سبل العيش الكريم لهم، وتأمين التعليم لأولادهم.

وخارجيا ندعو إلى إقامة علاقات حسن الجوار مع دول المنطقة على أساس من الاحترام وتبادل المصالح، وأن تلعب إريتريا دورا إيجابيا في أمن البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي، وأن تكون جزءا من المنظومة الأمنية الإقليمية دون أن تشكل نشازا في المنطقة، كما هو شأن النظام الإريتري الحالي.

* ما هي رؤيتكم لواقع إريتريا المتعدد دينيا وعرقيا وثقافيا، ألا ترون أن المناداة بتطبيق الشريعة في إريتريا يمكن أن يزيد من واقع الانقسام في المجتمع الإريتري؟

- تقوم رؤيتنا على الإقرار بهذا التعدد, ومن ثم وضع أطر سياسية من شأنها أن تحقق التعايش الديني والسياسي، والسلم الاجتماعي، وأن الشريعة الإسلامية لها من المرونة ما ينظم ذلك، وهي مصدر استقرار وأمن للمجتمع، كما أن نظام الحكم الفيدرالي يمكن أن يراعى فيه هذا التنوع في اختيار نظام الحكم المناسب لكل إقليم.

تحالف أم ولاء

* تشاركون الآن في تحالف المعارضة الإريتري، وهذا التحالف قد يفضي إلى حكومة ائتلافية انتقالية لإريتريا في حالة سقوط نظام أسياسي أفورقي، فهل منطلقات الحركة الفكرية تسمح لكم بالمشاركة في مثل هذه الحكومات؟

- نعم إن منطلقاتنا الفكرية تسمح لنا بأن نكون جزءا أساسيا في أي معادلة سياسية قادمة، ونحن نؤمن بالشراكة السياسية، وأن الوطن يسع الجميع، ونقاوم النهج الاستبدادي الرافض للآخر، وننأى بأنفسنا عنه.

* التحالف السياسي، قضية تثير جدلا بين الإسلاميين في العالم عامة، فما هي منطلقاتكم الشرعية في هذه المسألة؟

- نراعي في تعاطينا السياسي دائما قواعد السياسة الشرعية، خاصة (قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح...).ونسترشد بمقاصد الشريعة الإسلامية عامة، وإعمال مبدأ الضرورات الخمس التي اتفقت الشرائع السماوية عليها، وقبل بها العقلاء من البشر، وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل (والعرض)، والمال، فكل من يساعدنا لتحقيق هذه الضرورات كلها أو بعضها فنحن نعمل معه اقتداء بالتنويه النبوي بحلف الفضول عندما قال عليه السلام (ولو أدعى إلى مثله لأجبت)؛ لأنه ينسجم مع موقف الإسلام الرافض للظلم على أي أحد من البشر، مسلما كان أو غير مسلم، والعمل على نصرة المظلوم أيا كان.

كذلك ننطلق من وثيقة المدينة القاضية بضرورة التعاون والدفاع المشترك بين أهل المدينة، وهم يومئذ مسلمون ويهود ومشركون.

* وهل ترون أن هناك فرقا بين الولاء والتحالف؟

- لا نرى أي تعارض بين الولاء والتحالف؛ فالتحالف مع الغير يعني العمل على إنجاز هدف مشترك، أو الوقوف في وجه عدو مشترك يعمل الجميع لدرء مخاطره.

وأما الولاء فيعني أمرين؛ الأول المودة والحب القلبي، فهذا لا يصرف إلا في محبة الله، ومقتضيات الإسلام، والثاني يعني النصرة، وهي تصرف لمن يستحقها حبا وواجبا إن كان مسلما أو واجبا فقط كالمظلوم وإن لم يكن مسلما، فالتحالف مع الآخر جائز بشروطه، والولاء للمسلم واجب على كل حال، وبحسب قربه وبعده من الإيمان.

*ما هي معالم الوجود الإسلامي في إريتريا، وهل للحركة وجود داخل المجتمع الإريتري، أم هي حركة مقصورة على الإريتريين في الخارج؟

- نعم للحركة وجود شعبي داخل إريتريا، ولكننا لا نكشف عنه لدواعٍ أمنية، وأبرز معالم الوجود في الداخل هو المجاهد الذي يحمل البندقية، ويقاوم صلف النظام، والمحتك بشكل يومي مع المواطن الإريتري داخل البلد، ولا شك أن النشاط الإسلامي في الخارج أوسع نطاقا وأكثر ظهورا.

مستقبل العمل الجهادي

* في ظل التحولات الإقليمية، فما هو الوضع الميداني للعمل الجهادي في إريتريا؟

- لا شك أن العمل العسكري يحتاج إلى عمق إستراتيجي ينطلق منه، وإلى مناخ سياسي دولي مُوات، ونحن في الحركة عانينا من هذا الأمر، ولكننا بفضل الله ثم بالإصرار والعزيمة استطعنا أن نتكيف على الصعوبات، واستعضنا عن ذلك بالداخل الإريتري شعبا وأرضا بما يتواءم مع مرحلة حرب العصابات التي تخوضها الحركة الآن.

* هل تعتبرون الساحة الإريترية ساحة مفتوحة لكل الناشطين الجهاديين في العالم أم مقصورة على الإريتريين؟ وهل هناك صلات بالحركات الجهادية في العالم؟

- الساحة الإريترية ليست مفتوحة لأي ناشط من غير الإريتريين، وقد اتخذنا هذا القرار باكرا بعد دراسة مستفيضة توصلنا من خلالها إلى أن مفاسد وسلبيات ذلك أكثر من إيجابياته، خاصة في بلد مثل إريتريا، لذا ارتأينا أن تكون مقاومتنا محلية، ليست لها علاقة بأي جهات خارجية في العالم، والمقاومة ضد النظام أَمْلَتها ضرورات واقعية، ومظالم حقيقية، وإن كان الواجب الإسلامي يحتم علينا مناصرة قضايا الشعوب العادلة، ولو شعوريا كالقضية الفلسطينية مثلا.

قراءة سياسية آنية

* كيف تقرءون الواقع السياسي الإريتري الآن، وما هي القوى المؤثرة؟

- الواقع السياسي الإريتري يمر بمنعطفات خطيرة، هناك القبضة الحديدية للنظام وممارسة إرهاب الدولة ضد الشعب، وعسكرة الشعب المستمرة بهدف شغل الناس عن قضاياهم الحقيقية، وبهدف الإفقار والتجهيل، ومزيد من اللجوء، وهناك الإفلاس الاقتصادي على مستوى الدولة والشعب، فلا الشعب يملك قوت يومه، ولا النظام قادر على تسيير دفة البلد، مما جعل الفساد يستشري في البلد.

وهناك عزلة إقليمية ودولية بشكل عام يعيشها النظام, لهذا فإن حالة البلد صارت طاردة ولا تطاق، وعليه كثر الهروب من إريتريا إلى دول الجوار والعالم، فالسفراء والقناصل والجنود والضباط والطلاب، وحتى الفرق الرياضية والغنائية تقدم لجوءا سياسيا إذا ما أتيحت لها فرص الخروج من البلد.وهناك تنامي للمعارضة ضد النظام من مختلف الأطياف السياسية والمشارب الفكرية، وهناك انفلاتات أمنية داخل المؤسسة العسكرية تتمثل في الاغتيالات والاعتقالات والإقامات الجبرية لأعضاء الحزب.

أما القوى المؤثرة، فمجموعة عوامل منها المعارضة السياسية، والعمل العسكري في الداخل، ومؤسسات المجتمع المدني الإريترية التي تعمل في الخارج، والمنظمات الحقوقية الغربية التي دأبت تفضح مثالب النظام منذ سنوات، وموقف المجتمع الدولي من النظام، والذي يوصف على الأقل بأنه غير داعم له, وإحجام الشركات الأجنبية عن الاستثمار في إريتريا بسبب انعدام الأمن، والانشطارات العمودية التي حدثت وتتكرر في بنية النظام التنظيمية، والاهتزازات الداخلية.




*وهل هناك مؤشرات باقتراب تغيير سياسي قريب في إريتريا؟




- كل هذه الإفرازات لا شك سينتج عنها واقعا ما، وليس بمستغرب أن يحدث ذلك قريبا؛ لأن كل عوامل انهيار الدولة متوافرة بقوة، إلا أن يشاء الله غير ذلك، فآجال الأنظمة كآجال الأفراد لا أحد يعلم سوى الله لحظة النهاية، لكن المؤكد عندنا أن النظام في فراش المرض، ويزداد سوءا يوما بعد يوم.




* ما هو تأثير المشهد الإقليمي على نشاط تحالف قوى المعارضة الإريترية؟

- لا شك أن أحداث القرن الإفريقي والأوضاع الإقليمية، والمواقف السياسية المتذبذبة، كلها تنعكس علينا سلبا وإيجابا، وتتأثر بها المعارضة،فتحالف صنعاء (السودان-إثيوبيا-اليمن) كان يعتبر السند الإقليمي للتحالف، لكن المواقف ليست على وتيرة واحدة مكانا وزمانا.

ففي الوقت الراهن الموقف الإثيوبي تجاه المعارضة متقدم على غيره، بينما في السابق كان الموقف السوداني متقدما عليها قبل توقيع اتفاقية الشرق بوساطة إريترية، التي أدت إلى إغلاق مكاتب المعارضة الإريترية في الخرطوم.

*في ظل تجارب انهيار الدولة في الصومال والعراق، هل يحظى تحالف المعارضة بتأييد إقليمي ودولي الآن؟

- لم يحظ التحالف بتأييد إقليمي ودولي بالقدر الكافي، ففي فترات سابقة حظي بتأييد حلف صنعاء الإقليمي، ثم حدث نوع من التراجع من البعض، إلا أنه في الآونة الأخيرة لوحظ اهتمام أمريكي وأوروبي بالمعارضة يتمثل في الاستماع إليها والمتابعة لنشاطاتها، وبالمقابل إحجام عن دعم النظام، والتعبير بعدم الرضا لممارساته ونهجه.

ويبدو أن الغرب في مرحلة البحث عن بديل للنظام، ربما المعارضة وربما غيرها, ومن المؤكد أنه لن يسمح بالفوضى في إريتريا حتى لا تتكرر تجربة الصومال في المنطقة.

* تعرضت مقار المعارضة في الخرطوم للإغلاق مؤخرا، ثم حدث تقارب بين الخرطوم وأسمرا فما تأثير ذلك على نشاطكم؟

- حتما إن ذلك سيؤثر على المعارضة؛ لأنها حرمت من التواصل مع جماهيرها عبر الندوات والمهرجانات، لكننا اعتدنا أن نتكيف معها، ونواجهها بالصبر والعزيمة، وبشيء من التدابير اللازمة لحماية الذات والمكتسبات. وفي الجملة فإننا نقدر ما يمر به السودان من تحديات كبيرة، واستهداف غربي بقيادة أمريكا تستوجب عليه أن يراعي مصالحه.




صحفي سوداني

الأيــــــــام البيــــــــض

عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: «‏صيام ثلاثة أيام من كلأسود عريض شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي وصححه الألباني.

ويوافق بداية هذه لشهر جمادى الأولى يوم الجمعة الموافق 7 مايو 2009. وبالتالي تكون الأيام البيض لهذا الشهر الجمعة والسبت والأحد الأيام والله تعالى أعلم .

*قد تختلف بداية الأيام البيض من بلد لأخرى بحسب ابتداء الشهر الهجري لديها وما اعتمدته .

أقبلوا عباد الله على صيام وقيام وطاعة للرحمن تبعد الوجوه عن النيران -بإذن الله-واسألوا الله جل وعلا أن ينصر إخوانكم المسلمين وأن يرفع عنهم الكرب وأن يشفي مريضهم ويداوي جريحهم ويقبل شهيدهم وأن يرفع راية الحق وأن يحفظ المسجد الأقصى وأن يكشف راية النفاق وأن يدمر الصهاينة اليهود ومن عاونهم تدميرا هو ولي ذلك والقادر عليه

04‏/05‏/2009

رد وتعقيب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينامحمد وعلى اله وصحبه والتابعين وعلى الشيخين الجليلن البخاري ومسلم ولعنة الله على الترابي ومن كان على شاكلته
ثم امابعد
ايها القارئ الكريم : ان في بلاد السودان من يتهجم على أئمة الهدي والدين من الاقدمين والمتأخرين
فهذا اللعين المعروف بالترابي يهاجم منذاوقت يهاجم على هذا الدين الاسلامي والمتمسكين به
فحذره كل الحذر وابعد عن كتبه وأكبر دليل على ذلك تلك المحاضرة التي القاها في جامعة الخرطوم وقدنقلت كلامه في مقالة سابقة
هذه نصيحتي لك
ولك مني خالص الشكر
والسلام عليك ورحمة الله